المخيم رقم 1

نابلس /سوا/ على مساحة تقدر بنصف كيلومتر مربع، الطريق الرئيسية المؤدية من نابلس إلى جنين تأسس مخيم رقم واحد، إنه مخيم عين بيت الماء عام 1950.. وليد النكبة البِكر، باعتباره أول مخيم أنشئ في الضفة الغربية، وينحدر سكان المخيم الأصليون من مدن اللد ويافا وحيفا وعكا؛ وبعض السكان أيضا ينحدرون من أصول بدوية.

المخيم رقم (1) وأطلق عليه لاحقا عين بيت الماء، حيث إنه كان يوجد قربه عين ماء تعمل على تزويد اللاجئين باحتياجاتهم من الماء في البدايات، وبلغ عدد سكانه 7943 مواطنا حسب إحصائيات دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير.

واقيم مخيم العين عام 1950 عقب تهجير الفلسطينيين حسب رئيس جمعية بيت المسنين في المخيم فضل أيوب (72 عاما) وهو واحد ممن عاصروا أحداث النكبة وشاهدوا مجزرة مجد الكروم وقتل تسعة من الفلسطينيين.

وقال أيوب إن عدد سكان المخيم آنذاك ما يقارب 2000 نسمة، عاشوا تحت خط الفقر والقهر نتيجة الاوضاع السياسية والاقتصادية السيئة، تحت وطأة خيام لا تقي من حر الصيف ولا برد الشتاء، وبقوا على هذا الحال حتى عام 1958، الى ان قامت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ببناء وحدات سكنية بمساحة (9) أمتار مربعة .

وأضاف انه عام 1967 سمحت وكالة الغوث بالتوسع الافقي للسكان، وذلك بهدم الوحدات السكينة القديمة وبنائها على ثلاث طبقات لمن يستطيع، عقب التزايد في عدد السكان.

وبين ان عدد ابناء المخيم يبلغ اكثر من 7500 نسمة، وبقيت المساحة كما هي دون تغير ملحوظ، حيث يعتبر أسوأ مخيم من ناحية الديمغرافية، ويعاني ساكنوه من ضيق في توزيع الوحدات السكنية، عدا الطرقات الضيقة التي قد تصل معظم الاحيان مترا واحدا فقط، وهذا شكل عبئا على السكان في إدخال أثاث البيوت، وحتى مرات في إخراج حالات وفاة عن طريق اسطح المنازل لضيق الطرقات.

وأشار إلى نسبة البطالة التي وصلت الى 25%، بين ساكني المخيم، رغم وجود عدد كبير من حملة الشهادات العالية خاصة.

الى ذلك، استذكر ايوب ايام التهجير وتفاصيل مجزرة مجد الكروم، وكان عمره وقتها 6 سنوات، فقال "إنه خلال الليل اقتحمت قوات الجيش الاسرائيلي القرية من الشرق والغرب، وعند الصباح جمعوا أهلها واخذوا يختارون عددا من المواطنين، ومن ضمنهم والدي الذي تحايل عليهم بوضع التبغ بعينيه لصبح كالأعمى، وبالفعل تم اخراج تسعة منهم واطلاق النار عليهم امام اعين الاطفال والنساء.

واضاف بعد المجزرة هربنا الى لبنان ومشينا 56 كم من اجل الوصول إلى بلدة الرميش اللبنانية، وكانت القوات الاسرائيلية على الحدود تسهل خروج الفلسطينيين وتعطي الاطفال المياه، موضحا ان الحالة بقيت بين مد وجزر بالعودة الى الديار والتهجير منها إلى أن وصلنا إلى مدينة صور وكان مخيمان الرشيدية والبص، ثم الرجوع الى فلسطين والاستقرار في مدينة نابلس.

وتابع، "أذكر من القصص العالقة بذهني آنذاك عندما أراد والدي قتل أختي الطفلة بعمر اربعة أشهر خلال المسير ليلا لأنها أصدرت صوتها، كادت أن تفضح أمرنا بين الأشجار وتلفت انتباه الجيش الإسرائيلي، الا ان عددا من المواطنين منعوه من ذلك.

يذكر ان مدينة نابلس فيها اربعة مخيمات (بلاطة، وعسكر، وعسكر الجديد)، من الجهة الشرقية، وكأنها خط الدفاع الشرقي، بينما يتغلغل المخيم الرابع (عين بيت الماء)، من الجهة الشمالية للمدينة. حسب مدير عام المخيمات في دائرة شؤون اللاجئين ياسر أبو كشك، وأن غالبية سكان المخيمات في نابلس ينحدرون من مدن يافا واللد والرملة وحيفا وعكا والقرى المحيطة بها، وبعضهم له أصول بدوية .

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد