مسؤول أميركي عن الانتخابات الفلسطينية: لن نتعامل مع أي منتخَب لديه ماضٍ عنيف

الانتخابات الفلسطينية باتت على الأبواب

قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، لصحيفة "الأيام" المحلية، إن الولايات المتحدة، تعتبر الانتخابات الفلسطينية، "قرارا فلسطينيا، ويتخذونه بأنفسهم من أجل أنفسهم".

وبشأن كيفية تعامل الولايات المتحدة مع أي حكومة فلسطينية، قال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، إن أميركا تتعامل "بما يشمل التزام هذه الحكومة لحل الدولتين والاتفاقيات السابقة ونبذ العنف، ولذا فقد كنا واضحين جداً حول شروطنا في التعامل مع أي حكومة فلسطينية، وقد أعلنّا ذلك بشكل علني وأبلغنا به في اتصالاتنا الخاصة".

وأضاف: "نحن لن نتعامل مع أي منتخَب لديه ماضٍ عنيف أو داعم للعنف".

وفيما يلي نص الحوار كما نشرته صحيفة "الأيام":

* "الأيام": أعلنت الولايات المتحدة الأميركية قبل أيام عن رزمة مساعدات اقتصادية للشعب الفلسطيني، كيف يتم وضعها في سياق تحقيق هدف حل الدولتين؟

- المسؤول الأميركي: الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن كانا سعيدَين وفخورَين بالإعلان عن استئناف المساعدات للشعب الفلسطيني.

لقد قال الرئيس بايدن منذ الحملة الانتخابية وفي كل بياناتنا الرسمية في الأمم المتحدة إن هدفنا هو تحسين الازدهار والأمن والحرية للإسرائيليين والفلسطينيين فوراً وبطرق ملموسة، ونعتقد أن هذا مهم بحد ذاته وهو أيضاً مهم للتقدم باتجاه حل الدولتين.

هذه تلخص سياستنا وهي سياستنا، فاليوم أنت ترى مثلاً ان نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل هو أعلى منه في فرنسا واليابان، في حين أنه في غزة 2000 دولار فقط سنوياً، وفي الضفة الغربية هو 4000 دولار سنوياً.

هذا المستوى من الدخل غير المتوازن بين شعبين مرتبطين ببعضهما البعض بشكل وثيق هو أمر غير مستدام، بالطبع إنه مروّع للشعب الفلسطيني ولكنه أيضاً ليس جيداً لإسرائيل، ولذا فإن هدفنا هو أنه كل شهر سنتخذ خطوات لتحسين مستوى الحياة للشعب الفلسطيني، بحيث نمضي قدماً نحو مستقبل يتمتع فيه الإسرائيليون والفلسطينيون بمستويات متساوية من الازدهار والحرية والأمن.

الانتخابات الفلسطينية هي قرار يتخذه الفلسطينيون
* "الأيام": نقرأ الكثير من التقارير عن الموقف الأميركي من الانتخابات الفلسطينية، وهي فعلاً متضاربة، ما هو موقف الإدارة الأميركية من الانتخابات؟

- المسؤول الأميركي: الولايات المتحدة الأميركية تريد ان تكون واضحة للغاية بأن الانتخابات الفلسطينية هي قرار يتخذه الفلسطينيون بأنفسهم من أجل أنفسهم، وبالتالي هو قرار فلسطيني.

أضف الى ذلك، إن للولايات المتحدة الأميركية موقفاً منذ زمن بشأن كيفية تعاملها مع أي حكومة فلسطينية، بما يشمل التزام هذه الحكومة لحل الدولتين والاتفاقيات السابقة ونبذ العنف، ولذا فقد كنا واضحين جداً حول شروطنا في التعامل مع أي حكومة فلسطينية، وقد أعلنّا ذلك بشكل علني وأبلغنا به في اتصالاتنا الخاصة.

نحن لن نتعامل مع أي منتخَب لديه ماضٍ عنيف أو داعم للعنف.

نعتبر الضفة الغربية محتلة
* "الأيام": هل تعتبر الإدارة الحالية أن الضفة الغربية، القدس الشرقية، وقطاع غزة أراض محتلة؟

- المسؤول الأميركي: لقد تم سؤال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية إن كانت الولايات المتحدة الأميركية تعتبر الضفة الغربية محتلةً، وكان جوابه: نعم نحن نعتبر الضفة الغربية أرضاً محتلة.

تأخير اتصال الرئيس ليس مؤشراً على أي شيء سلبي
* "الأيام": كان من المتوقع أن يتم اتصال الرئيس بايدن مع الرئيس عباس مبكراً، ومع ذلك فقد تأخر، هل من سبب؟

- المسؤول الأميركي: شكراً على هذا السؤال المهم، ما أود قوله هو ان الرئيس بايدن يركز بشكل عميق جداً على القضايا الداخلية الأميركية المتعلقة بأزمة فيروس كورونا والاقتصاد، ومعالجة الانقسامات العرقية والسياسية داخل الولايات المتحدة، هذه هي أولويته.

فقط بالأمس أجرى الرئيس بايدن اتصاله الأول مع ملك الأردن وهو حليف مهم للولايات المتحدة.

ولذا فإن رئيس الولايات المتحدة يركز على القضايا الداخلية الأميركية، وحقيقة أن الاتصال لم يجرِ هو ليس مؤشراً على أي شيء سلبي، وإنما سببه فقط هو ان الرئيس بايدن يركز كل طاقاته تقريباً على احتياجات الشعب الأميركي في الوطن.

وكما تعلم، فإن هناك أكثر من 190 دولة في العالم، وعدد الاتصالات التي أجراها الرئيس مع قادة عالميين قليل.

عدم الاتصال حتى الآن ليس مؤشراً على أي مشكلة، وإنما فقط لأن الرئيس بايدن يركز على القضايا الداخلية.

أملي هو أنه مع أو بدون اتصال هاتفي واحد، فإنه يمكن للولايات المتحدة الأميركية والفلسطينيين التقدم باتجاه إعادة إنشاء العلاقات، ونحن نقوم بذلك من خلال اتصالاتنا المستمرة مع القيادة الفلسطينية، فيتم الاتصال بشكل دائم مع رئيس الوزراء والمستشارين البارزين للرئيس الفلسطيني.. نحن نأخذ العلاقات بشكل جدي للغاية.

الرئيس بايدن ملتزم شخصياً بحل الدولتين
* "الأيام": أعلنت الإدارة الأميركية أنها مع حل الدولتين، فهل سنرى هذه الإدارة تضع على الطاولة في مرحلة ما خطةً محددة لتنفيذ هذا الحل؟

- المسؤول الأميركي: الرئيس بايدن شخصياً ملتزم بحل الدولتين وسننظر في كل فرصة للتقدم باتجاه حل الدولتين. ما شاهدناه في الماضي هو ان بعض القيادات أحياناً تتجاهل الحقائق على الأرض وتركز على محاولة تحقيق حل الدولتين، وما نحاول القيام به هو الأمران سويةً.

ولذا نحن نركز على الحقائق على الأرض، ونركز على العنف من كلا الجانبين، نركز على المستوطنات التي نعتبرها عقبةً في طريق السلام، نركز على القضايا المدنية وحقوق الإنسان..هذه القضايا مهمة للولايات المتحدة الأميركية في سعينا لتحسين مستوى حياة الناس.

أجزاء مهمة من المساعدات ستبدأ بالتدفق قريباً

* "الأيام": هل من تواريخ محددة للبدء بتنفيذ هذه الرزمة من المساعدات؟

- المسؤول الأميركي: نقوم بذلك بالشراكة مع الكونغرس، ولذا فأولاً نحن ما زلنا في سياق العمل مع الكونغرس لاستكمال بعض التفاصيل حول برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومعلوم أن برامج الوكالة تتم من خلال وكالات ومؤسسات غير حكومية، والأمر يستغرق عدة أشهر لتنفيذ هذه البرامج.

مساعداتنا تنفَّذ عادة على مدى عدة أشهر، ولكن أردنا أن يكون إعلاننا الآن كتعبير عن نوايا الولايات المتحدة الأميركية لإعادة العلاقة مع الشعب الفلسطيني التي تم قطعها من قبل الإدارة السابقة.

ولذا فإنه على الرغم من أن وصول المال سيستغرق وقتاً إلا أننا شعرنا أن من المهم بأن نقوم بهذا الإعلان.

أعتقد أن أجزاء مهمة من هذه المساعدات ستبدأ بالتدفق قريباً.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد