مختصون نفسيون: أعراض نفسية متنوعة تعرضت لها أسر غزة جراء الحروب

غزة /سوا/ كشف مختصون نفسيون واجتماعيون محليون وأجانب، وممثلو مؤسسة «هاند كاب انترناشونال»، وعدد من الحقوقيين، ومن ممثلي منظمات أهلية، النقاب عن وجود لدى العديد من أفراد العائلات التي تعرضت لتأثيرات الحرب الأخيرة بشكل مباشر وغير مباشر، أعراض نفسية متنوعة.

وأكدوا أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان يؤثر على صحتهم النفسية، لافتين إلى دور مؤسسات ونشطاء حقوق الإنسان في نقل الصورة الحية لمعاناة الشعب الفلسطيني، خاصة بعد الحرب الأخيرة.

وشددوا على أهمية زيادة حجم المشاريع التي ينفذها البرنامج مع عدد من المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم، بهدف تقديم الإرشاد النفسي للأطفال في المدارس، خاصة مشروع الوحدات الإرشادية.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية عقدها برنامج غزة للصحة النفسية، أمس الاربعاء، في مقر البرنامج بمدينة غزة مع وفد من مؤسسة «هاند كاب انترناشونال» الذي ضم كلا من مدير الاتصال بالمؤسسة توم شلتون، وهبة إسماعيل ممثلة عن المؤسسة في غزة، وجيلز دولي مصور وكاتب، والعديد من أعضاء مجلس إدارة البرنامج، ومن ممثلي منظمات حقوقية وأهلية.

وبدأت الجلسة بكلمة من مدير دائرة التدريب والبحث العلمي، الأخصائية النفسية بالبرنامج راوية حمام، استعرضت فيها أوضاع الصحة النفسية للمواطنين بغزة، خاصة فئة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل صعوبات التعلم والتوحد، وأيضاً تأثيرات الحرب الأخيرة التي شنتها قوات الاحتلال على المواطنين في قطاع غزة خاصة فئة الأطفال منهم، وما نتج عن هذه الحرب من تدمير للعديد من الأحياء والمنازل والمؤسسات المدنية والمستشفيات وسقوط عدد كبير من الشهداء ثلثهم من الأطفال، وكذلك تشريد عدد كبير من الأهالي وأبنائهم.


وبيَّنت حمام أن البرنامج قام بزيارة العديد من العائلات التي تعرضت لتأثيرات الحرب الأخيرة، حيث وُجد أن العديد منهم لديهم أعراض نفسية متنوعة، متطرقة إلى مشاريع الوحدات الإرشادية التي ينفذها البرنامج مع عدد من المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم، بهدف تقديم الإرشاد النفسي للأطفال في المدارس.

من جهته، استعرض مدير مركز غزة المجتمعي الأخصائي النفسي والاجتماعي حسن زيادة، الأوضاع الاقتصادية والنفسية والاجتماعية التي يعيشها سكان غزة نتيجة الحرب الأخيرة والحصار والبطالة، وتأثير ذلك على الصحة النفسية للمواطنين، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال استخدم أساليب متنوعة لعقاب المواطنين.

وشدد زيادة على حاجة الأطفال في غزة إلى تدخل نفسي متخصص، مبيناً أن معظم هؤلاء الأطفال عندما عادوا إلى مدارسهم وقد وجدوها قد دمرت إما بشكل جزئي أو كلي، الأمر الذي قد يؤدي إلى تراجع في تحصيلهم الدراسي، وإلى تغير سلوكهم إلى العدوانية وعدم التركيز وزيادة الحركة، كذلك التأثير على المعلمين الذين قد يعانون من آثار الصدمة النفسية الناتجة عن الحرب، ما قد يؤثر على حالتهم النفسية وتعاملهم مع الأطفال.

وتحدث زيادة عن النشاطات والخدمات التي يقدمها برنامج غزة للمجتمع في مجال التدريب للعاملين لفئات مختلفة، والتوعية المجتمعية، والإشراف المهني كذلك برنامج الدبلوم العالي في الصحة النفسية المجتمعية، وبرنامج الوساطة المدرسية إضافة إلى مشروع التدخل في الأزمات الذي ينفذه البرنامج بعد الحرب الأخيرة على غزة.

بدوره، شكر رئيس الوفد الضيف مدير الاتصال بالمؤسسة توم شلتون، البرنامج على ما يقوم به من جهود كبيرة في خدمة المجتمع الفلسطيني، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني وخاصة النساء والأطفال منهم يعيشون في أسوأ حالتهم النفسية والاجتماعية نتيجة توالي الحروب عليهم وما ينتج عنها من عمليات قتل وتدمير منازل وتشريد وإعاقات كبيرة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد