ما هي بدائل (حماس) لحل أزمات قطاع غزة؟

غزة / خاص سوا/ أثارت التصريحات التي أطلقتها حركة المقاومة الاسلامية ( حماس ) من أنها ستتجه قريباً للإعلان عن بدائل لحل الأزمات في قطاع غزة في حال لم تقم حكومة التوافق الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها تجاه قطاع غزة، حالةً من التساؤل حول جدية طرح  حماس في ظل الأوضاع بالمنطقة والتي لا تقف إلى جانب حماس.


إلا أن تلك التصريحات أعادت أذهان الفلسطينيين إلى أيام ما قبل توقيع اتفاق الشاطئ والذي تم بموجبه تشكيل حكومة توافق فلسطينية تكون مسئولة عن الضفة وغزة، وعودة القلق من جديد لدى الكثيرين من أن تكرس التجاذبات الحاصلة الآن الانقسام بشكل أعمق.


بدائل حماس


حيث كشف القيادي في الحركة "زياد الظاظا" عن انتهاء حماس من وضع كافة البدائل لحل أزمات القطاع المختلفة، في ظل ما سماه "تنصّل" حكومة التوافق الوطني من مسؤولياتها، ومشيراً إلى أنّ الإعلان عن هذه البدائل "بات قريباً جداً".


واتهم حكومة التوافق الفلسطينية بالتراجع عن تفاهمات جرى الاتفاق عليها مسبقاً، والإعلان عن سلسلة قرارات أحادية الجانب، تشمل "بنوداً انتقائية من التفاهمات والتي جرى صوغها في اللقاء الذي عقدته الحركة مع رئيس الحكومة، رامي الحمد الله، في زيارته الأخيرة لغزة".


وقال الظاظا تصريحات صحفية "إننا توصّلنا أخيراً لسلسلة تفاهمات بعد سلسلة لقاءات عقدت بين قادة حماس والحكومة الفلسطينية تقضي بدمج الموظفين وتسليم المعابر للحكومة لإدارتها على قاعدة الشراكة الوطنية وانتظرنا الحصول على موافقة خطية من الرئيس، محمود عباس ، إلا أننا وحتى تاريخه لم نحصل على أي شيء".


ضغط على الحكومة


المحلل السياسي "حسام الدجني" رأى أن حركة حماس تحاول أن تستخدم تلويحها بالبدائل كفزاعة للضغط على حكومة التوافق لتقوم بما هو مطلوب منها تجاه قطاع غزة، إلا أن هدف حماس الاستراتيجي هو المصالحة.


وأوضح الدجني في حديث لوكالة (سوا) صباح اليوم الأربعاء، أن لدى حماس البدائل في حال استمرت الحكومة في تلكؤها، وذلك من خلال اعتماد الحركة على حلفاء مهمين في ظل المتغيرات الإقليمية وخاصة مع السعودية.


وأشار إلى أن لدى حماس أيضاً بدائل أخرى تتمثل في ورقة الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، والتي تمكنها من المناورة مع كل الأطراف اقليماً ودولياً للضغط على إسرائيل من أجل رفع الحصار المفروض عن قطاع غزة، ناهيك عن تطور علاقاتها مع السعودية التي يمكن لها أن تدفع بالأخيرة لتصويب العلاقة بين مصر وحركة حماس.


وبين الدجني أن حركة حماس لا يمكن لها أن تستعيد زمام الحكم في قطاع غزة كالسابق، بحيث أن نرى اسماعيل هنية رئيساً للوزراء وبعض الشخصيات المعروفة كوزراء، لافتاً إلى أن حماس يمكن أن تشكل هيئة لإدارة قطاع غزة للتخفيف عن المواطن الغزي الذي يعاني.


ولم يستبعد المحلل السياسي أيضاَ خيار التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس على الرغم من نفي مبعوث الأمم المتحدة لتوسطه بين الحركة وإسرائيل من أجل التوصل إلى تهدئة متبادلة، مقابل رفع الحصار وبناء ميناء ومطار.


ولفت الدجني إلى أن حركة حماس لن يطول صبرها على تلكؤ الحكومة تجاه قطاع غزة، معتبراً أن زيارة رئيس الحكومة "رامي الحمد الله" المرتقبة إلى غزة نهاية الأسبوع الجاري هي التي ستضع النقاط على الحروف.


الانفصال عن السلطة


أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر "ناجي شراب" فاعتبر أن البدائل التي يمكن أن تلجأ إليها حماس هي الانفصال عن السلطة الفلسطينية، وهو ما يستوجب علاقات منفتحة من الحركة على الدول المجاورة وخصوصاً مصر.


وبين في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الأربعاء، أن الخيار الآخر الذي قد تلجأ إليه الحركة يتمثل في علاقتها مع إسرائيل بحيث أن تبرم الحركة اتفاق تهدئة طويل الأمد مع إسرائيل مقابل رفع الحصار وبناء ميناء ومطار.


وتوافق شراب مع سابقه في أن جانب من التلويح بتلك البدائل يهدف إلى الضغط على الحكومة من أجل الاستجابة لمطالب غزة، مشيراً إلى أنه حماس لا تمتلك بدائل حقيقة يمكن أن تذهب إليها في ظل الوضع القائم في المنطقة.


ورأى أستاذ العلوم السياسية أن الحل ينطلق من الأمر الواقع والانقسام الذي أصبح سائداً في البنية بين غزة والضفة، عبر عقد مصالحة وظيفية في الجانب الإداري والقضائي والقانوني وغيرها أي تصبح الإدارة في الضفة وغزة قائمة على نظام الكونفدرالية أو الإدارة اللامركزية.


وأوضح شراب أن ذلك ينبع من أن حماس لن تتنازل عن ما أنجزته من بنية قائمة في غزة خلال سنوات خلت، بالإضافة إلى ارتباطها بالإطار الدولي لها والمتمثل في جماعة الإخوان المسلمين الذي يرى هو الآخر أن غزة هي نواة مشروع الحكم الإسلامي في المنطقة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد