ما هو أصل وقصة مدفع شهر رمضان؟
عادة ما تستخدم المدافع في أوقات الحروب والنزاعات وللدفاع عن المدن والقلاع، لكن هناك مدفعا يستخدم لإدخال السرور والبهجة والفرح على قلوب المسلمين في شهر رمضان المبارك حيث يوحي صوته الى انبعاث السعادة في قلب الصائم عند فطره، ألا وهو مدفع رمضان وكما جاء في قول رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام من حديث أبى هريرة ــ رضى الله عنه ــ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: للصائم فرحتان " فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقي ربه، وفي رواية وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا افطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه".
ذلك المدفع له أصل وتاريخ وقصص، حيث كان الناس في شهر رمضان قديما يأكلون ويشربون من الغروب وحتى وقت النوم وذلك لأتساع رقعة الدولة الإسلامية حيث كان من الصعب سماع صوت آذان المغرب أن ذاك إلا أن ابتكروا مدفع الإفطار، حيث يقوم الجيش في البلدان المسلمة بأطلاق قذيفة صوتية لحظة مغيب الشمس معلنا فك الصوم.
واعتمد هذا الأسلوب في العديد من الدول الإسلامية لأخبار العامة بموعد الإفطار ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الأن عن أي الدول التي بدأت في استخدام هذا المدفع للأشعار بوقت الإفطار؟
من هي أول دولة استخدمت مدفع الإفطار؟
ففي عام ٨٦٥ هجري وفي عهد السلطان المملوكي "خشقدم" حيث كان يحكم مصر في تلك الفترة، وكان قد حصل على مدفع جديد ليضمه الى عتاد جيشه، وتصادف أن قام بتجريب هذا المدفع في أول يوم في رمضان وفي وقت غروب الشمس بالضبط، حيث ظن الناس أن القائد "خشقدم" تعمد اطلاق المدفع لتنبيه الصائمين الى أن موعد الإفطار قد حان ، فخرجت جموع الأهالي الى قصر الحكم الذي يتواجد فيه "خشقدم" تشكره على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأي السلطان هذا السرور قرر أن يطلق قذيفة من المدفع في كل يوم من شهر رمضان وقت الغروب ليخبر أهل القاهرة بوقت الإفطار، بل وإستحدث لهم مدفعا لتحديد وقت الإمساك على السحور.
وفي رواية أخري تقول إن الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتنظيف المدفع، وإذ بقذيفة تخرج منه بمحض الصدفة وكان ذلك وقت أذان المغرب بالتحديد في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدا جديدا للأعلام عن موعد الإفطار وصاروا يتحدثون بذلك، حتى وصل الحديث الى الحاجة فاطمة أبنة الخديوي إسماعيل وأعجبتها الفكرة وأصدرت فرمانا يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية.
من مصر الى دول العالم الإسلامي
ومن ثم انتشرت الفكرة في أواخر القرن التاسع عشر الي كل من العراق وفلسطين والسودان وسوريا ومن ثم الى أقطار الخليج العربي قبل بزوغ عصر النفط، وفي عام ١٩٤٤ بدأ مدفع الإفطار عمله في إندونيسيا ودول شرق أسيا ومالي والنيجر وغيرهم من الدول الأفريقية، حتى أصبح العالم الإسلامي أجمع يستخدمه إيذانا بانتهاء الصيام.