تضخيم شخصية "الضيف" في الإعلام الإسرائيلي محاولة لتبرير فشل اغتياله
غزة / خاص سوا/ سلط الإعلام الإسرائيلي في الآونة الأخيرة الضوء على شخصية القائد العام لـ"كتائب الشهيد عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة حماس "محمد الضيف"، حيث تناول ذلك الإعلام الدور القيادي الذي يقوم به الرجل، بالإضافة إلى محاولات الاغتيال التي نجا منها والتي كان آخرها استهداف منزل في غزة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة بزعم أنه يتواجد فيه.
وجاء الاعتراف الإسرائيلي الأخير بفشل محاولة اغتيال "الضيف" في منزل عائلة الدلو شمال مدينة غزة خلال العدوان الأخير ليزيد من حالة الاحباط لدى الأوساط الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية ويخلق هلعاً في أوساط المستوطنين لا سيما في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة.
ولكن السؤال الذي يطرح الآن وبقوة في الشارع الفلسطيني لماذا هذا التضخيم الإسرائيلي في الآونة الأخيرة من قدرات المقاومة الفلسطينية، ومن ضمنها فشل اغتيال "الضيف" واعتبار محاولة اغتياله في المستقبل هي من مجرد حظ يمكن أن تحظى به الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
رفع الحظر
المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي "عدنان أبو عامر" أرجع ارتفاع وتيرة تلك التسريبات الإسرائيلية في هذه الفترة إلى رفع الحظر عن بعض المعلومات المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والتي بقيت سرية قبل الانتخابات الإسرائيلية خوفاً من أن تؤثر تلك المعلومات على حظوظ رئيس الوزراء الإسرائيلي " بنيامين نتنياهو " وحزبه في الانتخابات.
وأوضح أبو عامر في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الجمعة، أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظرت منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة نشر أي معلومة تتعلق بالعدوان ونتائجه، ومن ضمنها محاولة اغتيال "الضيف".
واستبعد المختص في الشأن الإسرائيلي أن تكون تلك التسريبات مقدمة لمحاولة اغتيال الرجل من جديد، حيث أن الاستخبارات الإسرائيلية تقف عاجزة عن الوصول لمعلومات حول أماكن تواجد القائد العام للقسام ورصد تحركاته، وإلا لما توانت لحظة في استهدافه بمجرد معرفة مكانه.
وكان الضيف قد تعرض لخمس محاولات اغتيال إسرائيلية سابقة، وأصيب في إحداها بجراح خطيرة، لكنه واصل قيادة كتائب القسام.
تهدئة أو صفقة
من جانبه، رأى المحلل السياسي "حسام الدجني" أن الجدل الكبير في الإعلام الإسرائيلي حول قدرات المقاومة ومحاولات اغتيال القائد العام للقسام بأنها تأتي في سياق الحديث عن تهدئة أو صفقة تبادل أسرى جديدة ونية إسرائيل التوصل لحلول مع حركة حماس.
وأشار في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الجمعة، أن هذه التصريحات هي مجرد تبريرات للمجتمع الإسرائيلي للقبول بأي صفقة محتملة مع المقاومة الفلسطينية وتهيئة للرأي العام الإسرائيلي لاتفاق قد يتم في لاحق الأيام.
واتفق الدجني مع سابقه في أن مثل هذه التصريحات بعيدة كل البعد عن مقدمات لاغتيال جديد للرجل، كون أن إسرائيل عاجزة عن اغتياله، ولو امتلكت المعلومة الدقيقة الآن عن مكانه لقامت باغتياله.
وبين أن إسرائيل من خلال تسليط الضوء على شخصية الضيف جعلت منه "أسطورة" لا يمكن الوصول إليها أو اغتيالها.
فشلاً استخبارياً
أما نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية فقد علق على الاعتراف الإسرائيلي بفشل اغتيال الضيف خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صرح نائب بأن ذلك الاعتراف يمثل فشلاً للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وفي ذات الوقت هو إدانة لإسرائيل فهي تعترف بتخطيطها لارتكاب جريمة اغتيال ضد أحد القيادات الفلسطينية التي ستبقى شوكة في حلق الاحتلال وستقود مشروع تحرير فلسطين.