لاول مرة..الشرطة الفلسطينية تنتشر بضواحي القدس بأسلحتها وزيها الرسمي
القدس / سوا / افتتح، امس، مركز للشرطة الفلسطينية في بلدة الرام لتكون الشرطة قد استكملت بذلك انتشارها في مناطق الرام، بدو وابو ديس من ضواحي محافظة القدس.
فقد شهدت بلدات الرام شمال القدس، وبدو شمال غرب القدس، وأبو ديس شرق القدس، أمس، حدثا لربما لم يتوقع كثيرون تحققه على أرض الواقع، تمثل في انتشار أفراد الشرطة بزيهم العسكري فيها، بعدما كانوا على مدار سنوات يقومون بعملهم بالزي المدني، ودون حمل أية أسلحة أو عتاد، بفعل القيود الإسرائيلية.
وجاءت هذه الخطوة المفاجئة إلى حد كبير، في اطار عملية وصفتها الشرطة بأنها استكمال لانتشارها في ضواحي القدس.
وحرصت الشرطة على ابراز أهمية هذا الحدث، عبر نشر تقرير على موقعها الالكتروني، مقرونا بصورة فوتوغرافية لحفل، جرى في مقر مركز شرطة «الرام»، وذلك ضمن الأخبار الرئيسة في الموقع.
عموما، فإن العديد من الجهات، لم تخف سعادتها بانتشار أفراد الشرطة وممارستهم لنشاطاتهم في البلدات الثلاث، خاصة أن العقبات الكثيرة التي كان يواجهها أفراد الأمن فيها، بفعل المحددات والسيطرة الإسرائيلية عليها، أدت إلى بروز العديد من الظواهر السلبية مثل الاتجار بالمخدرات، وهرب مطلوبين لأجهزة الأمن إليها، إلى غير ذلك، خلال السنوات الماضية.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الشرطة المقدم لؤي ازريقات، أنه كانت هناك مراكز شرطية في «الرام» و»أبو ديس» و»بدو» منذ سنوات، حيث كان أفراد الشرطة يؤدون مهامهم بالزي المدني، مضيفا «كان العمل مقيدا، بينما سمح لنا اليوم (أمس) بالعمل بالزي العسكري، بالتالي انطلق أفراد الشرطة في تنظيم حركة السير، ومواجهة المظاهر السلبية مثل الاتجار بالمخدرات، وملاحقة المجرمين».
وقال : ستعمل الشرطة على انهاء كافة الظواهر السلبية في المناطق الثلاث، وحفظ الأمن والنظام فيها.
وبين أنه تم نشر 90 شرطيا في المناطق الثلاث في اطار مرحلة أولى، ستليها مراحل أخرى، سيتم في اطارها نشر أفراد الوحدات الخاصة، وشرطة المرور، وشرطة مكافحة المخدرات.
ولفت إلى أن انتشار أفراد الشرطة بزيهم العسكري، جاء نتاج مفاوضات مع الإسرائيليين تجري منذ فترة، لكنه رفض تقديم أي رأي حول الهدف الإسرائيلي من هذه المسألة.
وقال: نحن سنعمل على فرض النظام والقانون في أي مكان نستطيع الوصول إليه، لمساندة المواطن، أما الهدف من هذا الاجراء من قبل الإسرائيليين فإن السياسيين هم من يمكنهم الادلاء بدلوهم حول المغزى منه.
وحسب ازريقات، فقد كان هناك عدد قليل من أفراد الشرطة في المراكز الشرطية الثلاثة، التي تتبع لشرطة «ضواحي القدس»، لافتا إلى أن الانتشار قوبل بارتياح كبير من قبل المواطنين.
وعزا موقف المواطنين، إلى ثقتهم بأن التواجد الشرطي الرسمي، سيؤدي إلى انهاء مظاهر الفوضى في المناطق الثلاث، مضيفا «ضعف الحضور الأمني الفلسطيني في هذه المناطق، كان من تجلياته هرب لصوص وتجار مخدرات إليها، من هنا فإننا سنعمل على محاربة الجريمة بكافة الوسائل».
وفي الإطار نفسه، أجمعت الشخصيات التي شاركت في الحفل الذي أقيم في «الرام»، ومن ضمنها محافظ القدس عدنان الحسيني، ونائب مدير عام الشرطة للمحافظات الشمالية العميد رمضان عوض، ورئيس بلدية الرام اللواء علي المسلماني، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح حاتم عبد القادر، على أهمية الدور الذي سيقوم به أفراد الشرطة في البلدات الثلاث.
واعتبر الحسيني في كلمة له، الانتشار في ضواحي القدس، إنجازا وطنيا، كان الكثير من المقدسيين يتوقون إليه، ويطمحون إلى بسط سلطة النظام والقانون في منطقة، لطالما سعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى زعزتها، وبث روح الفوضى، وعاثت فسادا فيها، داعيا إلى توطيد عرى التعاون بين الأجهزة الأمنية المختلفة، والمواطن المقدسي.
وقال: إن توفير الأمن للمواطن المقدسي، ما هو إلا اللبنة الأساسية في البنية التحتية للدولة القادمة وعاصمتها القدس الشريف، وهو ما يقع على كاهل قوات الشرطة الفلسطينية، لأنها طليعة قوى الأمن في المعادلة الشائكة في محافظة القدس المقطعة الأوصال.
أما العميد عوض، فأكد في كلمة بالإنابة عن مدير عام الشرطة اللواء حازم عطا الله، أن الانتشار الشرطي في ضواحي القدس، ما هو الا خطوة أولى في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني، وبسط سلطة القانون والنظام، وفرض الأمن والأمان، ودرء الخارجين عنه ومحاسبتهم.
وعبر عن ثقته بتكاتف المواطنين مع أفراد الشرطة، ومساندتهم لهم.
وشارك المسلماني من سبقه الرأي، معربا عن أمله في أن يكون انتشار الشرطة باكورة التحرير للعاصمة الفلسطينية مدينة القدس، موضحا أن المركز سيخدم نحو 200 ألف مقدسي يسكنون في الرام.
واعتبر أن وجود مركز شرطي واحد غير كاف، لكنه أكد أن المواطنين سيتكاتفون مع قوات الأمن لنبذ الفوضى واقتلاع الفساد، وبسط سلطة القانون والنظام.
وأكد عبد القادر، أن «حضور حركة فتح للاحتفال، ما هو إلا اعلان بالمشاركة في هذا الإنجاز العظيم، الذي يعتبر نقلة نوعية في عمل السلطة الوطنية».
واعتبر «الوجود الشرطي تعزيزا لأمن أبناء الشعب الفلسطيني، الذي يعمل الاحتلال على خلخلته، ولبنة في استمرار صمود قيادتنا الوطنية في خطواتها لخدمة المصلحة الوطنية العليا».
وكان قام المشاركون في ختام الحفل، بجولة في «الرام»، تعبيرا عن مظاهر بدء الانتشار الشرطي.
