الرئيس: لن نكون طرفًا في أي نزاع داخلي عربي

رام الله / سوا/ قال الرئيس محمود عباس "إنه بالعلم فقط، بعد الله، نستطيع أن نصل لمبتغانا ودولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

جاء ذلك في كلمة الرئيس، مساء اليوم الثلاثاء، خلال مشاركته في حفل لمؤسسة محمود عباس لصالح تنفيذ وتوسيع برامج المؤسسة في المخيمات الفلسطينية في لبنان بعنوان: "بين هنا وهناك.. كلنا فلسطينيون"، في مدينة رام الله.

وجدد الرئيس التأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية، مؤكدا أن القيادة لا تريد أن تكون طرفا في أي نزاع داخلي عربي.

وتمنى على المؤسسة أن تشمل الآن أبناء مخيم اليرموك ، لأن أغلبهم هاجر للبنان وغيرها، ويجب أن يكون لهم حصة في التعليم وتقديم الدعم والمساعدة، ووعد بتقديم 150 منحة كاملة لطلبة مخيم اليرموك.

وأكد أن ما حصل للاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك في سوريا "نكبة، لأن التنظيمات المعادية للنظام، أو النظام يصطدمون مع بعضهم البعض وتكون الطامة الكبرى على أهل المخيم، وما حصل مؤخرا للمخيم، بعد أن دخل داعش وبدأ يصطدم مع الحكومة ومن يواليها، وكان شعبنا الضحية، من هنا تقذف القنابل ومن هناك أيضا تنزل القنابل وتدمر الناس ولا ندري ماذا ستكون النتيجة لباقي المخيمات، نريد أن نساعدهم بما يمكن لنا أن نساعدهم وقمنا به، فقرر الجميع تقديم التبرعات من رواتب وغيرها وهي الآن في طريقها لأهلنا في اليرموك".

وأضاف الرئيس أن "مخيمات غزة تعاني الكثير، بسبب الحروب المتتالية وكل ما يبنون يتم هدمه، الجميع يعلم السبب، لكن مع الأسف الشديد".

وأعلن في نهاية الحفل عن المبلغ الذي تم جمعه من قبل رجال الأعمال المشاركين فيه، ووصل إلى 2.5 مليون دولار.

من جهته، أشار رئيس مجلس إدارة مؤسسة محمود عباس، محمد مصطفى إلى أن الهدف الأساسيّ من لقاءِ اليومِ يتمثلُ في تقديمِ الشكر والتقدير لداعمي برامج ومبادرات المؤسسة، مذكراً بأن المؤسسة أنشئت "نتيجةَ الوضعِ القاسي لأهلنا في مخيمات لبنان، ومن أجل المساهمة في رفع شأن أهلنا هناك".

وقال إنه بفضل الدعم الذي تلقته المؤسسة استطاعت خلال أقلِ من خمس سنوات تحقيق إنجازات كبيرة في إنجاز مهمتها الهادفة إلى تحسينِ الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لأهلنا في مخيمات لبنان، واعداً باستمرار عمل المؤسسة رغم قلة الموارد، وبتوسيع نشاطات المؤسسة في المستقبل القريب.

وشدد على أن الإطار العام لعمل المؤسسة هو دعم "استمرارُ الصمود التاريخيّ لأبناء شعبنا الفلسطينيِ في كافةِ أماكن وجوده، على الرغم من كلّ محاولات القضــاء عليه أو إضــعافه"، لافتا إلى أنه بعد 68 عــامــاً على النـكبة، ما يــزال شــعبنـا يبهر العالم بصموده وتصميمه على تحقيق أهدافه السامية.

وقال إن أبناء شعبنا في الوطن يشقون طريقهم بثبات وعزيمة نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ومن الناحيةٍ الأخرى، يقوم أبناءُ شعبنا داخل أراضي الـ1948 بشقّ طريق واعد نحو تحقيق العدالة والمساواة التي يستحقونها، أما أهلُنا في الشتات، قهروا غربتهم وتعلَّموا وعملوا فأبدعوا، وحافظوا على هويتهم الوطنية، وحوّلوا شعورهم بالظلم إلى أملٍ بالمستقبلِ.

وأضاف مصطفى أن وضع أبناء شعبنا في أماكنِ تواجده المختلفة ليس مثالياً، وقد ينقصه الكثير، ولكن وضع أبناء شعبنا في مخيمات اللجوء في لبنان كان هو الأسوأ حتى وقتٍ قريبٍ.

وأشار إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك، قائلاً:"يؤسفنا الحال الذي وصلت إليه الأمور في مخيم اليرموك في سوريا، والمعاناةُ التي يعانيها شعبنا هناك على كافة المستويات المعيشية، والتي تعمل القيادة وبإشراف يوميّ من السيد الرئيس لمعالجة تحدياته".

وثمن مصطفى جهود الرئيس، على دعمه المتواصل للمؤسسة، وحرصِه على النهوض بكافة شرائح وفئات شعبنا بغضّ النظر عن أماكن تواجدهم، واصلا شكره للسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، على جهده ودعمه ومساندته المؤسسة، ولكافة ممثلي القطاع الخاص الذين دعموا المؤسسة.

من جانبه، استعرض القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمود عباس، جمال حداد، أبرز إنجازات ومبادرات المؤسسة منذ نشأتها قبل خمس سنوات، منوهاً إلى أن المؤسسة تهدف لتحسين أوضاع الفلسطينيين في مخيمات الشتات إنسانياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، مبيناً أن تركيز المؤسسة على دعم المخيمات في لبنان في هذه المرحلة جاءت نتيجة الظروف الصعبة التي يعانيها أهلنا هناك.

وقال حداد إن مجموع الدعم والتبرعات المالية التي تلقتها المؤسسة منذ عام 2010 وحتى نهاية عام 2014 بلغ 24 مليون دولار، مشدداً على أن تقديم الدعم للمخيمات الفلسطينية في لبنان جاء ضمن برنامجين رئيسيين، وهما برنامج الطالب وبرنامج التكافل الأسري.

وأكد أن عدد الطلبة المستفيدين حالياً ضمن برنامج الطالب يزيد عن 2000 طالب، موزعين على 30 جامعة ومعهد، فيما بلغ عدد الخريجين المستفيدين من برنامج الطالب حتى الآن أكثر من 500 طالب، والمؤسسة تقدم منحاً لحوالي 70 طالبا يلتحقون ضمن برامج للتعليم المهني لأول مرة.

وأشار حداد إلى أن مجموع ما تم تحويله من مساعدات تعليمية ضمن برنامج الطالب يصل إلى نحو 11 مليون دولار، مشدداً على أن المنح المالية يتم تحويلها مباشرة إلى الحسابات المصرفية للجامعات، حيث يتم تقديم المنح وفقاً لمعايير وأوزان وضعتها وطورتها المؤسسة، حيث تبلغ نسبة التغطية المالية للمنح المقدمة ما بين 30–70% من القسط الجامعي للطالب.

وعن برنامج التكافل الأسري، أوضح حداد أن عمر البرنامج 4 سنوات، حيث بلغ عدد الأسر المستفيدة من البرنامج نحو 1000 عائلة، مبيناً أن مجموع ما تم تحويله من مساعدات حتى تاريخه قارب مليون دولار، وتتراوح قيمة المساعدة ما بين 50- 100 دولار لكل عائلة شهريا.

وعن التوجهات المستقبلية، قال حداد إن استراتيجية المؤسسة ترتكز على دعم التعليم لأجل التوظيف وتوجيه الطلبة للتعليم المهني وللتخصصات التي تحظى بفرص عمل أكبر، إضافة إلى الحفاظ على استمرارية المؤسسة وخدمة أكبر عدد من الطلبة ودراسة برنامج إقراض للطلبة بالتوازي مع المنح، وكذلك خلق وتطوير آليات جديدة لتحقيق معنى التكافل الأسري (من أسرة إلى أسرة)، والشراكة مع المؤسسات الشبيهة لتنسيق الجهود وخدمة أكبر قطاع واسع من أهلنا في الشتات.

وشارك في الحفل عدد من الطلبة الذين استفادوا من المنح المقدمة من المؤسسة في لبنان، الذين وصلوا فلسطين أمس، واستعرضت فتاتان كيفية توجههما لمؤسسة محمود عباس، وما تلقتاه منها حتى تخرجتا من الجامعة بتفوق.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد