هل حقًا يتشابه الأزواج مع مرور الوقت ؟ دراسة تحسم الجدل
كثرت التساؤلات حول حتمية التشابه الكبير في سلوك الأزواج مع مرور الزمن، وعن إمكانية أن يكون التشابه قد حصل بالفعل مع مرور الزمن، وهذا ما حسمته دراسة علمية أجراها علماء نفس.
وحول آلية حدوث مثل هذا التشابه جسديا، قال معدوا الدراسة بقيادة عالم النفس الاجتماعي الراحل، روبرت زاجونك، أن "التقارب في المظهر الجسدي للزوجين” يمكن أن يُعزا إلى حقيقة أن العشاق مدى الحياة أصبحوا متزامنين تماما مع بعضهم البعض، ينتهي بهم الأمر بتقليد تعابير بعضهم البعض دون وعي، ما يغير مظهر وجوههم بمرور الوقت".
واقترح الباحثون أن "أحد آثار نظرية الأوعية الدموية عن التأثير العاطفي، هو أن الاستخدام المعتاد لعضلات الوجه قد يؤثر بشكل دائم على السمات الجسدية للوجه. ويعني هذا ضمنيا أيضا أن الشخصين اللذين يعيشان مع بعضهما البعض لفترة أطول من الوقت، بفضل المحاكاة المتعاطفة المتكررة، سيكبران جسديا بملامح وجهيهما".
ولكن، بحسب ما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قام فريق بحثي من جامعة ستانفورد بإعادة النظر في نتائج هذه النظرية بعد طرحهم فرضية أن الأزواج يختارون شركاء الحياة بسبب تشابه ملامحهم.
وتشير النتائج الجديدة إلى أن الأزواج يبحثون عن شريك حياة له نفس الميزات تمامًا كما هو الحال عندما يتعلق الأمر بالعثور على زوج أو زوجة لديها نفس القيم والسمات الشخصية.
واعتمدت النظرية القائلة إن الأزواج يكبرون معًا وتظهر لديهم سمات متشابهة، التي أثارها باحثون من جامعة ميشيغان عام 1987، على إجراء مقارنة بين صور للأزواج عند بداية الارتباط وبعد مرور 25 عاما على الزواج.
وترسخت فكرة تشابه الأزواج في كل من الأدب النفسي والثقافة اليومية، حيث ذهب البعض إلى حد التأكيد على أن الظاهرة المفترضة "مثبتة علميا". وفق العربية نت
وفي دراسة أخرى جديدة أعدتها "بن بن تي-ماكورن"، طالبة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية تقول: "تكشف نظرة فاحصة على الأدبيات أنه في حين أن التقارب في فرضية المظهر الجسدي هو أحد مبادئ علم النفس الحالي، وقد نُشر على نطاق واسع من خلال الكتب المدرسية والكتب والأوراق التاريخية، فإنه لا يوجد دعم تجريبي تقريبا، تجربة عام 1987، رغم أنها مصممة بأناقة، إلا أنها استندت إلى عينة صغيرة للغاية من 12 من الأزواج من جنسين مختلفين. علاوة على ذلك، لم تُكرر نتائجها مطلقا".
ولإعادة التحقيق في مزايا تقارب الوجه المفترض، أجرت تي-ماكورن والباحث المشارك، عالم النفس الحسابي ميشال كوسينسكي، أكثر من تجربة عام 1987، مع عينة أكبر بكثير من المشابهين المحتملين.
وخلصت الدراسة النفسية نُشرت إلى أن الأزواج الذين عاشوا معا لمدة 25 عاما بدأوا في التشابه الجسدي مع بعضهم البعض، نتيجة تعايشهم لفترة طويلة.