يأتي شهر رمضان الكريم للعام الخامس عشر على التوالي في ظل أسوء أوضاع إقتصادية ومعيشية وإنسانية يمر بها قطاع غزة منذ عقود ، وذلك في ظل استمرار و تشديد الحصار المفروض على القطاع و إستمرار الانقسام الفلسطيني و عدم الوفاق وتفاقم أوضاع وأزمات المواطنين ، إضافة إلى تداعيات جائحة كورونا التي تضرب العالم وفلسطين للعام الثاني على التوالي لتعمق الأزمات الإقتصادية في القطاع نتيجة لتوقف العجلة الإقتصادية و توقف الإنتاجية في بعض الأنشطة الإقتصادية وإنخفاضها بنسب متفاوتة في مختلف الأنشطة والتسبب في إرتفاع معدلات البطالة والفقر ، هذا بالإضافه إلى الخسائر الفادحة التي سوف يتكبدها أصحاب المنشآت الإقتصادية.
ويعاني قطاع غزة من أزمات عديدة على رأسها إرتفاع معدلات البطالة التي تتجاوز 50% ، حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل أكثر من ربع مليون عاطل ، وبحسب البنك الدولي فإن معدلات البطالة تعتبر الأعلى عالميا.
وإرتفعت معدلات البطالة بين فئة الشباب و الخريجين في الفئة العمرية من 20-29 سنة الحاصلين على مؤهل دبلوم متوسط أو بكالوريوس في قطاع غزة لتتجاوز 69% ، وإرتفعت نسبة الفقر لتصل إلى 53% ، وبلغت نسبة إنعدام الأمن الغذائي لدى الأسر 68% أو نحو 1.3 مليون نسمة ، و 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الغذائية.
وترتفع معدلات الاستهلاك من قبل المواطنين في شهر رمضان الكريم ، مما يشكل عبئا اقتصاديا إضافيا على كاهل المواطنين محدودي و معدومي الدخل ، حيث تزداد احتياجات المواطنين وتتضاعف المصاريف في هذا الشهر الكريم من خلال الموائد الرمضانية المختلفة، والتزاماتهم من النواحي الإجتماعية و العائلية.
ويأتي شهر رمضان و الأسواق تشهد حالة من الكساد و الركود الإقتصادي في كافة الانشطة الاقتصادية وأهمها القطاع التجاري الذي يعاني من ضعف في المبيعات نتيجة لإنعدام القدرة الشرائية لدى المواطنين ، و إن استمرار الوضع على ما هو عليه سيكبد التجار و المستوردين ورجال الاعمال خسائر فادحة في الفترة القادمة ، خصوصا من يتعاملوا بالبضائع الموسمية الخاصة بشهر رمضان والأعياد ولن يستطيعوا تغطية مصاريفهم الجارية الثابتة نتيجة الانخفاض الحاد في مبيعاتهم اليومية خصوصا في ظل إرتفاع أسعار السلع والبضائع الواردة بسبب إرتفاع تكاليف الشحن العالمي.
ويعتبر عمال المياومة من أكبر المتضررين من إستمرار جائحة كورونا حيث فقد الآلاف منهم أعمالهم وهذا يشكل ضغط كبير عليهم مع اقتراب شهر رمضان لتوفير وتلبية إحتياجاتهم ومطلبات أسرهم .
لذا نوجه دعوة لكافة المؤسسات الخاصة والأهلية بضرورة تعزيز التكافل خلال شهر رمضان الكريم وعلى الحكومة دور كبير في توفير الأمان الإجتماعي لكافة المتضررين من جائحة كورونا بهدف تعزيز صمودهم.
وهنا أود التساءل هل سوف يكون للإنتخابات الفلسطينية دور في الوحدة الوطنية وإنها حصار قطاع غزة الظالم الممتد منذ 15 عام ، وأن يأتي رمضان القادم في ظل ظروف إقتصادية افضل على أبناء شعبنا الفلسطيني؟.
المصدر : وكالة سوا
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية