غزة .. ذكريات وممتلكات تختفي في لحظة!
لليوم السادس على التوالي، تواصل إسرائيل شن غارات جوية مكثفة على غزة ، ستة أيام لا يعرف فيها سكان القطاع معنى النوم، يتشاهدون آلاف المرات، وينظرون إلى معالم المدينة من شوارع، وأبراج، وممتلكات وهي تختفي في لحظة.
وأدى القصف الإسرائيلي العنيف إلى تدمير وتخريب عدد كبير من المباني، والمحلات التجارية، إضافة إلى تضرر شبكات الكهرباء، مما أدى إلى انقطاعها في العديد من مناطق قطاع غزة.
ولا تصدق سماح حبوب حتى اللحظة أنها فقدت شقتها بكل ذكرياتها وممتلكاتها في لحظة، تسارعت هي وأسرتها المكونة من 5 أفراد لمغادرتها للنجاة بأنفسهم قبل أن تنال صواريخ الاحتلال من البناية السكنية التي تقيم فيها بمدينة غزة.
وقالت حبوب لـ"وكالة سوا الإخبارية": "سمعت صوت قصف عنيف في الخارج وذهبت لأصور القصف لكنني تفاجأت أن العمارة السكنية التي نعيش فيها هي التي قصفت دون سابق انذار، ورأيت كتلة نار ودخان أسود كان منظر مرعب جداً".
وتقيم حبوب في بناية سكنية من 13 طابقًا، تقطنها ما يقارب 120 عائلة، وتابعت بالقول "بدأنا بإخلاء العمارة فوراً، والسلم كله زجاج متناثر، وتم تدمير أساسات المياه والكهرباء، وعندما وصلنا لباب البناية تم القصف مرة أخرى".
وأضافت: "إنها ليست مجرد شقة سكنية، ففي كل ركن فيها لنا ذكرى وحكاية، فبرمشة عين وجدنا أنفسنا في الشارع، لا نمتلك سوى ملابسنا التي نرتديها، وقد ابتلع الدمار كل ما نملك".
دائرة الإعلام الحكومي في غزة، تقول في تقريرها إن جيش الاحتلال قصف 60 مقراً حكوميا، ودمر أكثر من 500 وحدة سكنية بالكامل، وأن التقديرات الأولية للخسائر نتيجة العدوان على غزة بلغت 73 مليون دولار.
وفي مشهد آخر، يقول نائل مشتهى، صاحب متجر العباءات النسائية وبناية العدنان الواقعة في شارع الصناعة بغزة: "تفاجأنا صباح يوم الخميس، بأصوات قصف في كل مكان حولنا، وزجاج يتطاير علينا، استيقظت، وأصبحت أطمئن على أهلي وأبنائي وفي حالة فزع عرفنا أن العمارة التي نعيش فيها تضررت بشكل أشبه بالكامل".
وأضاف مشتهى، أن القصف كان على مدخل العمارة، والبناية المجاورة لهم، مضيفًا: "تدمر محل العباءات الذي امتلكه أسفل العمارة والمحلات المجاورة لنا، وكنا منزلين بضاعة في موسم عيد الفطر المبارك تقدر ثمنها بآلاف الدولارات، جميعها تدمرت".
العمارة التي يقطنها "مشتهى" بها لا يقل عن 7 طوابق آيلة للسقوط، حسب الفحص الأولي، وبانتظار الفريق الهندسي للتأكيد، أما عن حجم الخسائر في المحل فتقدرت بحوالي أكثر من 50 ألف دولار، حسب قوله. منهيًا حديثه والألم يعتصر صوته بالدعاء لله، "ربنا يجبر ويعوض".
تقرير: كريمان البحيصي