لعبت منظمات العمل الأهلي دورا مهما في تعزيز الصمود وتبني العديد منها منهجية التنمية من أجل الصمود والمقاومة.
وساهمت بعد تأسيس السلطة عام ١٩٩٤في تحديد مضمون البناء علي أن يكون مبني علي اسس ديمقراطية وحقوقية.
من خلال تمكين مصالح الفئات الاجتماعية المهمشة والضعيفة من جهة وتجاه صيانة الحريات العامة ومبادئ حقوق الإنسان وتوسيع الحيز العام من جهة أخرى.
تفاعلت منظمات العمل الأهلي مع قضايا الحكم الرشيد ومحاربة الفساد ودفعت باتجاه تبني مفهوم الإصلاح الذي يعمل على صيانة بنية مؤسسية تستند الي وضع الإنسان المناسب بالمكان المناسب ويضمن تحقيق مبدأ سيادة القانون والفصل بين السلطات وصيانة الحريات العامة.
تعاملت المنظمات الأهلية مع الحكومات الفلسطينية على اختلافها على قاعدة تطبيق قانون الجمعيات رقم ١/٢٠٠٠.
وأكدت علي مبدأ استقلالية العمل الأهلي في إطار القانون بالوقت الذي أكدت بة علي اهمية التكامل مع الوزارات المختصة علي المستوي المهني بهدف خلق التكاملية بالأداء وبما يخدم الخير العام.
تفاعلت منظمات العمل الأهلي مع القضايا المهنية عبر تقديم الدعم والاسناد للفئات الاجتماعية المهمشة والضعيفة (شباب، مرأة ذوي إعاقة، مزارعين .....الخ )
وتفاعلت كذلك مع خطط الوزارات المختصة وحاولت التأثير بالخطط الوطنية رغم ظروف الانقسام.
دفعت المنظمات الأهلية باتجاه إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وتفاعلت بشكل واضح ومؤثر مع استحقاق العملية الانتخابية بوصفها مدخلا للوحدة وإعادة بناء المؤسسات التمثيلية الفلسطينية بصورة ديمقراطية وعبر صندوق الاقتراع الا ان هذا الاستحقاق تم تأجيله لأجل غير مسمى مع الأسف.
كانت العديد من مكونات العمل الأهلي جزء من المسار الوطني الفلسطيني سواء بما يتعلق بمسيرات العودة او الفاعليات الرامية لفك الحصار عن قطاع غزة او بما يتعلق بالترويج للمصالحة الوطنية والاجتماعية.
العمل الأهلي و سياق المواجهة:-
استطاعت منظمات العمل الأهلي التفاعل مع هبة القدس سواء من خلال تقديم المساعدات المباشرة للمتضررين من عدوان الاحتلال أو من خلال توثيق انتهاكات الاحتلال لحقوق الإنسان والتي ترتقي الي مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية عبر ضرب الابراج السكنية وشطب عائلات كاملة من السجل المدني وضرب البنية التحتية والمرافق الإنتاجية والمصانع والورش والاستراحات السياحية علي البحر بهدف محاولة خلق الترويع ببن أوساط المواطنين وخلق الفجوة ما بين الشعب والمقاومة الا ان النتيجة كانت عكسية تماما من خلال الصمود الأسطوري للمواطنين والتلاحم الشديد ما بين الشعب والمقاومة التي استطاعت أن تعبر عن كرامة شعبنا وتربك حسابات الاحتلال.
خلقت معركة القدس وحدة غير مسبوقة بين مكونات الشعب الفلسطيني( الضفة القدس ،٤٨،قطاع غزة ،الشتات) في تعبير عن وحدة الهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة وفي مواجهة سياسة التفتيت والتجزئة الاحتلالية.
استطاعت معركة القدس أن تستعيد مكانة القضية الوطنية لشعبنا في مواجهة محاولات الطمس والتبديد عبر ما سمي ب صفقة القرن سيئة الصيت .
حركت المعركة فاعليات شعبية وازنة ومؤثرة وبشكل غير مسبوق عبر مظاهرات جماهيرية واسعة اجتاحت عواصم ومدن رئيسية في كافة أنحاء العالم تعبيرا عن تضامنها مع شعبنا وقضيته العادلة .
ساهمت المعركة باستعادة وعي شعبنا وروايات التاريخية لشعب هجر من ارضية عام١٩٤٨ وبددت العديد من الرهانات عن حلول تفاوضية جربت ولم تنجح واستغلتها دولة الاحتلال لفرض الوقائع الاستيطانية علي الارض وبناء منظومة من نظام الابارتهاييد والتميز العنصري.
عملت المعركة علي فتح افقا جادا باتجاه إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وبناء مؤسسة فلسطينية تمثيلية جامعة علي قاعدة انتخابية ديمقراطية تشاركية وتحديدا لمنظمة التحرير بهدف التعبير عن وحدة الشعب والهوية بوحدة المؤسسة التمثيلية الجمعية لكل مكونات الشعب الفلسطيني.
عملت منظمات العمل الأهلي علي تعزيز التشبيك مع قوي التضامن الشعبي الدولي واوصلت الرواية والصورة الفلسطينية أمام الشعوب والرأي العام كما تحركت علي جبهة منظمات المجتمع المدني العربية والدولية .
التوصيات :-
١-تعزيز دور العمل الأهلي علي المستويات الخدمية والاغاثية والتنموية والحقوقية .
٢-تشكيل هيئة ذات طبيعة استشارية بخصوص عملية إعادة الإعمار تتكون من الوزارات المختصة وممثلين عن كل من العمل الأهلي والقطاع الخاص.
٣-تعزيز التكامل مع الوزارات المختصة.
٤-استمرار الدفع باتجاه إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة علي اسس تشاركية وانتخابية.
٥-تعزيز العلاقة مع قوي التضامن الشعبي الدولي لفضح الممارسات العدوانية الاحتلالية وتأكيد التضامن مع حقوق شعبنا .
٦-تعزيز حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على دولة الاحتلال وتأكيد صورة الاحتلال أمام الرأي العام بوصفة احتلال مركب ذو طبيعة عسكرية واستيطانية وعنصرية كما أوضحت العديد من التقارير الحقوقية الدولية واخرها تقرير هيومن رايتس ووتش .
٧-تقوية العلاقات بين منظمات المجتمع المدني في كافة تجمعات شعبنا (الضفة ،القدس، القطاع ،٤٨،الشتات)تعبيرا عن وحدة الهوية الوطنية الجامعة ولخلق التكامل بالعمل ضمن رؤية وطنية موحدة تجمع كل مكونات منظمات المجتمع المدني.
٨- تقوية العلاقة مع منظمات المجتمع المدني عربيا ودوليا.
٩-اطلاق حملات منهجية منظمة تبرز بها مدي انتهاك دولة الاحتلال لمنظومة حقوق الإنسان والقانون الدولي عبر إظهار ممارسات العدوان والاستيطان والتميز العنصري تهويد القدس وحصار قطاع غزة وعبر الدفع باتجاه مساواة الصهيونية بالعنصرية .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية