غزة : "الشباب والثقافة" تنظم ملتقى حول واقع أطفال فلسطين في ظل الاحتلال وكورونا
نظمت الهيئة العامة للشباب والثقافة ب غزة ، مساء الأحد، ملتقى لمناقشة واقع الأطفال الفلسطينيين ومعاناتهم بسبب الاحتلال وسياساته الإجرامية، والظروف الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا ، بمشاركة باحثين ونشطاء ومختصين في مجالات حقوقية وتعليمية وصحية، وذلك عبر شبكة الإنترنت من خلال تقنية "زووم".
وخلال افتتاح الملتقى أوضح رئيس الهيئة الأستاذ أحمد محيسن، أن الهيئة تولي اهتمامًا خاصًا بشريحة الأطفال والطلائع، لإدراكها أهمية هذه الشريحة، والتي يجب الاهتمام بها بعناية شديدة ورعايتها وتأهيلها لتكون قادرة على صنع مستقبل مشرق لفلسطين.
وقال محيسن: "يسعى الاحتلال بشكل دائم لاستهداف أطفال فلسطين وقتل أحلامهم وآمالهم وزرع اليأس والانكسار في نفوسهم، حيث إنه لا يتوانى عند ارتكاب الجرائم بحق الأطفال بالقتل والتشريد والترهيب والاعتقال وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية التي كفلتها المعاهدات والمواثيق الدولية، وكان أخرها جريمة قتل الطفل علي أبو عليا (13) عام في الضفة الغربية"، داعيًا المؤسسات الدولية للعمل على لجم الاحتلال ووقف اعتداءاته وجرائمه بحق الأطفال الفلسطينيين.
وأضاف: "يُعد هذا الملتقى باكورة أعمال وأنشطة الهيئة للعام 2020 وهو مقدمة لعقد مؤتمر دولي لمناقشة المشكلات التي يعاني منها أطفال فلسطين"، مشددًا أن توصيات ومخرجات الملتقى سيتم أخذها بعين الاعتبار من خلال خطط وبرامج الهيئة، والمؤسسات ذات الاختصاص.
وشهد الملتقى مداخلة للطفل أحمد دوابشة (10) الناجي الوحيد من عائلته التي قضت على أيدي قطعان المستوطنين في "محرقة دوما" عام 2015، تحدث خلالها حول المعاناة اليومية التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون بسبب الاحتلال وحرمانهم من أبسط حقوقهم، وتعرضهم للقتل والاعتقال والتعذيب، مؤكدًا أنه يحلم بالعيش دون خوف ولا قلق وأن ينعم بطفولته بأمن وأمان كباقي أطفال العالم.
من جهته أوضح مدير عام الطفولة والطلائع الدكتور محمود بارود أن الملتقى خرج بجملة من التوصيات الهامة أبرزها مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة والممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال ومنظمة اليونيسف وكافة المؤسسات ذات العلاقة، بضرورة التحرك العاجل لتوفير الحماية الواجبة للأطفال الفلسطينيين، والإفراج عن الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال، ومطالبة مكتب المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، العمل بأقصى سرعة لجهة فتح تحقيق ابتدائي بالجرائم الإسرائيلية بحق الطفولة الفلسطينية، كونه السبيل الأكثر نجاعة لضمان ردع قوات الاحتلال، وتجنيب الأطفال ويلات هذه الجرائم، والعمل دون إبطاء على إدراج الاحتلال ضمن القائمة السوداء للدول التي تنتهك حقوق الأطفال.
ولفت بارود إلى أن المشاركين دعوا إلى إدماج السلطات الوطنية الفلسطينية، لحقوق الأطفال في سياساتها واجنداتها الحكومية، بهدف تحقيق مصلحة الأطفال الفضلى، وحث الجهات الحكومية والأهلية على ضرورة استنهاض جهودها في سياقات توفير الحماية والوقاية والرعاية، للأطفال وتعزيز حمايتهم وحماية حقوقهم، لا سيما في ظل جائحة كورونا الراهنة.
وبيّن أن الملتقى دعا إلى توفير خدمات الرعاية النفسية للأطفال والتي تماثل الحاجة للغذاء والماء، وتعزيز دور الرعاية الصحية الأولية في تقديم الخدمات الصحية للأطفال الذين تضرروا من الحصار ومن جائحة كورونا، وتقديم برامج موجهة لأولياء الأمور لتعزيز قدراتهم في كيفية تكوين البناء النفسي لدى الأطفال، وضرورة توفير منصات تعليم وتواصل الكتروني متخصصة باحتياجات مؤسسة التعليم العالي، ونشر وتأصيل الوعي المجتمعي لأهمية التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد وزيادة الاهتمام والمتابعة من أولياء الأمور والجهات المعنية لإنجاح دور المعلم واسناده، وإتاحة محتويات تدريبية لكل المنصات والبرامج والتطبيقات التعليمية المساعدة، لتكون سهلة وشاملة ومتنوعة ومحدثة ومتاحة مع الشرح والأمثلة ومجالات التوظيف لكل المعلمين.
يشار إلى أن الملتقى عقد على ثلاث جلسات وجاءت على النحو التالي، الجلسة الأولى وناقشت المحور الحقوقي وأدارها الناشط الحقوقي الأستاذ صلاح عبد العاطي، وتم خلالها عرض عدة أوراق عمل وهي: واقع الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال للأستاذ أحمد الفليت، ودور المؤسسات الرسمية في حماية الأطفال قدمتها الأستاذة اعتماد الطرشاوي، والانتهاكات الاسرائيلية ضد الأطفال الفلسطينيين قدمتها الأستاذة هدى حليوة.
وناقشت الجلسة الثانية المحور التعليمي وأدارتها أستاذ التربية في الجامعة الإسلامية الدكتورة منور نجم، وعرض خلالها أوراق العمل: تجربة التعليم الإلكتروني بقطاع غزة في ظل جائحة كورونا قدمها الدكتور رامي فارس، وأزمة انعدام التعليم الوجاهي في زمن كورونا قدمتها الأستاذة لينا خليفة، وفاعلية وسائل التعلم عن بعد وآثارها المستقبلية على النظام التعليمي في غزة وقدمتها الأستاذة وجدان دياب.
وتناولت الجلسة الثالثة المحور الصحي، وأدارها الأستاذ ماهر ملخ، وعرض خلالها أوراق العمل: الأمن النفسي وجودة الحياة للأطفال وانعكاسها على الصحة العقلية للدكتورة سحر عبد العظيم، والتعليم الإلكتروني وآثاره النفسية على الأسر الفلسطينية قدمها الأستاذ وائل اللحام، والتأثيرات النفسية على صحة الأطفال بين الحصار وجائحة كورونا وقدمتها الدكتورة سارة الوحيدي.
6 مُرفقات