"لا تراجع عن شروط إنجاز صفقة التبادل"
هنية: على العدو أن لا يكرر تجارب الاقتحام للمسجد الأقصى
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، إسماعيل هنية في معايدة بمناسبة عيد الأضحى، اليوم الإثنين، إنه "على العدو أن لا يكرر تجارب الاقتحام للمسجد الأقصى".
وفيما يلي نص البيان كما وصل "سوا":
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، إمام المجاهدين، وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
}قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ{
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله وبحمده بكرةً وأصيلًا.
أهلنا الأعزاء، شعبنا الفلسطيني المرابط في أرض فلسطين وفي خارجها، أبناء الأمة العربية والإسلامية، نتقدم إليكم جميعًا بالتهاني والتبريكات بعيد الأضحى المبارك، سائلًا الله سبحانه وتعالى أن يجعله عيد خير وبركة وقوة ومنعة لشعبنا ولأمتنا، وأن تأتي الأعياد القادمة على شعبنا وعلى أمتنا وقد تحررت مقدساتها في فلسطين، وجمعنا الله في رحاب المسجد الأقصى المبارك، نصلي فيه صلاة الفاتحين المنتصرين الشاكرين الحامدين.
أيها الأخوة والأخوات، عيدنا عيدان، عيد النحر وعيد النصر، فهذا هو العيد الثاني الذي يمر علينا بعد الملحمة الجهادية البطولية التي سطرها شعبنا ومقاومتنا في معركة سيف القدس ، كانت فصولها تتوالى في عيد الفطر ، وكان هذا العيد، وأن هذا النصر استقر في الأذهان وفي الوجدان، وأرخى بظلاله المباركة على كل الأبعاد الداخلية والخارجية، إن هذا هو العيد هو عيد النحر وعيد النصر، وبينهما هذا التطابق الإيماني الجهادي الشرعي، فإن التضحيات دائمًا كانت هي طريق الانتصارات.
هذا عيد الأضحى المبارك عيد الاستسلام لله والخضوع لله، وعيد التضحية بالأهل، بالمال، بالولد، إرضاءً لله سبحانه وتعالى، وإعلاءً لراية الحق والدين، وهكذا مضت الأجيال، جيل وراء جيل، وهذه الأمة المحمدية الحنيفية مضت على سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، فهذه أمة الشهادة والجهاد، وشعبنا الفلسطيني الذي ينتمي إلى هذه الأمة إنما كان في قلب معارك التضحية والفداء على أرض فلسطين في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس يضحى بماله، بأولاده، ببيوته، من أجل تحرير الأرض والمقدسات واستعادة الحقوق وفي مقدمتها حق العودة لشعبنا إلى أرضه وإلى وطنه.
نعم إنه عيد النصر وعيد النحر، وها نحن نعيش ما زلنا هذه الفصول، لأن معركة سيف القدس شكّلت نقطة تحول في مجرى وتاريخ الصراع مع هذا العدو الصهيوني، وأرخت بما يشبه الزلازل في قلب هذا الكيان عسكريًا وسياسيًا وأمنيًا، وكان من بين ضحاياها ومن بين نتائجها هو خروج النتنياهو من الحلبة السياسية ومن واقع العمل السياسي، هذه الأزمات الداخلية التي يعيشها الكيان والتي نراها، سترتد في وجهه رغم أنه يحاول من خلال ما يقوم به في المسجد الأقصى المبارك وفي القدس في هذه الأيام أن يغطي على هزيمته، وأن يحاول عابثًا أن ينال من هذا الانتصار العظيم الذي رسخت من خلاله المقاومة المعادلة الذهبية أن القدس ليست بعيدة عن مرمى هذه المقاومة المباركة، وأن القدس لها سيف ودرع، ولها ذراعٌ قويٌة يحميها ويدافع عنها جنبًا إلى جنب مع أبناء شعبنا مع المرابطين والمرابطات في ساحات المسجد الأقصى، مع أهلنا في الضفة الغربية الشماء، مع أهلنا في داخل فلسطين المحتلة عام48 الذين سجّلوا وسطّروا ملحمةً بطولية في الدفاع عن القدس، وفي الالتحام مع إخوانهم في الضفة، وفي غزة ، كما في مواقع الشتات، وفي خارج أرض فلسطين المباركة.
نعم أيها الأخوة والأخوات، إننا في يوم العيد نجدد التزامنا وعهدنا مع قدسنا ومع أهلنا في القدس، إن معركة سيف القدس أكدت بأن الصراع لن يعود إلى ما كان عليه، نحن الذين نملك المبادئة والمبادرة والقدرة على تحديد الزمان والمكان، ولكن القدس التي هي قبلة المجاهدين وهي عنوان وحدتنا، وهي أيضًا رمز أحرار العالم، ستبقى القدس في قلب اهتمامنا وفي قلب سياساتنا واستراتيجياتنا بما في ذلك استراتيجية المقاومة المباركة الباسلة، لذلك على العدو أن لا يكرر تجارب الاقتحام للمسجد الأقصى والعبث بمقدساتنا في داخل القدس وحول القدس في بيت المقدس في أكناف بيت المقدس.
أيها الأخوة والأخوات يا أهلنا في غزة، قدرُكم أن تكونوا رافعةً لقضيتنا ولشعبنا ولأمتنا، قدركم أن تكونوا دائمًا في موقع التضحية والفداء، فكان قدركم عاليا بمقدار الأمانة التي أنتم فيها، كان قدركم ومكانتكم عالية عند أبناء شعبكم وعند أبناء أمتكم، ولذلك اطمئنوا، نحن إن شاء الله معكم وبكم وإليكم وإلى جانبكم، نعيد الإعمار، نكسر الحصار، نفرض على هذا العدو أن لا يتراجع عن التزاماته التي قدمها والتي أعطاها للوسطاء أمام المقاومة وأمام شعبنا الفلسطيني، لن نتخلى مطلقًا عن ذلك، سنتحمل مسؤولياتنا الكاملة من أجلكم إخواننا وأهلنا في غزة.
كما أهلنا في القدس وفي الضفة وفي ال48 وفي المنافي والشتات، هنا في هذا العيد نستذكر الشهداء الأبرار الذين روّوا بدمهم أرض فلسطين، وآخرهم شهداء معركة سيف القدس وشهداء الدفاع عن القدس وعن الأقصى وعن كل ذرة ترابٍ من أرض فلسطين المباركة، تحيةً لأهالي الشهداء وعوائل الشهداء الصابرة المحتسبة، في هذا العيد نجدد عهدنا مع أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني، أنتم أيها الأبطال في قلب حراكنا السياسي والميداني والجهادي وعلى كل الجبهات، وفي كل المراحل والمحطات، سيكون موقفنا ثابتا كما في صفقة وفاء الأحرار الأولى أن المقاومة لن تتراجع عن مطالبها، عن شروطها من أجل إنجاز صفقة جديدة وتحريركم بإذن الله سبحانه وتعالى وأن تعودوا إلى أهلكم أعزاء كرامًا رافعي الهامات والرؤوس، وما ذلك على الله بعزيز.
شعبنا الفلسطيني في داخل فلسطين المحتلة، أنتم منا ونحن منكم، أنتم أيها الرجال، أيها النساء، أيها الأبطال، الذين سجلتم صفحات مجيدة في تاريخ صراعنا مع هذا الاحتلال، أنتم الذين وقفتم بكل شموخ وبكل كبرياء إلى جانب أهلكم في القدس في الضفة، في غزة، في كل مكان، وكنتم لوحة عظيمة وكنتم شرفًا إضافيًا إلى شرف الصمود والمقاومة في معركة سيف القدس وفي الدفاع عن الشيخ جراح وعن المسجد الأقصى وعن كل ذرة من تراب أرض فلسطين المباركة، سنبقى الأوفياء لكم ولفلسطين الأرض والهوية والتاريخ والجغرافيا، وأنتم أيها الأهل في كل مواقع الشتات الذين تعيشون على أحلام العودة، هذه الأحلام ستغدو بإذن الله حقيقة، ستغدو بإذن الله واقعًا، ستغدو بإذن الله واقعًا نعيشه وإياكم، ستعودون إلى أرض الوطن إلى أرض الآباء والأجداد، إلى أرضنا أرض فلسطين المباركة، إن كل سنين الهجرة والتهجير واللجوء لا يمكن أن تُسقط من يدنا مفتاح العودة، ولا من وجداننا مفتاح العودة، إنني أؤكد أن كل الاتفاقيات التي تمس هذا الحق اتفاقيات باطلة لا تُلزم شعبنا، لا في الداخل ولا في الخارج، لا في الحاضر ولا في المستقبل، هذا هو شعبنا الفلسطيني في داخل فلسطين وفي خارج أرض فلسطين الذي ينتمي إلى هذا العمق من أمته العربية والإسلامية، هذه الأمة التي وقفت إلى جانب القدس وإلى جانب المقاومة وإلى جانب فلسطين كامتداد أيضًا لأحرار العالم الذين سجلوا أيضًا وقفاتٍ مضيئة ومشرفة للضمير العالمي والإنساني خلال معركة سيف القدس، كل هذه المعاني نستحضرها في عيدنا هذا في يومنا هذا المبارك، عيد الأضحى الذي هو عيد النصر كما قُلت في بداية هذه الكلمة.
نجدد لكم أهلنا الكرام، نجدد لكم تهانينا وتبريكاتنا والتزامنا وعهدنا ووفاءنا أن نمضي على طريق الشوكة حتى التحرير والعودة وطرد الغزاة المحتلين من أرضنا كل أرضنا بإذن الله سبحانه وتعالى.
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.