ما من عاقل أن ينكر أن الثورة الفلسطينية انطلقت مع انطلاقة حركة فتح التي شكلت العمود الفقري للثورة الفلسطينية، فكان أن ارتبطت انطلاقة فتح تاريخياً مع انطلاقة الثورة الفلسطينية، وشكلت قوات العاصفة في هذه الثورة جناحاً عسكرياً مميزاً وبطريقة أو أخرى تشكلت لدى الثورة الفلسطينية عدد من الكتائب التي أخذت دورها النضالي والقتالي في مواجهة كل المؤامرات التي واجهتها الثورة الفلسطينية. 

وأكبر مثال ودليل على ذلك ما عرف بالكتيبة الطلابية التي كانت تتكون من الطلبة الفلسطينيين المتواجدين في كافة الساحات، وغالبيتهم من حركة فتح إن لم يكن جميعهم. ومن ناحية أخرى فما من شك أن الدور الريادي والنضالي الذي قادته منظمة التحرير الفلسطينية على كافة المستويات الوطنية والعسكرية والسياسية قد وصل إلى مرحلة متقدمة بعد أن استلمت فتح قيادة المنظمة التي استطاعت أن تعطي مكانة وقيمة أكبر وأعظم لمنظمة التحرير الفلسطينية في العالم. 

ولا ننسى أن منظمة التحرير الفلسطينية استطاعت تأسيس دوائرها المتعددة ومؤسساتها من خلال الجهد والإمكانيات التي وفرتها حركة فتح وقادتها بامتياز ووفرت لها كل سبل التقدم والنجاح لخدمة القضية والشعب، ولم تتقاعس في بناء المدارس والمراكز الطبية والمستشفيات وكل ما يمكن أن يقدم ويساعد الشعب الفلسطيني. وكان من الطبيعي مشاركة بقية الفصائل في تقديم الخدمات مع تحمل فتح للمسؤولية كاملة في دعم وتوفير ما يلزم. وأما ما يعتبر خطأ ارتكبته فتح، وأراه ظلم وقع على فتح يندرج في تطورات القضية الفلسطينية، واتفاقات أوسلو وإنشاء وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وعودة قادة وكوادر وقوات منظمة التحرير الفلسطينية و الثورة الفلسطينية وعدد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني إلى الوطن، وفي حالة تحول خطيرة بعض الشيء وغريبة بحيث استمرت حركة فتح مجبرة على تحمل المسؤولية مع مواقف غير مقبولة لعدد من القوى الوطنية واليسارية والإسلامية في إعلان رفضهم لأوسلو وعدم تعاونهم ومشاركتهم في بناء مؤسسات السلطة رغم أن اتفاقات أوسلو أعادت للوطن عدد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني، وأوجدت مدخل لبناء الدولة و المفارقة انها منحت لجزء كبير من الرافضين مكان ومساحة على الخارطة السياسية الفلسطينية! ولم يكن أمام فتح سوى الاستمرار في قيادة المرحلة بمسؤولية عالية مع عدد قليل من الفصائل، كما استمرت القوى الرافضة في مسرحية الترقب والمشاهدة دون تحمل للمسؤولية. وفي الجهة المقابلة للمسرح فقد وفرت حركة فتح كل الامكانيات من قيادات وكوادر ودعم منقطع النظير لبناء السلطة ومؤسساتها على حساب (حركة فتح) التي فضلت بناء الوطن انطلاقاً إلى الدولة على مصلحة تنظيمها السياسي بعكس الآخرين، وأكثر ما يحز في النفس أنه ورغم تضحيات فتح وإهمالها لهيكلها التنظيمي من أجل أن تكون السلطة قوية ومتماسكة وقاعدة تنطلق منها تأسيس الدولة تستمر كل الأطراف في نهش لحم حركة فتح! فيحملونها مسؤولية فشل أوسلو! ومسؤولية الانقسام! ومسؤولية الاحتلال! ومسؤولية التطبيع والتركيع! ومسؤولية كوفيد 19 بينما وجميع الممثلون على المسرح البهلواني متمسكون في تقوية وبناء هيكلهم التنظيمي على حساب الوطن! ويكفي أن نقول في النهاية أن لا أحد يمكن أن يكون هنا أو موجوداً على الأرض لو أن فتح تخلت يوماً عن الوطن أو فكرت كما يفكر الآخرون، وكما وضعت فتح أعمدة منظمة التحرير وضعت كذلك أعمدة السلطة ولم تنجُ قولاً وفعلاً وهذا هو الظلم الذي وقع على فتح.

كاتم الصوت: يرفضون أوسلو ويعيشون في أكنافها!

كلام في سرك: عندما تقام أعمدة الدولة سيكون الفضل أيضاً لحركة فتح .

رسالة : رحيل صائب عريقات خسارة تحتاج إلى عودة بعض السياسيين المخضرمين (أحتفظ بالأسماء).

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد