الصالحي : لا نحبذ تشكيل قائمة مشتركة بين حركتي فتح وحماس
قال الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي ، إن الانتخابات تأتي في إطار اتفاق أوسلو أو ما هو أقل من ذلك، معتبرا ذلك أحد التحديات التي تواجه قوى اليسار الفلسطيني.
جاء ذلك خلال حديث أمين عام حزب الشعب وشدد فيه على ضرورة “تغيير الواقع باتجاه إلغاء التزامات السلطة مع الاحتلال، والتقدم نحو القضية المركزية بإنهاء الاحتلال”.
وفي سياق متصل، أكد الصالحي على أن جمهور القوى اليسارية والديمقراطية يؤيد تشكيل كتلة يمثلها اليسار الفلسطيني، لخوض الانتخابات الفلسطينية المقبلة.
وقال الصالحي: “نعمل من أجل أن يكون هذا التوجه الشعبي موجودا لدى القوى نفسها وقياداتها”، معربا عن أمله في أن “يتغلب الحس الوحدوي والجماعي على الحس الفردي، لعدم تكرار التجارب السابقة السلبية”.
إقرأ/ي في سوا أيضا : القدوة يعلن التوافق على تشكيل الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني
وأشار الصالحي الى أن الحوارات ما بين قوى اليسار بدأت في القاهرة وهي مستمرة حتى الآن، وساهمت هذه الحوارات في تقريب وجهات النظر بين هذه القوى، مطالبا بضرورة استكمالها حيث لا يزال الوصول لكتلة يسارية موحدة في مراحله الأولى.
وأضاف: “نحن نعمل على أن يكون الجميع ضمن هذه الكتلة، ولا نرغب في أن يغادر أحد هذه صيغة جماعية بنيت على أسس صحيحة وتعكس الرغبة في إنجاح الكتلة الموحدة”.
ولفت إلى أن عدم وجود أي طرف (من القوى اليسارية) في هذه الصيغة يعني أن “هذا الطرف يتحمل مسؤولية إضعاف هذه الصيغة”.
وذكر الأمين العام لحزب الشعب أن هناك تفاهما بين القوى اليسارية المختلفة في الإطار العام، لكن هناك أيضا تفاوت في المفهوم ودرجة الاستعداد لإنجاح هذا المشروع.
ولم يخف الصالحي وجود عوامل لفشل مثل هذا التوجه، خاصة أن عوامل الفشل كانت تعتمد على تغليب الفئوية على المنظور العام لهذا التحالف، مشددا على ضرورة أن تتراجع الفئوية لدى كل الأطراف وتتقدم عليها مصلحة توحيد هذا التيار اليساري.
إقرأ/ي في سوا أيضا: سلام فياض : يتعين علينا رفض شروط اللجنة الرباعية كشرط للترشح للانتخابات المقبلة
وأكد الصالحي أن هذه الكتلة مفتوحة أمام قوى اليسار جميعا، وهناك قوى أعلنت أنها ستدخل فيها، ولكن لا يزال من الأفضل عدم الإعلان عن شيء قبل استكماله بشكل كامل.
وحول موقفه من تشكيل قائمة موحدة لفصائل منظمة التحرير، أوضح الصالحي بأن هناك أولوية لتشكيل كتلة شعبية تضم في مركزها قوى اليسار، وهذا بحد ذاته يعزز دور منظمة التحرير.
وأوضح الصالحي أنه “لم يجر أي بحث تفصيلي في صيغ أخرى حتى الآن، ولكن قوى المنظمة يوجد بينها العديد من القضايا المشتركة، ووجود أكثر من كتلة من قوى المنظمة لا يغير من ضرورة تكاثف الجميع في العمل بصورة موحدة”.
وأبدى الصالحي رأيه الرافض لتشكيل قائمة مشتركة تضم حركتي فتح وحماس، وقال: “نحن لا نحبذ وجود قائمة مشتركة ونتمسك بالتعددية، ونفس الوقت نتمسك بالوحدة في إطار احترام نتائج الانتخابات”.
واستطرد الصالحي: “نحن نعتقد أن فكرة القائمة الموحدة للجميع فكرة طوباوية، خصوصا أن هناك برامج اجتماعية واقتصادية مختلفة للقوى الفلسطينية، وبالتالي من المهم وحدة الجميع في إطار النظام السياسي الفلسطيني، ولكن التعدد في البرامج والقضايا التي تطرح من الكتل، لذلك نحن مع فكرة أن الأولوية هي إبراز برامج القوى واختلافاتها لصالح خدمة الشعب أكثر مما هي تغطية على هذه الاختلافات، وظهورها بأشكال سلبية من خلال التغاضي عنها”.
وتابع: “الاختلافات كبيرة بالنظرة الاجتماعية والديموقراطية وبالتالي بدون شك هذا الاختلاف في الشارع يمكن أن يكون له دور أساسي عبر التمايز أكثر منه عبر القائمة المشتركة”.
وحول انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، أوضح الصالحي بأن له تركيبة مختلفة من حيث آلية العمل، ولكن يمكن لهذه الكتلة اليسارية أن تكون عنصرا فاعلا أساسيا في تفعيل منظمة التحرير وتعزيز دورها، وكذلك توسيع قاعدة العمل المشترك فيها.
وأكد على أن المنظمة تحتاج الجميع، وقوى اليسار من مؤسسي المنظمة ومن صناع إنجازاتها الأساسية، بما في ذلك حماية مكتسبات الشعب الفلسطيني، ومن ضمن ذلك الحفاظ على مضامين وثيقة الاستقلال التي لم تعكس فقط البعد الوطني وإنما البعد الاجتماعي والمدني لطبيعة الدولة التي نريدها.