كيف تناول الإعلام الإسرائيلي فوز السنوار رئيساً لحركة حماس بغزة؟

يحيى السنوار قائد حركة حماس بغزة

ما إن ظهرت نتيجة الإنتخابات الداخلية لقيادة حركة حماس في قطاع غزة ، حتى تهافتت وسائل الاعلام العبرية لنقل صورة الفائز ومدى قدرته على حكم القطاع وسياسته تجاه إسرائيل وعلاقاته مع إيران.

صحيفة "يديعوت أحرنوت" وصفت "الانتخابات بالدراما وأنه بعد أربع جولات متوترة من التصويت، تمكن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار من هزيمة منافسيه وانتُخب لولاية أخرى كزعيم لحماس في قطاع غزة".

وفي الجولات الثلاث السابقة أمس، لم يتمكن أي من المرشحين من الحصول على الأغلبية المطلقة اللازمة لفوز 161 من أصل 320 عضوا في مجلس الشورى، في الجولتين الأوليين جاء السنوار في المركز الأول ، وفي الجولة الثالثة التي عقدت أمس لم يكن لديه سوى صوت واحد لهزيمة منافسه الرئيسي نزار عوض الله في المعركة المتقاربة، فاضطرت حماس للذهاب إلى الجولة الرابعة، وبحسب التقارير الواردة حصل السنوار اليوم على 167 صوتاً، وبالتالي فاز بولاية أخرى.

يتولى السنوار قيادة حماس في قطاع غزة منذ عام 2017، وخلال فترة ولايته، انتقل مركز صنع القرار الرئيسي لحركة حماس إلى غزة ، حيث كان في السابق في الخارج.

خلال فترة حكم السنوار، عانت غزة من عدة إخفاقات، بدءً بمسيرات العودة والمظاهرات أمام غلاف غزة التي استمرت قرابة عامين وفشلت وتوقفت في نهاية المطاف، كما فشلت محاولته في قيادة مصالحة أمام فتح، كما أن مساعيه للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل لم تؤد إلى نتائج، حسبما صرحت الصحيفة العبرية.

من جانبه عقبت قناة "كان" على فوز السنوار بأنه أحد قادة حركة حماس منذ الانتفاضة الأولى، وفي تلك الأيام قاد خلية كانت مهمتها القضاء على المتعاونين مع إسرائيل، سُجن السنوار في سجن إسرائيلي ، وأصبح قريباً من الشيخ ياسين.

وأطلق سراحه في صفقة شاليط عام 2011 وتم ترحيله إلى قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين، أصبح السنوار من كبار الشخصيات في قيادة الحركة، حتى أصبح رسمياً زعيم الحركة في قطاع غزة، قبل حوالي أربع سنوات.

وذكر موقع "واللا" أنه على الرغم من علاقات السنوار بالذراع العسكري لحماس وخطابه "العدواني" تجاه إسرائيل، سُجلت في السنوات الأخيرة عمليات "هدنة" في قطاع غزة من خلال الأموال التي تحولها قطر إلى القطاع بموافقة إسرائيلية.

وأوضح الموقع أنه ربما لو تغيرت قيادة حماس فقد تُقلب التفاهمات رأساً على عقب ويؤدي ذلك إلى تصعيد مع إسرائيل.

وتداولت أنباء غير رسمية، أمس، عن خسارة السنوار في الجولة الأولى أمام عوض الله بفارق ضئيل، لكن مصادر في حماس نفت ذلك، وبحسبهم أمس لم يكن هناك قرار، لذا جرت اليوم جولة أخرى بين المرشحين، وقالت مصادر معنية بالعملية الانتخابية في حديث مع لصحيفة "هآرتس" إن تسريب معلومات عن فوز عوض الله هو بحد ذاته رسالة تحدٍ لمعسكر السنوار.

وقالت مصادر في حماس لصحيفة "هآرتس" إن محاولة إبقاء السنوار على رأس الهرم تشير إلى صراع داخل حماس بين الخط المحافظ والمتشدد الذي يرتبط به عوض الله، والخط الوطني الذي يرتبط به السنوار، وبحسبهم ، يعتبر عوض الله رجل ظل يؤمن بإعادة حماس إلى أحضان «الإخوان المسلمين» ، فيما تبنى السنوار في السنوات الأخيرة مقاربة وطنية ودفع نحو المصالحة مع فتح، كما يتجلى هذا الصراع في تقاعد اثنين من المرشحين في الانتخابات من الموالين للخط المحافظ في حماس - محمود الزهار وفتحي حماد - الذين عبروا عن دعمهم لعوض الله.

ونادراً ما يظهر عوض الله، مقارنة بالسنوار، علنًا وفي وسائل الإعلام، لكنه يعتبر شخصية مهيمنة في حركة حماس، كما يعتبر أحد مهندسي صفقة شاليط، وهو مقرب من رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل، وكان في السابق أحد المقربين لمؤسس الحركة أحمد ياسين .

وكان رئيساً للمكتب السياسي للحركة في غزة سابقًاً، عندما كان هنية رئيساً لوزراء حماس، وعضواً في المكتب السياسي للتنظيم عدة مرات، من عام 1982 إلى عام 2000 ، وترأس عوض الله جمعية المجمع الإسلامي الخيرية التابعة لحماس، وقاد الجهاز العسكري للحركة عام 1987، واعتقلته إسرائيل عدة مرات، وحكم عليه بالسجن من 1989 إلى 1995.

وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي قصف منزل عوض الله مرتين خلال الحرب على غزة عام 2009 و2014، وأنه على الرغم من أن عوض الله لا ينتمي إلى التيار المعتدل في حماس، إلا أنه يعتبر شخصية أكثر استقراراً وتمثيلاُ من السنوار.

من جانبه ذكر موقع "واللا" أن عوض الله يُعتبر شخصية سياسية فذة على عكس منافسه السنوار صاحب الشخصية العسكرية، كما تربطه علاقات قوية مع إيران ومع إسماعيل هنية .

واعتبر الموقع أن إختيار عوض الله سيٌعتبر خطوة إلى الوراء مع إسرائيل، موضحاً أن المسؤولين في إسرائيل مختلفون في التفاضل بينه وبين السنوار الذي اختار طريق الهدنة مع إسرائيل وعوض الله القادر على خلط الأوراق مع إسرائيل والذي وصفوه "بالمتشدد".

يذكر أن حماس مقسمة إلى أربع مناطق - قطاع غزة والضفة الغربية والشتات والأسرى في السجون الإسرائيلية، وتنتخب كل منطقة رئيساً من خلال مجلس شورى.

انتخابات حماس، التي تجري كل أربع سنوات، عملية معقدة وطويلة وسرية، وتجري هذه السنة بالتوازي مع الاستعدادات للانتخابات البرلمانية الفلسطينية المقرر إجراؤها في مايو المقبل.

 

المصدر : وكالة سوا / ترجمة خاصة

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد