بات يستحاق هرتسوغ الرئيس الـ11 لإسرائيل بعدما انتخب رسميا من قبل أعضاء الكنيست الاسرائيلي اليوم الاربعاء خلفا للرئيس السابق رؤوفين ريفلين.

ويتسحاق هرتسوغ ( 60عاماً) هو سياسي ومحام إسرائيلي، وعضو في البرلمان الاسرائيلي( الكنيست) رئيس الوكالة الصهيونية منذ عام 2018، شغل منصب رئيس حزب العمل وزعيم المعارضة في إسرائيل، وشغل سابقًا منصب وزير الرفاه والخدمات الاجتماعية ووزير الشتات والمجتمع ومكافحة معاداة السامية ووزير السكن والبناء ووزير السياحة، ويشغل حاليا منصب مدير لوكالة اليهودية لأجل اسرائيل.

ولد هرتسوغ في عام 1960 في تل أبيب، والده الميجر جنرال حاييم هرتسوغ، الذي أصبح لاحقا الرئيس السادس لاسرائيل، كان في حينها رئيس المخابرات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ووالدته أورا، كانت من بين الناشطات الأولى اللواتي كافحن من أجل الشؤون البيئية، بحيث أنشأت جمعية مجلس إسرائيل الجميلة وقادتها خلال عقود.

ويذكر ان عندما كان طفلا أطلقت عليه والدته لقب بوجي تدليلا له، وهو اللقب الذي رافقه حتي صار لعنة عليه، ويستخدمه اليمين الإسرائيلي وخصوصا نتنياهو, في محاوله للتقليل من شأنه والإيحاء للمجتمع الإسرائيلي بأنه شخص مدلل لا يقوي على تحمل المسؤوليات الجسام المترتبة على توليه منصب رئيس الحكومة.

إنَّ الاسم إسحق هرتسوغ يعود إلى اسم جدِّه، الحاخام إسحاق أيزيك هليفي وهو أول حاخام رئيسي لدولة إسرائيل، عمُّه، أبا إيبان، كان وزير الخارجية في دولة إسرائيل، وخاله، الدكتور يعقوب هرتسوغ، كان مدير عام مكتب رئيس الحكومة ودبلوماسيا موهوبا.

وفي صيف 1975، بعد أن تم تعيين الأب حاييم هرتسوغ في منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، انتقلت العائلة للإقامة في نيويورك، خلال فترة إقامة العائلة في أمريكا حصل إسحاق هرتسوغ، على شهادة الثانوية، كذلك على شهادة التعليم الأكاديمي في جماعة كورنيل وجامعة نيويورك، ومع عودته إلى إسرائيل، في نهاية عام 1978، تجند في جيش الاحتلال الإسرائيلي وخدم كضابط في وحدة 8200 من سلاح الاستخبارات، وتولى شتى المهام، وتسرح من خدمة الاحتياط برتبة ميجر في الوحدة رغم عضويته في الكنيست.

في عام 1985، خلال دراسته القانون في جامعة تل أبيب، انضم الى حزب العمل ومنذ عام 1987 عمل محاميا، في أول أمره كأجير وبعد سنوات قليلة كشريك بارز في مكتب المحاماة "هرتسوغ-فوكس-نئمان" في القطاع التجاري وفي قطاع الاتصالات. وما بين عام 1988-1990 شغل، من قبل وزير المالية شمعون بيرس، منصبَ وزير المجلس الاقتصادي والاجتماعي.

وفي عام 1992 كان واحدا من المبادرين إلى إجراء الانتخابات التمهيدية (البرايمريز) في حزب العمل، كما ساعد في كتابة الدستور وشغل منصب المستشار القانوني للجنة الانتخابات. في حملة الانتخابات العامة لعام 1992 عمل مستشارا خاصا لإسحاق رابين وساعده في انتخابه لرئاسة الوزراء. وفي عام 1994 أنتخِب عضوًا في مكتب حزب العمل.

في عام 1996، في حملة الانتخابات العامة، عمل هرتسوغ مستشارا خاصا لرئيس الوزراء شمعون بيريس وشغل منصب رئيس لجنة الانتخابات لقائمة حزب العمل لانتخابات الكنيست.

ام عن مسيرته السياسية الحقيقية بدأت عام 1999 عندما تم تعيينه مستشارا خاصا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود باراك، لشؤون الشباب وشغل هذه الوظيفة حتى عام 2001، بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في عام 1999، و تم تعيين هرتسوغ في منصب سكرتير الحكومة وشغل هذا المنصب حتى انتخابات رئاسة الوزراء التي أجريت في شباط / فبراير 2001، في هذه الانتخابات خسر باراك في التنافس أمام أريئيل شارون واستقل من منصبه كرئيس الحزب.

ما بين عام 2000-2003، شغل هرتسوغ، من بين مناصب أخرى، منصب رئيس سلطة مكافحة المخدرات، وفي عام 2002 ترك عمله كمحام، ليتنافس ضمن قائمة حزب العمل لانتخابات الكنيست وانتخِب عضوًا في الكنيست.

كما وتعرض هرتسوغ للتحقيق بشبهة إساءة استخدام أموال الحملة الانتخابية لإيهود باراك، لكنه احتفظ اثناء التحقيق بـ"حق التزام الصمت"، ثم تمت تبرئته وأُغلقت القضية ضده عام 2003.

كما وشغل منصب مركِّز شؤون كتلة العمل-ميماد ومنسِّق شؤون المعارضة في لجنة المالية وكافح ضد خطة التدابير الاقتصادية لنتنياهو ما بين عام (2003الى 2006)، في فترة عمل الكنيست هذه شغل أيضا منصب عضو في لجنة الداخلية وحماية البيئة التابعة للكنيست.

وبعد قيام رئيس الوزراء أريئيل شارون بإعلان فك الارتباط عن قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية وانضمام حزب العمل إلى الحكومة، تم انتخاب هرتسوغ في مركز الحزب كوزير البناء والإسكان، وفي كانون الثاني / يناير 2005 باشر مهام منصبه، خلال توليه المنصب، عمل من أجل التركيز على تحسين ظروف القاطنين في مشاريع السكن العام، وتوفير فرصة لأولئك الذين لا يستطيعون شراء شقة نتيجة غلاء الأسعار، وبعد فك الارتباط ساعد أيضا في التعامل مع الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من غوش قطيف.

وفي عام 2006 حصل على المرتبة الأولى في الانتخابات التمهيدية في حزب العمل للقائمة الانتخابية للكنيست الـ17، وفي حكومة إيهود أولمرت تم تعييه في منصب وزير السياحة بعد ان تم تكليفه بتشكيل الحكومة رقم 31 في تاريخ اسرائيل، وخلال توليه المنصب ساعد في إعادة بناء صناعة السياحة بعد حرب لبنان الثانية، وبعد مرور 10 أشهر، ودخول حزب إسرائيل بيتنا إلى الحكومة، تقرر نقل وزارة السياحة إليه، واستقال هرتسوغ من منصبه، وعين وزيرا للرفاة والخدمات الاجتماعية في 21 مارس 2007.

خلال حرب لبنان الثانية وبعد انتهائها شغل منصب عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية وكان من أبرز المتحدثين باسم دولة إسرائيل في وسائل الإعلام العالمية. وفي عملية "الرصاص المصبوب"، عيَّن أولمرت هرتسوغ كمنسق أعمال الحكومة الخاصة بتقديم المساعدات الانسانية إلى أهالي غزة.

في الانتخابات التمهيدية لحزب العمل عام 2008، حصل هرتسوغ على المركز الأول في قائمة حزب العمل، وأصبح في المركز الثاني بقائمة الحزب التي سيخوض بها انتخابات الكنيست الـ 18, بعد زعيم الحزب آنذاك، إيهود باراك، وبعد فوز نتنياهو بتشكيل الحكومة في تلك الانتخابات، تم تعيين هرتسوغ وزيرا للرفاة.

كما وانه احتل في انتخابات الكنيست الـ 19 ، المركز الثاني في قائمة حزب العمل بعد أن حصل على المركز الأول في الانتخابات التمهيدية، وأصبح عضوا بالكنيست وزعيما للمعارضة، كما شغل منصب عضو تعيين القضاة، وكان من أشد معارضي التوجهات اليمينية المتطرفة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .

بعد حل الكنيست التاسع عشر، والبدء في الاستعداد للانتخابات الإسرائيلية المبكرة، تحالف هرتسوغ مع وزيرة العدل السابقة، تسيبي ليفني، في قائمة واحدة أطلق عليها اسم (المعسكر الصهيوني) واتفق معها على تناوب رئاسة الحكومة في حال الفوز بتشكيل الحكومة، ودعا في صلب برنامجه لإسقاط حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو منتقداً سياسته في إعاقة عملية السلام مع الفلسطينيين، وفشله في التعامل بإيجابية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في ما يخص الصراع العربي الإسرائيلي، لكنه لم ينجح في الوصول إلى السلطة وخسر أمام بنيامين نتنياهو بفارق 6 مقاعد في الانتخابات التي جرت في مارس 2015 ليقر بالهزيمة ويهنئه متمنياً له "التوفيق".

خسر في الانتخابات الداخلية لحزب المعكسر الصهيوني لصالح أفي غاباي عام 2017، قدم استقالته من الكنيست للانتقال لمنصب رئيس الوكالة اليهودية، عام 2018.

والجدير ذكره ان هرتسوغ، وهو نجل رئيس إسرائيل السادس حاييم هرتصوغ، يعرف بدعمه لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس مبدأ حل الدولتين.

المصدر : وكالة سوا