خثرات الساقين.. الموت القادم منهما
برلين/سوا/ يموت مائة ألف بألمانيا وحدها سنويا بسبب انسداد الأوعية الرئوية بخثرات قادمة من الساقين، ويلعب الجلوس الطويل أثناء رحلات السفر البعيدة في الطائرات أو الحافلات دورا في تكون خثرات الساقين. فكيف يمكن الوقاية منها؟
يكبح الجلوس الطويل خلال السفر تدفق الدم في جسمك، مما يؤدي لتكوّن خثرات وجلطات دموية، ويعقب تخثّر الدم انسداد في مجاري الدم والأوعية الدموية، وبشكل خاص يحدث الانسداد في الأوردة الدموية والساقين ومنطقة الحوض.
ولتخثر الدم وتجلطه في الأوعية الدموية أسباب متنوعة، تشمل:
التقدم في العمر، كما يقول هولغر لافال من الجمعية الألمانية لطب الأوعية الدموية. فابتداءً من سن الـ60 يزداد بوضوح احتمال الإصابة بخثرات الأوعية الدموية.
يرتفع احتمال الإصابة بجلطات في الأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين أجريت لهم حديثا عمليات جراحية، أو الذين يضطرون إلى الرقود لفترات زمنية طويلة في السرير.
تزداد إمكانية تجلط الدم في الأوعية الدموية في فترات الحمل أو بسبب تناول حبوب منع الحمل.
ويقول لافال، وفق الوكالة الألمانية، إن علامات تجلط الدم تكون في البداية غير واضحة ولا يلاحظها كثير من المصابين بخثرات الأوعية الدموية، ومنها تورم في الكاحل أو الساق، وألم في عضلات الساق التي قد يتحول لونها إلى الأزرق.
ولعدم معالجة خثرات الدم عواقب خطيرة، إذ تنخلع الخثرات الدموية من جدران أوردة الساق، ثم تنتقل عبر مجاري الدم إلى الرئتين، ويتسبب ذلك في انسداد الأوعية الدموية الرئوية، وينجم عن هذا انقطاع الأكسجين عن الرئتين، وبالتالي تصبح حياة الإنسان مهددة بالخطر.
ويعاني نحو ثلث المصابين بالخثرات الدموية في الساق فيما بعد من انسداد الأوعية الدموية الرئوية، كما أن مائة ألف يموتون في ألمانيا وحدها كل عام بسبب انسداد الأوعية الرئوية بالتجلطات الدموية، بحسب جمعية الحملة الألمانية ضد الخثرات الدموية.
ونقدم هنا لك بعض النصائح التي تساعدك على الوقاية من الخثرات الدموية أثناء السفر والقعود لفترات طويلة في الحافلة أو الطائرة:
تحريك الساقين من وقت إلى آخر، وذبذبة أصابع القدمين، وشد عضلات الساقين وإرخاؤها بين الفينة والأخرى. فهذه الحركات تساعد على انتقال الدم من الأوردة إلى القلب، وتعمل الصمامات الوريدية على منع رجوع الدم ذاته إلى الأوردة.
لا تشرب الكحول أثناء رحلات السفر الطويلة لأنه يوسع الأوعية الدموية، وبالتالي يبقي الدم في الأوردة وهذا يزيد من احتمال تكوّن الخثرات.
قبل الرحلات الطويلة، على المصابين بخثرات الدم ارتداء جوارب ضاغطة مفصلة بحسب المقاس إن أمكن، بعد استشارة الطبيب، أو تناول أدوية واقية من تكوّن الخثرات الدموية بوصفة مكتوبة من الطبيب، فتأثير حبوب الأسبرين مثلا على منع تجلط الدم لا يكاد يذكر بحسب قول المختصين.
والهدف الأول من معالجة التجلطات الدموية هو تفادي تكوّن المزيد من الخثرات أو انتقالها إلى الرئتين، والتقليل من مخاطر الانسدادات الوعائية. ويتم العلاج عادة في البداية بحقن المصاب بمادة الهيبارين، ثم توصَف له بعد ذلك حبوب وأقراص معينة.
وتمتد المعالجة لعدة أشهر ويبقى خطر تكوّن الخثرات عاليا أثناء محاولة الجسم التخلص من الخثرات الموجودة فيه مسبقا. وتقوم الأدوية بتمييع الدم وجعله أكثر سيولة، ومن المهم للغاية أن يتناول المصاب جرعة دوائية يحددها الطبيب بدقة كي يجنّب نفسه الوقوع في خطر حدوث نزيف داخلي محتمل غير مرغوب في حدوثه.
ويجب الانتباه إلى أن الجوارب الضاغطة جزء من العلاج المعياري الذي لا يُستغنى عنه. فهذه الجوارب تضغط على الأوردة وتساعدها على التحكم بنفسها وتساند الصمامات الوريدية في عملها.
ويقول لافال إن ارتداء الجوارب الضاغطة وتناول الحبوب الدوائية باستمرار هو خير ضمانة ضد انتكاسة الأوعية الدموية وضد تكوّن الخثرات الوعائية.