"وعد" تصدر نداءاً بشأن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة
أطلق الحراك من أجل الوطن والعدالة والديموقراطية "وعد"، مساء اليوم الاثنين، نداءاً بشأن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة .
وفيما نص البيان كما وصل وكالة سوا الاخبارية:
نداء صادر عن الحراك من أجل الوطن والعدالة والديموقراطية "وعد"
فلسطين/ القدس
17 مايو/آيار 2021
شعبنا موحد في مواجهة حرب استكمال النكبة
موحدون في الصمود والمقاومة... ولنتحدّ في إضراب عموم فلسطين
تأتي هذه الحرب المجنونة، في محاولة يائسة ومحكوم عليها بالهزيمة، لاستكمال حرب النكبة والتطهير العرقي التي بدأت عام 1948، وظلّت متواصلة بأشكال مختلفة على مدار 73 عامًا. لقد توهمت اسرائيل العنصرية والمتهاوية نحو الفاشية الصاعدة أن نجاحها في إخضاع بعض الأنظمة العربية للتطبيع، واستمرار حالة الانقسام في الأوساط القيادية الفلسطينية، بالإضافة إلى الانحياز والنفاق الدوليين، وخاصةً الأمريكي، قد مهّد لها الطريق لتصفية القضية الفلسطينية، والبدء بالتطهير العرقي بحق شعبنا ومقدساته في مدينة القدس المحتلة، وباقي أرجاء الضفة الغربية، وإعلان حرب الإبادة العمياء على أهلنا في غزة، وإفلات ميليشيات الإرهاب الاستيطانية على شعبنا داخل الأرض المحتلة منذ عام 1948. ولكن، ورغم الاختلال الواسع في ميزان القوى الناجم عن الانقسام والتخاذل، وتواطؤ بعض الأنظمة، إلا أن شعبنا العظيم أدرك بحسه الوطني الصادق، ومخزون خبرته الكفاحية الطويلة الممتدة من مقاومة مشروع التوطين في سيناء عام 1955، ومعركة الكرامة وصمود بيروت والانتفاضتين، وبينهما هبّة النفق عام 1996، والصمود البطولي في مواجهة الحروب العدوانية على قطاع غزة 2008، 2012، 2014، وانتفاضتيّ البوابات في القدس، وفي باقي أرجاء الضفة، وأخيرًا هبة الشيخ جرّاح وباب العامود والأقصى، وبالتأكيد لاننسى يوم الأرض 1976، وهبّة أكتوبر عام 2000، والإضراب الشامل لمواجهة ما يُسمى بقانون القومية لأبناء شعبنا في الداخل، ودلالات كل من هذه المحطات البطولية في الإصرار على مقاومة محاولات تمزيق الهوية الوطنية الجامعة والتمسك بحقوق شعبنا الثابتة.
نعم، لقد تجاوز شعب فلسطين انقسام قيادته المُتنفّذة، وأعلن وحدة ميدانية راسخة في مواجهة حرب الإبادة العدوانية والتطهير العرقي، ليؤكد، لنفسه أولاً، وللشعوب العربية وشعوب العالم، وللمجتمع الاسرائيلي المختطف من قوى العنصرية والارهاب، بأن شعب فلسطين حيٌّ وموحد، ولن يكرر تجربة النكبة مهما غلت التضحيات. كما أن هذا الشعب العظيم يوجه رسالة صادقة وواضحة للمهيمنين على المشهد الوطني والغارقين في مصالح الانقسام البغيض، بأنه لا زالت أمامكم فرصة أخيرة للعودة لصفوف وحدة الشعب والإعلان الفوري عن إنهاء الانقسام باتخاذ الخطوات التالية:
تأكيد وحدة الشعب وهويته الجامعة على أرض فلسطين التاريخية وبلدان الشتات، وأن هدف شعبنا الموحد يتمثل بإنجاز حق العودة وتقرير المصير لكل أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجدهم، والتوقف عن اللهاث وراء فتات تسوية لم تجلب سوى الانقسام ومخاطر تمزيق الهوية والقضية.
انضمام حركتيّ حماس والجهاد والقوى الوطنية والحراكات الوطنية الاجتماعية، خاصةً الشبابية، التي عبرت عن نفسها في بعض القوائم الانتخابية، للهيئات القيادية لمنظمة التحرير، والتحضير لعقد مجلس وطني توحيدي خلال مدة لا تتجاوز ثلاث شهور كمدخل لإعادة بناء منظمة التحرير، وترميم طابعها الكفاحي والتمثيلي كجبهة تحرر وطني لائتلاف كافة القوى السياسية والاجتماعية المناضلة من أجل الحرية والعودة وتقرير المصير.
بالتوازي مع البندين (٢،١) فإننا ندعو إلى التفكير الجدّي بصيغة جامعة تعبر عن وحدة الهوية الوطنية لكل الفلسطينيين بما في ذلك داخل 1948، تكون رديفًا لمنظمة التحرير الفلسطينية الجامعة والموحدة والممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده.
الإعلان عن وضع كل إمكانيات شعبنا وسلطته الوطنية لدعم أهلنا في قطاع غزة ومعركة الصمود والبقاء في القدس وباقي أرجاء الضفة، والإعلان الفوري عن إلغاء كافة الإجراءات والقرارات التي مسّت بحقوق أهلنا في قطاع غزة، وتلك التي مسّت بالحريات واستقلالية القضاء ودور المجتمع المدني في معركة الصمود الوطني والبناء الديمقراطي.
البدء الفوري بتشكيل حكومة وحدة وإنقاذ وطني مهمتها الأولى إعادة بناء العدالة والمساواة والأمل لأبناء وبنات فلسطين، وإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، وتوفير كل عوامل الصمود والمقدرة على مقاومة مخططات الضم والتهويد ومحاولات التصفية في القدس وباقي أرجاء الضفة.
نناشد كافة الحراكات والأطر الشبابية على امتداد الوطن لبلورة صيغة تنسيق جامعة فيما بينها، من أجل تنسيق وقيادة التحركات الجماهيرية الميدانية، والتصدّي لاعتداءات وإرهاب المنظومة العسكرية والاستيطانية العنصرية.
إن التقاط هذه الفرصة، وتحديدًا من الرئيس عباس سيُشكل علامة فارقة في مسار نضالنا الوطني، وإن لم يتم ذلك فالشعب بات يعرف طريق الوحدة وسبيل صَوْن الحقوق والإنجازات الوطنية.
وفي هذا المجال فإننا، وكما ندعو كل أبناء شعبنا للوقوف موحدين في مواجهة حرب الإبادة والتطهير العرقي، فإننا ندعوهم أيضًا للالتحام مع إضراب الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل لنكون موحدين في إضراب عموم فلسطين يوم غد الثلاثاء. وأن يكرس هذا اليوم لتشكيل لجان التضامن والإغاثة وجمع التبرعات والتبرع بالدم لأهلنا في قطاع غزة، كما ندعو وسائل الإعلام للتنسيق فيما بينها وتوحيد بثّها لضمان التعبئة الموحدة لتحقيق هذه الأنشطة والمهام والفعاليات الوطنية.
أخيرًا، فإننا نتوجه بالتحية لقوى التضامن الدولي مع شعبنا في مختلف عواصم ومدن العالم وندعوها لتصعيد كفاحها من أجل وقف حرب الإبادة العنصرية ضد شعبنا ومن أجل حق شعبنا في العدالة والحرية والعودة وتقرير المصير.
وستظلّ القدس عنوان وحدة شعبنا.
المجد للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى...
والمجد.. كل المجد.. لوحدة شعبنا