لا تقع ضحية لاوهام الربح السريع.. مخاطر عليك تجنبها عند اتخاذ قرارك بالتداول

مخاطر عليك تجنبها عند اتخاذ قرارك بالتداول

أصبح مجال التداول الإلكتروني من أبرز المجالات الاسّتثمارية في شتى أنحاء العالم في وقتنا الحالي، إذا أنه في الأعوام القليلة الماضية حقق ربحًا هائلًا لمُستثمريه، مما أثار الاهتمام بشكل ملحوظ من قِبل مستثمرين جدد، وجعله يتزايد بصورة سريعة بل ويلجأ له المتاجرين بصفة أكبر، ولكن لكل مجالٍ مخاطره التي لابد وأن تكون حذرًا كي لا تقع ضحية لاوهام الربح السريع عندما تتخذ قرارك ببدء التداول وتكون قادراً على معرفة وتمييز شركات التداول المرخصة.

مخاطر التداول عبر الانترنت

قد تُواجهك العديد من المُخاطر حين تتطرق إلى ذلك المجال، فإن لم تتوخى حذرك وتدرسه بشكل جيد، وتتعرف على كافة خباياه بل وتُؤمِّن حسابك فإنك حتمًا ستواجه مشكلات عدة، قد تُؤثر بشكلٍ أو بآخر على سير عملية التداول والتربح منها، ويمكن حصر تلك المخاطر في خمس نقاط كما يلي:

الخطر الأول هو ذاك الذي يخص تداولات الأسهم، إذ من المُمكن أن يقوم سهمًا مُنافسًا بوضع الخطط للتشهير بسهم معين بصورة زائفة، من خلال التلاعب ونشر أخبار غير صحيحة للإيقاع به، وقد يحدث العكس بامتداح أحد الأسهم على حساب غيرها والغرض من ذلك رفع سهم أو خفض آخر من خلال معلومات غير حقيقية يصعب التعرف على مدى مصداقيتها، وهذا النوع من المخاطر يخص بالطبع الأسهم المحلية لكون العالمية من السهل اكتشاف الخداع والتلاعب بها.

الخطر الثاني وهو الهاكر، حيث يقوم محترفي سرقة وتسلل الشبكة العنكبوتية بالتتبع لعدد من حسابات التداول، ومن ثم يقوم باختراقها من خلال سرقة الرقم السري، وهنا يبدأ في الدخول إلى الحساب ويعمل على بيع جميع الأسهم الموجودة عليه، ومن ثم يشتريها لصالح حسابه بأموالك وينتظر لحين ارتفاع السهم للحد المطلوب ويقوم ببيعه وجني أرباحه، ولتفادي هؤلاء الهاكرز لابد أن تُخفي بياناتك الشخصية ولا تُطلع عليها أحد أبدًا وأن لا تقوم ب فتح أي رابط يتم إرساله إليك، فقد يكون من وسيلة لسرقة حسابك الشخصي.

الخطر الثالث يُمكن حصره في أعطال شبكات الإنترنت التي تُمكنك من متابعة حسابك، وبالتالي أي عطل فيها سيُؤدي إلى توقف تحكمك في الحساب ومن ثم لا تتمكن من إدارته.

الخطر الرابع وهو سرعة الإنترنت لديك والتي قد تُؤثر بصورة أو بأخرى، إذ أنه من المعروف أن مجال التداول يتأثر مباشرةً بما تنشره أخبار الاقتصاد، ومن ثم يلجأ الكثيرون إلى بدء تداولها أثناء إذاعة تلك الأخبار، فإن لم يكن الإنترنت سرعته مناسبة سيتكبد مالكه خسائر هائلة.

الخطر الخامس هو تقلبات سعر الصرف إذ أنه من المُمكن أن يختلف سعر العملة عالميًا ما بين الحين والآخر، مما قد يتسبب في خسائر كبيرة للمستثمرين المتعاملين بها، سواء كانوا محترفين أو مبتدئين لكون ذلك النوع من المخاطر ليس له علاقة بمدى احترافيتك.

كيفية إدارة مخاطر الاستثمار

وضع خبراء الاقتصاد استراتيجيات تُمكن متابعيها من إدارة مخاطر التداول التي قد تُواجهه، وبعد دراسته المطولة استنتجوا نوعين منها لابد وأن تمتلكها لتنجح، ألا وهما:

استراتيجية هجومية (Investment Offense)

تضم تلك الاستراتيجية العديد من الطرق التي من الممكن أن تتحقق بها بناءًا على تفكير كل مستثمر على حدةٍ بآليِته الخاصة للوصول إلى مبتغاه، ومن أمثلة تلك الطرق ما يلي:

أن يتبنى أحد المستثمرين فكرة الاستثمار في سهم مرتفع بشكل كبير جدًا عن طريق شركات الوساطة الاستثمارية الموثوقة، ونستنتج من ذلك أنه يضع أملًا كبيرًا في استمرارية تقدم السهم.

كما أنه من المُمكن أن يتبنى مستثمر آخر عكس الفكرة، كأن يبحث عن أسهم سعرها منخفض يتداول بها، ومن هنا يتضح لنا أن ذلك المستثمر ينتهج نهج البال الطويل لتحقيق أغراضه دون مجازفة.

استراتيجية دفاعية (Investment Defense)

لابد وأن يمتلك كل مستثمر خطة دفاعية للحد من خسارة الأموال بشكل جزافي وتحقيق الأرباح المنشودة، إذ أنه لا بأس بتحمل مخاطر بسيطة في سبيل تحقيق أرباح من ورائها.

لكن يظل من الضروري معرفة الوقت المحدد الذي تتدخل فيه لتحمي رأس مالك، كما أنه من أسوء الأوضاع أن يظل المستثمر واقفًا مكانه لا يرى أي نمو أو تطور في أسهمه.

من هنا بحثنا عن أنجح مستثمر أمريكي فوجدناه يتبنى قاعدتين أساسيتين، ألا وهما: الأولى أن لا يخسر مالًا أبدًا، وأما الثانية أن لا ينسى قاعدته الأولى قط.

نصائح للتعرف على شركات التداول النصابة

انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة شركات تداول تقوم بحيل وألاعيب لخداع المُستثمرين والنصب عليهم، ومثل تلك الشركات تكون غاية في الاحترافية بحيث يصعب على المستثمر مهما وصلت درجة احترافيته أن يكتشف ذلك النصب، فقد تخصصت تلك الشركات في نهب وسرقة أموال المستثمرين بأحدث الطرق والأساليب الممنهجة الغاية في الذكاء، ومن خلال دراسة تلك الألاعيب تمكنا من وضع عدة نصائح تُمكنك من معرفة ما إن كانت الشركة موثوقة أم نصابة، ألا وهي:

محاولة تلك الشركات بإثارة شغفك من خلال تمنيتك بوعود لا حصر لها من تحقيق أرباح هائلة عقب انضمامك لهم.

تعمل جاهدة على أن تتحصل على أي أموال تحت أي مبرر من مستثمريها وخاصةً المبتدئين.

لابد وأن تُطمئن المستثمر بأن تداوله للأوراق المالية لا يُحمله خسائر طائلة.

حين يُرسل المستثمر أي سؤال للشركة، يكون الجواب بشكل غير احترافي على أن يتضمن الرد على تأكيدًا بأن ربحه مضمون 100%.

تتّصل تلك الشركات بصورة مستمرة بالعُملاء لجذبهم إليها، لتُحقق من ورائهم أموال كثيرة.

إذا بحثت عن رخصة لتلك الشركات لن تجدها أبدًا وبالتالي فكونها غير مُرخصة يعنى أنها وهمية، للنصب على المستثمرين فقط.

كل المعلومات المتوفرة لدى تلك الشركات أن الأرباح خيالية، ولن تجد أي معلومات أخرى تخص التداول بأي شكل من الأشكال.

خصائص الشركات الموثوقة لضمان اختيار وسيط آمن

بقدر انتشار شركات النصب إلا أن هناك العديد من الشركات المضمونة التي تُمكنك من تحقيق الأرباح وأن تتداول في أمان دون التعرض لأي سرقة أو نصب، وتتسم بما يلي:

لابد أن تكون شركة مُرخصة وأن يكون لها عنوانًا بارزًا وتنتمي لسوق التداول منذ سنواتٍ طويلة لتكسب ثقة المستثمرين.

أن تخضع تلك الشركات إلى الرقابة، وتكون لها معلومات على الحساب الخاص بهم تخص مكانتها وأوراقها وتراخيصها بشكل كامل.

لابد وأن تحوي رسائل خدمة العملاء الخاصة بهم أن مجال التداول يشتمل على كلا الأمرين، المكسب والخسارة وأنه لا مجال للمكسب المضمون 100%.

أن تعلم إلى أي دولة تنتمي، ومن الأفضل أن تكون تابعة لتنظيم دولي معتمد من الولايات المتحدة الأمريكية أو استراليا.

استشعار الشفافية في التعامل بحيث تكون الإجابات بشكل منطقي لأي استفسار قد تسأله دون الحاجة إلى ذكر الأرباح في كل إجابة، على أن تكون الإجابات واضحة لا تحمل أي شك أو غموض.

حين تبحث عن اسم الشركة تجد لها تقييمات إيجابية من قِبل المستثمرين.

لن تتطلب منك الشركة أي رسوم أو أموال من خلال إقناعك بطرق ملتوية.

في الختام يجب التنبيه على مدى أهمية التعرف على شركات التداول والتعمق في اختيار  المضمون منها، وذلك نظرًا لظهور عدة شركات للنصب على ساحة التداول كل غرضها تحقيق أطماعها من وراء سرقة المستثمرين، ومن هنا يستوجب على كل مستثمر أن يُخطط جيدًا حتى لا تقع ضحية لاوهام الربح السريع.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد