صحيفة عبرية: الجيش الإسرائيلي يتجاهل التحقيق في قتل فلسطينيين أبرياء
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة 2 أكتوبر 2020، عن تجاهل الجيش الإسرائيلي للتحقيقات التي يعلن عن فتحها في ارتكاب جنوده لعمليات قتل ضد فلسطينيين دون سبب وصفتهم الصحيفة بـ "الأبرياء".
وأوضحت هآرتس، أن كثيرًا ما يعلن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقات في عشرات الأحداث، إلا أنه لم يعلن عن نتائج تلك التحقيقات وما آلت إليه من نتائج، مشيرةً إلى أن الغالبية العظمى من التحقيقات ما زالت مفتوحة دون أي تقدم أو نتائج أو محاسبة لمرتكبي تلك الجرائم.
وأشارت إلى أن مرة واحدة فقط تم إصدار أحكام بحق 5 من ضباط شرطة الحدود اعتدوا في تموز الماضي على عمال فلسطينيين قرب الجدار الفاصل في منطقة ميتار وضربوهم حتى أراقوا دمائهم وسلبوا أموالهم، وتم تقديم لوائح اتهام بحقهم في أقل من شهر من ارتكاب جريمتهم.
وقالت الصحيفة في تحقيقها، إن الأفعال التي ارتكبها ضباط حرس الحدود، كانت مروعة لكن لم يقتل أي فلسطيني، وتم التحقيق بشكل سريع، لكن بطريقة لا تطاق مرت 4 أشهر على إعدام الشاب إياد الحلاق من ذوي الاحتياجات الخاصة في القدس ، وكان من المفترض أن يكون هذا التحقيق أسرع وأسهل في ظل وجود كاميرات أمنية وهناك شاهد عيان واحد على الأقل وحقائق ثابتة، لكن الشرطيين اللذين شاركا في قتله يتنقلان بحرية ونهاية التحقيقات ليست وشيكة، ومن المشكوك فيه فيما إذا كانوا سيحاكمون على عملية الإعدام التي تم ارتكابها".
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن إسرائيل تتجاهل بشكل كبير التحقيقات في عمليات القتل وإطلاق النار، في المقابل تسارع في القضايا الأسهل كالاعتداء بالضرب والنهب، ولكن أيضًا ليس جميعها، فلم تصدر سوى 3 لوائح اتهام بحق متورطين بمثل هذه الأحداث.
وقالت الصحيفة: "هم ينظرون لسلب الممتلكات بأنها أكثر خطورة من قتل الأرواح، هذه هي أخلاق الجيش الإسرائيلي". وفق صحيفة القدس
ولفت التحقيق إلى أن جميع الحالات التي استعرضتها الصحيفة "هآرتس" خلال الأشهر الماضية من عمليات قتل لفلسطينيين بدون أي سبب، وتم فتح تحقيق فيها، أنه لم يتم الانتهاء من التحقيق فيها رغم مرور أشهر طويلة على بعضها.
وأشارت إلى أن الجنود الإسرائيليين المتهمين بعمليات القتل يتحركون بحرية وبعضهم قد يتم تسريحهم بالفعل من الجيش الإسرائيلي، لكن ذلك لا يطفئ نار الغضب والشعور بظلم رهيب لدى عوائل الشهداء الفلسطينيين بأن قتلة أحبائهم لا يحاكمون ولن يعاقبوا أبدًا بأي حال من الأحوال.
وسردت الصحيفة في تحقيقها المطول العديد من القضايا التي فتح فيها تحقيقات ولم تنتهي، مثل الشهيد إياد الحلاق، وقتل عدد من أفراد عائلة واحدة من دير البلح قبل نحو عام، إلى جانب عدة حالات إعدام لشبان وفتية من الضفة الغربية، مثل الشاب عمر بدوي، وأحد أفراد الشرطة الفلسطينية طارق بدوان في جنين، وإصابة أطفال صغار بشكل متعمد في كفر قدوم.
وأشارت إلى أنها طلبت من مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، استفسارًا حول نتائج التحقيقات التي فتحت بالعشرات من هذه القضايا، إلا أنه لم يأتي بجواب جديد وكرر إجابته السابقة أنها ستنتهي قريبًا.
وفي ذات السياق، يذكر أن طاقم المحامين المكلف بملف الشهيد الفلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة إياد الحلاق، قد تقدم قبل 10 أيام بطلب عاجل إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ضد وحدة التحقيق الخاصة بالقضية من أجل الكشف عن ملابسات قتل الشهيد الحلاق ومعاقبة المجرمين فوراً وبدون أي تأخير.
وقال الطاقم :" انه على الرغم من مرور ما يقارب أربعة أشهر على استشهاد الشاب إياد الحلاق، لم تقم وحدة التحقيق مع الشرطة (الماحش) حتى الآن باتخاذ قراراها بملف التحقيق مع أفراد الشرطة المشتبه بهم بجريمة القتل، لذا فإننا كطاقم محامين تقدمنا اليوم بالتماس مستعجل لإجبار وحدة التحقيق الماحش باتخاذ قرارها في الملف فوراً وبدون أي تأخير".