تواضع امكانات البلديات يحول حياة سكان "المغراقة" والقرية البدوية الى جحيم لا يطاق

غزة / مصطفى الدحدوح / سوا / تتجدد معاناة آلاف المواطنين في قطاع غزة، خاصة في منطقتي المغراقة وسط قطاع غزة والقرية البدوية جنوب مدينة غزة مع كل بداية فصل الشتاء، حيث تختلط الأمطار بمياه الصرف الصحي وتتدفق إلى أزقة وشوارع هاتين المنطقتين، إضافة إلى فقدان شوارعها غير المعبدة للإنارة. 

تعرضت القرية البدوية خلال الأعوام السابقة لتدفق مياه الأمطار بين أزقتها في فصل الشتاء وتدفق مياه الصرف الصحي في فصل الصيف خلفت الكثير من الأمراض الخطيرة والروائح الكريهة التي تملأ المكان ، وذلك لموقعها المنخفض عن مستوى المنطقة بأكثر من 4 أمتار.

وتزايدت في الآونة الأخيرة الشكاوي المقدمة من السكان للجهات المعنية والمخولة لوضع الحلول للازمات التي تحل بهم و سوء الأوضاع التي تواجههم ، وان وجدت الحلول من قبل البلديات فهي مؤقتة ولم تطرح أي حلول جذرية لكلا القريتين.


وعبر مواطنو المغراقة البالغ مساحتها 3260دونم وعدد سكانها 9000 نسمة عن سوء أوضاعهم التي تتفاقم باستمرار انعدام الإنارة التي تعطيهم الشعور بالأمان أثناء تنقلهم في الطرقات ليلا.


وأكد المختار أبو أيمن العايدي احد سكان المغراقة عدم اضاءة مصابيح إنارة مثبتة الأعمدة بسبب تعطلها متهماً البلدية بعدم اصلاحها بحجة قيام أطفال القرية بإتلافها وعدم قدرة البلدية على اصلاحها.


وأضاف العايدي أن معظم المصابيح المضاءة في الأحياء هي من اجتهاد وعمل المواطنين أنفسهم لشعورهم بعدم الامان في ظل غيابها.


وتابع العايدي: نحن حريصون على إنهاء جميع متطلباتنا قبل غروب الشمس وذلك لرهبه المكان".


وأضاف أبو كميل أن الإنارة بالمغراقة موضوعها صعب جدا لعدم تواجدها وان أردنا المسير ليلا فلا نخرج بحكم رهبة المكان، مضيفاً أنه طالب البلدية مرات عديدة بإجراء صيانة للمصابيح، ولكن كل ما تقدمه لنا هي الوعود.


ونوه أبو كميل إلى أن احد المشاكل التي تواجههم عند وضع احد المواطنين مصباح أمام منزله على حسابه الشخصي هو اقدام شركة الكهرباء على مراجعته والطلب منه بان يقوم بتغذية المصباح من شبكته المنزلية الخاصة.


من جانبه أوضح عبد الله مشمش القائم بإعمال بلدية المغراقة أن البلدية تقوم بمهامها على أتم وجه، وتبذل كافة طاقتها وامكاناتها لخدمة سكان القرية والحفاظ عليها، و تعمل على نظافتها ومتابعة عمليات تصريف النفايات و شبكة الصرف الصحي التي أصبحت تغطى أكثر من 80%.

 وأشار إلى أن البلدية ليس بمقدورها إقامة مشاريع جديدة لأنها تمر بأزمة مالية و اعتمادها الأساسي على دعم الدول المانحة من خلال صندوق الإقراض للبلدية ، وهذا يحد من قدرتها على صيانة المصابيح لكونها مكلفة جدا .


وقال: البلدية قامت خلال عام 2010 بوضع مصباح انارة على كل عامود بدعم من الحكومة الدنماركية لتطوير القرية وانارتها بالكامل وتم ذلك.


وفي الجانب الاخر عبر مواطنو القرية البدوية "الملالحة" البالغة مساحتها 6دونمات وعدد سكانها 2600 مواطن الواقعة جنوب محرره نتساريم عن امتعاضهم بسبب تدفق كميات كبيرة من مياه الأمطار المتدفقة بشكل كبير وتجمع أمطار المنطقة بها لكونها منخفضة عن المنطقة بشكل كبير ولعشوائية الأبنية البسيطة التي يسكنها أهلها .


وأوضح مختار العشيرة حسان سليمان بأن سكان القرية ومبانيها يعيشون في مستنقع من المياه وظلام دامس يسود أزقتها التي يتسبب بحالة من الخوف والرهبة للمواطنين الذين يحرصون على عدم تجوالهم ليلا لكحله الليل وتجمع مياه الإمطار المنهمرة والتي تتجمع في القرية بحكم موقعها المنخفض عن المنطقة .


وأضاف سليمان بان ما يزيد الأمور تعقيدا هو عدم وجود أي مصباح إنارة في الشوارع المغمورة بمياه الامطار بشكل دائم.


ويضيف سليمان بان معظم الحلول التي وضعت من قبل بلدية غزة هي حلول مبدئية حيث لم يوضع أي حل جذري لهذه الأزمات.


وقال: من أكثر الأمور خطورة هو انخفاض أعمدة الكهرباء الذي يتراوح ارتفاعها قرابة 4أمتار.


وطرح مواطنو القرية مطالبهم المرجوة تنفيذها من قبل بلدية غزة توفيرها ولخصت بقيام البلدية برصف الشارع الذي يمتد على طول القرية ويصل طوله قرابة 350 متر ووضع مخطط سليم لترتيب المباني السكنية العشوائية وبناء بنية تحتية تشمل مصرف لمياه الأمطار وشبكة صرف الصحي و شبكة إنارة تضيء القرية .


وقالت المواطنة رضيه البردويل احد سكان القرية البدوية بأن القرية بأمس الحاجة إلى الإنارة التي تضيء أزقتها.


وأشارت إلى أن جميع شوارع القرية ترابية ولا يوجد بها أي طريق معبدة تصلح للسير بها بشكل مريح.


ونوهت البردويل لقضية تدفق مياه الصرف الصحي من الخطوط الرئيسية على سطح الأرض وتجمعها داخل أزقة القرية تاركة خلفها العديد من الأمراض الخطيرة التي يتعرض لها الاطفال بشكل مستمر.


وقالت: نعلم جيدا بان بلدية غزة حريصة على وضع الحلول للقرية البدوية ولكننا نأمل أن تكون بالقريب العاجل.


من جانبه، قال سعد الدين الاطبش مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة ان:"القرية البدوية أسست بشكل عشوائي ومبانيها بسيطة وهي غير مؤهله للسكن بها، لعدم توفر ادنى أساسيات الحياة التي يجب تواجدها ، ويعود ذلك لحكم موقعها المنخفض انخفاضها عن منسوب العام للمنطقة بأكثر من 3 أمتار، مما يزيد من المعاناة التي يواجهها المواطنون في القرية التي أصبحت في الوقت الحالي مكتظة بالسكان .


وأضاف الاطبش " حاولت البلدية جاهدة وضع حلول للمشاكل التي قدمت لنا من قبل سكان القرية وكان علينا التجاوب لمشكلة تدفق مياه الأمطار السنوية بشكل كبير كونها تهدد حياتهم والتي تحيطها طرقات ترابية فتنحدر جميع مياه الأمطار على سطح الأرض وانحدارها داخل أزقة القرية ".


و تابع قائلا : "عملت البلدية لحل هذه المشكلة فقط بالعمل على إحضار الشفطات لشفط المياه المتجمعة بالقرية ولكن هذا حل مبدئي لمثل هذه المشاكل ولا نستطيع أن نستمر على ذلك الأمر طوال الأعوام القادمة".


وقال ان الذي زاد الأمر تعقيدا هو عدم وجود شبكة تصريف لمياه الأمطار، معرباً عن امله في تقديم دعم مالي من احدى الدول المانحة لاستكمال مشروع شارع 10 المحاذي للقرية، بالإضافة إلى حل مشكلة طفح مصاريف شبكة الصرف الصحي بالمنطقة وتدفقها داخل القرية لكونها قريبة جدا من وجه الأرض، مما أدى إلى خلق مشكله أخرى انفجار خطوط الشبكة بسبب الضغط التي تتعرض لها.


بدوره أوضح د نهاد المغني مدير عام الهندسة و التخطيط ببلدية غزة بأنه يوجد حرص واهتمام من قبل البلدية بتوفير ادني الخدمات المطلوبة للقرية، مشيراً الى تعاقد البلدية مع مؤسسة اوكسفام لانجاز مشروع خاص للقرية البدوية بتقديم خدمة مياه الشرب والاستخدام المنزلي للمواطنين في فصل الشتاء .


وعبر عن امله في ان تقدم الدول المانحة على حل مشكله الصرف الصحي والإنارة للقرية وذلك بعد نظر مجلس البلدية بالأمر لان القرارات تصدر على نظام الأولويات الخاص بالبلدية ولا يستطيع احد التدخل بهذه القرارات كونهم اللجنة العليا للبلدية.


بدوره أشار عبد الرحيم أبو القمبز مدير عام الصحة والبيئة ببلدية غزة إلى قيام البلدية بتقديم الخدمات الصحية من متابعه لعمليات نقل النفايات بشكل يومي وذلك لتخوفها من ظهور أمراض كون المنطقة ريفية وتشتهر بتربية المواشي فينتج عنها كميات هائلة من المخلفات.


وقالت ان البلدية وضعت حاوية بناءً على طلب أهل القرية وتقديمهم شكوى لعدم استيعاب الحاوية المتواجدة لكميات النفايات فتم التعامل مع الأمر من كثرة إلحاح المواطنين لمعالجة الأمر.


ويقول سمير الغصين مدير الكهرباء والإنارة ببلدية غزة بان القرية البدوية تفتقر لبنية تحتية سليمة تحل لهم مشاكلهم التي يمروا بها بشكل مستمر وهذا يعتبر السبب الأساسي لعدم توفر إنارة تضيء لهم قريتهم.


ويضيف الغصين ان البلدية تفتقد الى القدرات المالية التي تمكنها من انارة البلدة ولكنها تقوم بالتعاطي مع المواطنين الذين يتقدمون بشكاوي أو طلب بتوفير إنارة بمنطقتهم ويتم دارسة الشكوى أو الطلب من قبل مجلس البلدية، ويتم وضع الاولويه بناء على قراراتهم.

وأوضح الغصين أن العقبة الكبيرة التي تعترض قدرة البلدية على انارة القرية هو عدم وجود شبكة كهرباء سليمة في القرية وهذا يقع على عاتق شركة الكهرباء لأنها صاحبة الاختصاص.


و يتمنى منها أن تقوم باصلاح الأعمدة الكهربائية وتنظيم شبكة الكهرباء وذلك لتسهيل المهام أمامهم والحفاظ على سلامة المواطنين.


وأضاف بأنه سيتم النظر في قضية القرية البدوية كونها منطقة تحتاج للإنارة ولعدم ارتفاع تكلفة الخدمة التي ستقدم لهم ولتحقيق الامن للمواطنين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد