غزة: فلسطينيات تعقد مناظرة حول تأثير خطاب الكراهية على الشباب
"تأثير خطاب الكراهية على الشباب"، تحت هذا العنوان عقدت مؤسسة فلسطينيات في مدينة غزة مناظرة ضمن مشروع "نحو بيئة حامية من خطاب الكراهية وداعمة لحرية الرأي والتعبير" الذي تنفذه بالشراكة مع المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات والاتحاد الأوروبي.
المناظرة التي عُقدت للمرة الأولى ثنائية تم بثها الكترونيًا عبر تطبيق زوم وعلى الفيس بوك وذلك ضمن الإجراءات الوقائية لفيروس كورونا الذي ينتشر بشكل كبير خلال الشهور الأخيرة في قطاع غزة.
وقالت وفاء عبد الرحمن مديرة مؤسسة فلسطينيات، إن فلسطينيات اتخذت قرارًا سريعًا باعتماد المناظرة الكترونيًا فقط تماشيًا مع أوضاع كورونا وحالة الإغلاقات وتقييد الحركة وعدم توجه الطلبة للجامعات، كما أنها المرة الأولى التي تُعقد فيها فردية (بين متناظرين اثنين) بعد أن جرت العادة أن تكون ثلاثية.
وأعربت عن ثقتها أن التجربة هذه المرة متميزة لأن الشباب المتناظرين والمتناظرات اعتادوا الانطلاقات البنائية، بالتالي هم نجحوا خلال المناظرة في الحديث عن خطاب الكراهية ليس فقط من منطلقات سياسية بل أيضًا اجتماعية لأن هناك خطاب كراهية ضد النساء وضد ذوي وذوات الإعاقة وكذلك حالة من التنمر على مصابي كورونا يُخشى أن تتطور على خطاب كراهية.
وتابعت إن "حل النزاعات" وضمن المشروع يعمل على رصد وتوثيق خطاب الكراهية وهو ينطلق من خلال الخطاب الذي يتم بثه عبر وسائل الإعلام وذلك من أجل تقدير حجم الظاهرة ولفت نظر المجتمع لضرورة التصدي لها.
وقال المتناظر خليل فحجان المؤيد للمقولة إن الموجود في الساحة الفلسطينية هو لَوم الضحية وليس البحث عن السبب الحقيقي لفعلته، حيث كان واضحًا دور وسائل الإعلام الفلسطينية في تعزيز خطاب الكراهية لدى أوساط الشباب.
ودفع فحجان بحجته الرئيسية التي قال فيها إن وسائل الإعلام مارست خطاب الكراهية من خلال تحفيز الانقسام وتأجيجه والتعبئة الحزبية العمياء للجماهير والتي استندت على نفي الآخر والقضاء عليه مع وصفه بألفاظ دموية رغم رفض الشارع الفلسطيني لهذه الممارسات.
بدورها دفعت المعارِضة هداية حسنين بحجتها الرئيسية التي ترفض المقولة وانطلقت من موقفها أن الشباب متسبب رئيسي في خطاب الكراهية المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي كونهم الأكثر استخدامًا لهذه المواقع وهذا يؤكد أنهم هم السبب.
وأضافت حسنين أن شركة ايبوك المتخصصة بمواقع التواصل الاجتماعي نشرت في تقريرها لعام 2019 أن نسبة متابعة موقع فيسبوك بلغ 92%، أكثر من 70% منهم من الشباب، وبالنظر لما ينشره الشباب عبر هذه المواقع لخطاب الكراهية والإقصاء والتحريض والتراشق فيما بينهم سياسيًا واجتماعيًا، ووصم مصابي كورونا سلبيًا واستغلالهم للاستهزاء، نجد أنهم متسببين بخطاب الكراهية.
وفي نهاية المناظرة تم فتح الحديث مع الجمهور عبر زوم وعلى الفيس بوك للإدلاء بمداخلاتهم حول ظاهرة خطاب الكراهية وتأثيرها السلبي على المجتمع.