محللون إسرائيليون: حماس كسرت القواعد
لواء إسرائيلي: لم نشهد مثل هذه الجولة والدخول البري إلى غزة سيكون خطأ
قال اللواء غادي شماني، القائد السابق لفرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء 11 مايو 2021، إن إسرائيل لم تشهد مثل هذه الجولة من التصعيد مع غزة من قبل، والتي أسمتها المقاومة الفلسطينية بـ "سيف القدس ".
وأضاف شماني، وفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن هناك نقلة نوعية هنا فيما يتعلق بقدرات حماس العسكرية، مشيرًا إلى أن الدخول البري إلى غزة سيكون خطأ.
ومن جانبه، اعتبر المحللون في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الثلاثاء، أن حركة حماس "كسرت القواعد"، أمس، بإنذارها إسرائيل بسحب قواتها من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وإطلاق سراح المعتقلين، خلال ساعتين، وبإطلاق صواريخ باتجاه القدس.
كذلك رأى المحللون أن جولة التصعيد الحالية "قبرت" محاولات "كتلة التغيير" بتشكيل حكومة.
اقرأ أيضا/ حماس تصدر تصريحا في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على غزة
وبحسب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، فإن "حماس شرعت عمليا بمعركة إقليمية ضد إسرائيل. وهي لا تشمل غزة فقط وإنما أجزاء من يهودا والسامرة (عادة لا يستخدم فيشمان هذه التسمية اليمينية وإنما الضفة الغربية)، عرب شرقي القدس وقسما من عرب إسرائيل. وهي لا تهدد بتجنيد لعمليات إرهابية الفصائل في القطاع فقط، وإنما المجتمع الفلسطيني كله، وبكافة أذرعها في المنطقة".
كذلك اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "خطوات حماس غير مألوفة للغاية، الإنذار وإطلاق الصواريخ باتجاه القدس".
ورأى هرئيل أنه "توجد تسويغات ذات وزن ثقيل ضد الانجرار إلى عملية عسكرية واسعة، على غرار الجرف الصامد (العدوان على غزة عام 2014). أولا، العملية العسكرية الأصلية قبل سبع سنوات لم تحقق الكثير، مثلما يعلم الأشخاص الذين قادوها، بنيامين نتنياهو و بيني غانتس وافيف كوخافي. ثانيا، إسرائيل التي تهدد الآن بالانتقام من حماس، هي التي رعتها طوال سنين في القطاع، من خلال معاملة تتنكر لخصومها في السلطة الفلسطينية. وثالثا، الجهة التي ستتخذ القرارات هنا هي حكومة متخاصمة، ونصف الجمهور على الاقل فقد الثقة بشكل كامل برئيسها".
وأشار هرئيل إلى أن الرجل المركزي من وراء أحداث الأسبوع الأخير هو قائد كتائب القسام، محمد ضيف. واضاف أن السنوار، الذي كان بين قادة القسام، وأصبح يوصف في إسرائيل بأنه معتدل. "لكن شيئا ما تغير على ما يبدو في توازن القوى الداخلي في حماس، وربما أنه بعد الانتخابات على قيادة حماس أيضا، التي انتهت بفوز ضعيف جدا للسنوار. وحماس، وخلافا لتوقعات الجيش الإسرائيلي من الأمس، عملت بصورة واسعة ومستفزة ضد إسرائيل".
وتوقع هرئيل أن تشدد الشرطة الإسرائيلية عدوانها ضد المقدسيين في المسجد الأقصى، بعدما قال المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، أمس، إن الشرطة كانت "لينة جدا" في المواجهات في المسجد الاقصى في الايام الماضية.
وفي ذات السياق، وصف المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، إطلاق الصواريخ من القطاع إلى القدس بأنها "صورة الانتصار لحماس"، وأضاف أنها تأتي "نتيجة مباشرة لسياسة نتنياهو. وبدلا من تنفيذ تعهده واستئصال أوكار الإرهاب في غزة، جعل حماس شريكا استراتيجيا. وهو نمّا ودافع عن حماس بيد، وأهان وحقّر وأقصى السلطة الفلسطينية باليد الثانية. لقد زرع مطرا، ونحن نحصد عاصفة الآن".
وأضاف أنه "ليس مؤكدا أن نتنياهو نفسه ذرف دمعة. ففي نهاية الأمر، حماس لجمت أمس تشكيل حكومة التغيير. وليس واضحا إذا كان هذا متعمدا أو منسقا، لكن هذه حقيقة. ولا يمكن للقائمة الموحدة ومنصور عباس إبرام صفقات سياسية فيما الحزب الشقيق (حماس) تخوض حربا مع إسرائيل. ونتنياهو يعلم ذلك بشكل ممتاز. ولو كان التفويض بتشكيل الحكومة بيده الآن، لأطلق حملة إعلامية لنفسه لتشكيل حكومة طوارئ بشكل ما".
وأردف كسبيت أن "التفويض ليس بيد نتنياهو، بحيث أنه يوجد خطر واضح وحقيقي أن تستمر جولة القتال التي ندخل إليها حتى نهاية مهلة التفويض الممنوح ليائير لبيد، وليس دقيقة واحدة قبل ذلك. ففي نهاية المطاف، شراكة نتنياهو الاستراتيجية مع حماس أثبتت نفسها حقا. ليس لمصلحة الدولة، وإنما لمصلحة نتنياهو".