هل يساهم العالم الاسلامي بحل ازمة السياحة بالقدس؟

القدس / سوا / هذا السؤال تطرحه "هآرتس" في اطار تقرير تقول فيه انه من المتوقع ان تجد ازمة السياحة الى القدس حلاً من مصدر غير متوقع – الدول الاسلامية والعربية بشكل خاص، وذلك بعد صدور فتوى عن مجموعة من المفتين في دول الخليج، تسمح للمسلمين والعرب بزيارة القدس. وكتبت ان هذه الفتوة التي نشرت لأول مرة باللغة العبرية على صفحة الفيسبوك 0202، تنضم الى النقاش السياسي والديني الذي يعصف بالعالم العربي منذ ثلاث سنوات. ولكنها تنضم، ايضا الى المعطيات التي تشير الى حدوث ارتفاع كبير في السنوات الأخيرة في عدد الحجاج المسلمين الذين يصلون الى المدينة.

وقال رائد عطية، صاحب وكالة السفريات "هلا تورز" في بيت لحم ، ان "الناس يخافون، ولكن عدد الذين يرغبون بزيارة القدس يتزايد، واذا غيرت إسرائيل من توجهها فانا اعتقد انه سيصل ملايين المسلمين الى القدس. انا متأكد من عدم وجود فرق بينهم وبين الحجاج من اوروبا وامريكا".

ورغم ان الحديث لا يزال يجري عن ارقام صغيرة الا انه يتضح من المعطيات ان عددا كبيرا من السياح وصلوا من العالم الإسلامي في السنة الماضية، حيث دخل الى إسرائيل 26.7 ألف سائح من اندونيسيا، و17.7 الف سائح من الأردن، وحوالي 9 آلاف من ماليزيا، وحوالي 3300 من المغرب. وقد صدت حرب غزة في الصيف الماضي هذا التزايد في عدد السياح، لكنه في الأشهر الاولى من العام الجاري دخل حوالي عشرة آلاف سائح مسلم الى البلاد.

وقد بدأ الحوار الإسلامي والعربي حول هذا الموضوع في عام 2012 عندما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسلمين لزيارة القدس. لكن حماس تعارض ذلك حتى لو كان لأغراض دينية وسيساعد اولا المصالح التجارية الفلسطينية في المدينة. وترفض حماس ذلك لأن السياحة ستكون تحت رعاية السلطة الإسرائيلية ما تعتبره اعترافا بإسرائيل. ويدعم موقف حماس الشيخ يوسف القرضاوي كبير المفتين المسلمين حاليا. لكن جهات الافتاء الاخرى التي تدعم توجه فتح تبني على وصول النبي محمد الى القدس في ليلة الاسراء رغم انها لم تكن تخضع للحكم الاسلامي.

وفي هذه الأثناء يبدو ان فتح النقاش ولّد شرعية زيارة المدينة. ولكن غالبية السياح يأتون من دول اسلامية ليست عربية كتركيا والهند واندونيسيا وماليزيا. وهناك مجموعات اخرى تصل من تونس والمغرب والاردن وحتى من دول الخليج، بالإضافة الى مجموعات اسلامية تصل من الدول الاوروبية.

ويصل غالبية الحجاج عبر جسر اللنبي، وقلة منهم عبر مطار بن غوريون. ويقول عطية ان الكثيرين يريدون الوصول عبر مطار تل ابيب لكنهم يخشون لأنه يخضع للسلطة الإسرائيلية، فنشرح لهم ان كل المعابر تخضع للسيطرة الإسرائيلية. ويضيف ان الفحص الأمني على معبر اللنبي يتراوح بين ثماني وعشر ساعات، وهذا يثقل على السياح. وحسب رأيه فان "هذا جزء من السياسة، وان اسرائيل تثقل عمدا على السياح المسلمين كي لا يرجعون الى هنا".

ويقول احد المطلعين على الموضوع ان اسرائيل تسمح للسياح الذين يصلون لزيارة واحدة بالدخول دون ختم جوازات سفرهم على المعبر الاسرائيلي كي لا تثقل عيلهم لدى دخولهم الى بلدان عربية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد