الصحة برام الله: مستعدون للموجة الثالثة من كورونا

الطواقم الطبية- رام الله

قال رئيس وحدة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة ب رام الله مصطفى قواسمي، اليوم الخميس، إن وزارته مستعدة للموجة الثالثة من فيروس كورونا المستجد في فلسطين.

وأوضح قواسمي، خلال ورشة عمل حول "السياسات الصحية لمواجهة جائحة كورونا"، نظمها معهد السياسات العامة  (IPP)، أنه من المتوقع أن تأتي الموجة بقوة لوجود فيروسات مماثلة، وذلك مع أواخر الشهر الحالي، وبداية الشهر القادم.

وتابع: "نحتاج إلى تحضير كبير، لكننا سنستمر بجهودنا، وتطوير البروتوكول العلاجي بناءاً على آخر المخرجات العالمية، ورفع مستوى التوعية المجتمعية والتثقيف الصحي".

وتحدث في الورشة، كل من رئيس وحدة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة مصطفى قواسمة، ومديرة المعهد الوطني للصحة العامة – منظمة الصحة العالمية رند السلمان، والمحاضرة في كلية الطب في جامعة النجاح بسمة الضميري، وممثل اللجنة الوبائية في وزارة الصحة في قطاع غزة يحيى عابد.

وتناول قواسمي في مداخلته: "السياسات الحكومية والجاهزية الصحية لمواجهة وباء كورونا"، جهود "الصحة" لمواجهة الجائحة، خاصة فيما يتعلق بالرصد الوبائي، والتثقيف والتوعية المجتمعية، وإعداد المرافق الصحية لتقديم الخدمات للمرضى.

وبين أن الوزارة ركزت في إطار إدارة الأزمة على عدة مسائل، من ضمنها توفير متطلبات الرعاية الصحية والنفسية للمرضى المحجورين، وتحضير الموارد البشرية اللازمة، وتجهيز المستشفيات بكافة المعدات الضرورية.

من جانبها قدمت مديرة المعهد الوطني للصحة العامة رند السلمان، مداخلة بعنوان "السياسات الصحية: الاتجاهات والتوقعات"، أشارت فيها إلى حيوية الاستعداد لأسوأ السيناريوهات فيما يتعلق بالجائحة، وتكثيف الجهود للحد من انتشارها.

ولفتت السلمان إلى ضرورة توفر المعلومات كأساس لتحديد آليات التدخل ووضع السياسات، منوهة بالمقابل، إلى أسباب انتشار الفيروس، ومن ضمنها عدم الالتزام المجتمعي بالتدابير الوقائية.

وبينت أن المؤشرات تبرز أن هناك تصاعدا في حالات الاصابة بـ "كورونا" لكنه ليس حادا، مشيرة بالمقابل، إلى أن معدل الوفيات بسبب "كورونا" يصل إلى 0.8% لا يعتبر مرتفعا مقارنة بكثير من الدول، ويماثل النسبة الموجودة في دول الجوار مثل الأردن، بيد أنها حثت على وضع سياسات وبرامج مخصصة لكبار السن، خاصة مع التوقعات بتنامي انتشار الفيروس بشكل أكبر مع بداية فصل الشتاء.

وبينت مديرة المعهد الوطني للصحة العامة أنه حسب أحد السيناريوهات القائمة على استمرار الوضع الحالي، بما في ذلك آلية الدوام في المدارس، فإن ثلث المجتمع الفلسطيني مرشح للإصابة بالفيروس حتى شهر أيار المقبل.

وقدمت المحاضرة في كلية الطب في جامعة النجاح بسمة الضميري مداخلة بعنوان "السياسات والاستراتيجيات الوطنية لما بعد جائحة كورونا"، ودعت إلى التحضير منذ الآن للتعامل مع تداعيات الجائحة بعد انتهائها، خاصة تلك المتعلقة بالصحة النفسية.

ولفتت الضميري إلى حيوية الدور الذي يمكن أن يلعبه الاعلام في مواجهة الجائحة، وتجاوز حالة الخوف منها التي تفرض نفسها لدى الكثيرينن داعيةً إلى اعتماد خطة مدروسة لمرحلة ما بعد "كورونا"،، بمشاركة كافة الجهات ذات الصلة.

وفي ذات السياق، تحدث ممثل اللجنة الوبائية في وزارة الصحة في قطاع غزة يحيى عابد عن وضع القطاع وبعض تداعيات الحصار الإسرائيلي المتواصل عليه منذ نحو 15 عاما، قبل أن يتطرق إلى معاناة القطاع بسبب الجائحة.

وقال عابد: كلما أجرينا فحوصات أكثر، تبين وجود مصابين أكثر، وقلما شحت مواد الفحص انخفض عدد المصابين، مبينا أن أحد السيناريوهات التي تم دراستها، هي إمكانية انتشار الفيروس بشكل كبير في القطاع، بحيث يبلغ عدد الحالات المصابة 20 ألفا، علما أن عدد المصابين حاليا نحو 3600 حالة، من ضمنها قرابة 1600 حالة نشطة.

كما لفت إلى جانب من التحديات التي تفرض نفسها على القطاع الصحي في غزة، منوها بالمقابل إلى أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية، والتحضير الجيد لمرحلة ما بعد "كورونا".

ودعا المشاركون في الورشة إلى الاستعداد للتعاطي مع شتى السيناريوهات التي يمكن أن تفرض نفسها خلال الفترة المقبلة، بما في ذلك مرحلة ما بعد "كورونا".

كما أشاروا إلى أهمية عملية وضع السياسات بشكل تشاركي، بما ينعكس إيجابا على آلية تعاطي القطاع الصحي مع الجائحة وتطورات الحالة الوبائية، وفقا لوكالة وفا.

وتطرق محمد عودة رئيس مجلس إدارة معهد السياسات العامة إلى أهمية هذه الورشات، لطرح أفكار وتوصيات يمكن أن يستفيد منها صناع القرار، لتعزيز القدرات في مجال السياسات العامة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد