شاهد: "سمر أبو العوف" .. تحدّت بكاميرتها جبروت الطائرات الإسرائيلية في غزة
عرضت نفسها للخطر، وما زالت تردد أنها لن تتوانى يوماً عن عملها في مجال "التصوير الصحفي"، وتكشف الحقيقة حول جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ، ولا يخفى علينا ما جرى في العدوان الأخير على القطاع، حيث القصف العنيف والدمار وقتل المدنيين العزل، حتى الصحفيين والمؤسسات الصحفية لم تسلم من المتفجرات التي تريد أن تكتم صوت الحقيقة عن العالم.
لم تترك "أبو العوف" سلاحها الشرعي "الكاميرا"، في مواجهة الظلم والاستبداد الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة، وخرجت من بيتها لا تعلم هل ستعود أم لا، حاملة روحها على كفها، كي توصل الرسالة الحقيقية للعالم في كشفها لحقيقة الإرهاب الإسرائيلي في القتل والتشريد والدمار.
المصورة الصحفية سمر أبو العوف، شابة فلسطينية، تسكن في غزة "حي الرمال"، تعمل في مهنة "الصحافة" منذ سنوات، عملت مع عدة مؤسسات صحفية منها " رويترز، مديل ايست أي"، كما وعملت مع منظمات ومؤسسات دولية أخرى، منها " الصليب الأحمر، الأونروا ، منظمة الصحة العالمية"، وكان أخرها صحيفة "نيويورك الأمريكية"، ووكالة "ورد تشايلد" التي عملت معها في نشر الصور والقصص الصحفية خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
شغف وإصرار
بدأت سمر في التصوير منذ عام 2010م، حيث كانت تدرس تخصص المحاسبة، لكنها تركته لشغفها بتعلم التصوير، واستمرت في تعلم التصوير مدة 5 سنوات، وبعد سنوات قليلة تخصصت في مجال "الإعداد والتقديم التلفزيوني".
اكتسبت "أبو العوف" الخبرة في التصوير من خلال عملها في الميدان بشكل متواصل ومستمر، حيث خاضت حرب 2012 في العمل الصحفي، وكانت البداية في التعلم من خلال العمل الميداني، معتمدة على نفسها بشكل كبير، من خلال التغذية البصرية، كما وأضافت لخبرتها الاستفادة من خبرة مصورين قدامى يعملون في الوكالات العالمية.
صعوبات وتحديات
واجهت سمر صعوبات كبيرة خلال العدوان الأخير، منها الاستهداف الإسرائيلي للمكاتب والمؤسسات الصحفية بشكل مباشر، وعبرت عن شعورها، بقولها لوكالة سوا الإخبارية: " أول مرة أشعر انه يوجد خطورة كبيرة على الصحفيين"، خصوصاً بعد استهداف مكتب "AP" ومكتب "الجزيرة" في برج الجلاء، وهنا تفاجأت سمر بأنه لا يوجد حصانة للصحفيين والمؤسسات الصحفية في القطاع.
تؤكد المصورة الصحفية أن الصحفيين كانوا في مرمى الاستهداف الإسرائيلي دون أدنى حصانة، وكان واضح الأمر أن نية الاحتلال هي كتم الصوت والصورة التي تكشف الصورة الحقيقية لغطرسته ضد الشعب الفلسطيني.
وركزت سمر على تصوير الأحداث والحروب في غزة، كذلك عملت على إنشاء القصص الصحفية، وأنها لا تفكر للحظة إذا كان هناك خطورة على حياتها أم لا، كما وتخطت مرحلة الإحساس بالخطورة منذ وقت طويل في ظل التصعيدات المستمرة على القطاع، مشيرة إلى انها كانت ملتزمة بإجراءات السلامة المهنية "الدرع والخوذة".
وحرصت على تصوير الحياة اليومية، وحياة المخيمات في ظل الحصار وانقطاع الكهرباء والماء، وسلطت الضوء على معاناة الناس دون كهرباء ومعاناة الأطفال في الأحياء المهمشة.
تجربتها في عدوان 2021
وتروي سمر تجربتها في العمل أثناء العدوان الأخير، حيث كانت تعمل منذ بدء العدوان من البيت، لكنها لاقت تحديات كثيرة منها "انقطاع الكهرباء، وفصل الإنترنت" في ظل أنها بحاجة لرفع موادها الصحفية بسرعة للجهات التي تعمل معها "أون لاين".
ولجأت سمر بعد أن جمعت معداتها الصحفية، إلى مؤسسة "بيت الصحافة"، معتبرة أنه المفر الوحيد كي تنجز أعمالها، في ظل توفر الكهرباء والإنترنت بشكل متواصل فيها.
"بيت الصحافة" يحتضن سمر
وعبّرت سمر عن شكرها لمؤسسة "بيت الصحافة"، التي احتضنتها منذ بدء العدوان على القطاع، كما واحتضنت العديد من الصحفيين والمؤسسات الصحفية التي تدمرت مقراتهم بفعل الاستهدافات الإسرائيلية المباشرة.
وترى سمر أن عملها في "بيت الصحافة" أثناء العدوان، قد سهل عليها عملها، ولاقت راحة كبيرة، ولفتت إلى أنه كان هناك ترحيب كبير من إدارة المؤسسة.
يواجه الصحفيون الفلسطينيون في غزة، تحدياتٍ كبيرة، بين الموت والحياة يقدمون أرواحهم رخيصة من أجل إيصال الرسالة والصورة الحقيقية للعالم، لا يخشون جبروت الاحتلال، بسلاحهم البسيط "الصحافة" يحاربون أعتى وأقوى الجيوش في العالم، لكنهم مصرون أنه لا تخاذل ولا انحناء، وسيبقون صامدون حتى تحرير فلسطين المحتلة من نهرها إلى بحرها.