ارتفعت وتيرة الإصابة بعدوى "الفطر الأسود" بين آلاف المرضى المصابين بفيروس كورونا ، مما أثار جدلًا واسعاً بين الأوساط الطبية، وسط تداول معلومات مغلوطة بين المواطنين، خاصة في الهند.

وكشفت الدكتورة منى كيال، استشارية الأمراض الجرثومية في مستشفى براغ التشيكية، أن عدوى الفطر الأسود لا تصيب إلا الأشخاص ضعيفي المناعة، فهم معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالمرض، نتيجة استخدامهم لمثبطات المناعة والكورتيزون مما يؤدي لنقص في المناعة المكتسبة.

وبينت كيال أن معدل الإصابة يرتفع لدى مرضى السكري، بسبب استخدامهم لأدوية الكورتيزون بشكل مفرط.

وأفادت استشارية الأمراض الجرثومية أن الفطر الأسود متواجد في الطبيعة، ولا يسبب الأذى للأشخاص العاديين نتيجة استنشاقهم غبار الفطر من الهواء، حيث تستطيع أهداب ومخاط الأنف التخلص منها بكل سهولة.

وأشارت منى كيال أنه يمكن الوقاية من مرض الفطر الأسود من خلال الحد من استخدام المضادات الحيوية والكورتيزون، إضافة إلى ضبط سكر الدم المرتفع، والتقليل من التلوث والرطوبة في المستشفيات، مؤكداً أن المرض غير معدٍ، ولا ينتقل بين الأشخاص.

وحذرت كيال مصابي كورونا من ذوي الحالات الحرجة من خطر الاصابة بمرض الفطر الأسود، نتيجة ضعف المناعة لديهم، باعتباره من المضاعفات الخطيرة لمرض كوفيد 19، داعيةً لأخد التطعيمات اللازمة للوقاية من الفيروس، ولبس الكمامات والالتزام بالإجراءات الوقائية.

ونوهت الاستشارية إلى أن الفطر إن أصاب العين فقد يؤثر على الرؤية، ويمكن أن يصيب الجيوب الأنفية، وإن امتد ووصل إلى الدماغ فتعد هذه أخطر أنواع الإصابة وقد تؤدي إلى الموت.

وأوضحت كيال أن الأطباء يستخدمون مضاد الفطر مثل "الامفوتيريسين ب"، اضافة إلى استئصال الأنسجة المصابة لمنع انتقال الفطر للأنسجة السليمة المجاورة لإنقاذ حياة المرضى.

وشددت استشارية الأمراض الجرثومية على أن نسبة الوفيات في الحالات المتقدمة بالسن تتجاوز 50%، لذلك لابد من أهمية التشخيص المبكر وبدء العلاج بأسرع وقت.

وأوردت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن السبب وراء مرض الفطر الأسود هو وجود عفن في التربة والمواد العضوية المتحللة، تؤدي للإصابة بالمرض من خلال استنشاق الخلايا الفطرية التي تحتوي على هذا جزئيات من هذا العفن.

المصدر : العربية