صحيفة خليجية تكشف عن وساطة قطرية بين السعودية وحماس
الدوحة/سوا/ كشف قيادي بارز في حركة حماس عن جهود ووساطة تجريها دولة قطر لتحسين العلاقات بين حركة حماس والمملكة العربية السعودية، والتي شهدت بعض التطورات الإيجابية خلال الفترة الأخيرة.
وأكد أحمد يوسف، القيادي البارز في حماس لصحيفة الخليج أونلاين، الاثنين، أن جهود دولة قطر بهذا الصدد لا تزال مستمرة حتى اللحظة، وتسعى من خلالها لإزالة أي عقبة تعترض عودة العلاقات من جديد بين حماس والسعودية.
وأشار إلى أن حركته تدعم وتساند وبكل قوة أي تحرك عربي يساعد في توطيد العلاقات مع السعودية؛ لكونها دولة لها تأثير قوي في المنطقة، وصاحبة الدعم الكبير للقضية والمشروع الفلسطيني.
وأضاف القيادي في حماس، الذي عمل مستشاراً سياسياً لرئيس الحكومة السابقة في غزة : "حماس تريد أن تكسب العلاقة الجيدة مع كافة الأطراف العربية والإسلامية، وهي تهدف لعلاقة جيدة مع الجميع، بما يخدم القضية والمشروع الوطني والإسلامي".
وحول تأثير عودة علاقة حماس بالسعودية على حليفتها الاستراتيجية إيران، قال يوسف:" أعتقد أن الجميع يعلم جيداً أن حماس ليست طرفاً في التجاذبات الإقليمية التي تجري، وبالتالي زجها بهذا الجانب لحساب جانب آخر لن يكون موضوعياً".
ويتابع يوسف القول: "حماس أرسلت مؤخراً عدة رسائل إيجابية إلى المملكة العربية السعودية، وهي الآن تنتظر بعض الإشارات التي يمكن أن تساهم في توطيد العلاقة بين الجانبين بما يخدم فلسطين فقط".
وما تزال حركة "حماس" وقادة مكتبها السياسي تنتظر الإشارة الأولى من المملكة العربية السعودية والرد على رسائلها، للتحرك بصورة جدية نحو السعودية لتحسين صورة الحركة أمامها، والتي تعتبرها حليفاً هاماً واستراتيجياً لا يمكن الاستغناء عنه في المرحلة الحالية، بمساعٍ غير معلنة من دولة قطر.
وحاولت حركة "حماس" خلال الفترة الأخيرة إرسال بعض الرسائل الإيجابية تجاه المملكة العربية السعودية، بدأتها برقية تعزية بوفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، ورسائل أخرى لكسب ود أكبر دولة في المنطقة قد تساهم في إنقاذ الحركة من أزماتها التي تعانيها منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي في يوليو/تموز 2013.
التصريحات الأولى التي صدرت عن تطور العلاقة بين حماس والسعودية بعد القطيعة، صدرت على لسان القيادي البارز فيها، نائب المكتب السياسي في حماس محمود الزهار؛ حين أكد تطور تلك العلاقة، وأن رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، سيزورها خلال المرحلة المقبلة، إلا أن الحركة سارعت بنفي ذلك.
وأكد في هذا الصدد زياد الظاظا، القيادي البارز في حركة حماس، استعداد حركته لإرسال وفد رسمي ورفيع المستوى إلى السعودية، خلال الفترة المقبلة لإجراء لقاءات وحوارات مع المسؤولين السعوديين لمناقشة ملفات هامة.
وقال الظاظا، في تصريح خاص الخليج أونلاين، إن حركته تسعى لعلاقة متميزة وقوية مع كافة الدول العربية والإسلامية بما فيها المملكة السعودية، بما يخدم القضية والمشروع الفلسطيني، ومساعدة أبناء شعبنا في تخطي الحصار المفروض عليه، وترحب كذلك بكل جهود تبذل من أي دولة عربية لتحقيق ذلك.
وأوضح أن حركته ستُرسل وفداً إلى السعودية فور توجيه الأخيرة دعوة رسمية لزيارة أراضيها، قائلاً:" حماس جاهزة لزيارة السعودية بأي وقت، وفور وصول دعوة رسمية من المسؤولين السعوديين ستستجيب لها على الفور".
وأضاف الظاظا أن حركة "حماس" تربطها علاقة جيدة مع السعودية، مبنية بأساسها على دعم القضية الفلسطينية، وتعزيز صمود الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال "الإسرائيلي" ومخططاته العنصرية والعدوانية بحق شعبنا ومقدساته.
وتابع: "السعودية دولة عربية عريقة ولها مواقف مشرفة ومساندة للفلسطينيين وحقوقهم، وبالتالي توطيد العلاقة معها أمر هام ويصب في مصلحة الجميع".
يشار إلى أنه منذ عزل الرئيس المصري، محمد مرسي، في يوليو/تموز 2013 شددت السلطات المصرية إجراءاتها الأمنية على حدودها مع القطاع، حيث طالت تلك الإجراءات حركة أنفاق التهريب المنتشرة على طول الحدود المشتركة، مع إغلاق معبر رفح البري وفتحه استثنائياً على فترات زمنية متباعدة لسفر الحالات الإنسانية من المرضى والطلبة وأصحاب الاقامات والجنسيات الأجنبية.
ورأى البعض أن العلاقة بين السعودية وحماس تطورت خاصة بعد الجهود الكبيرة والضغوط التي مارستها المملكة على مصر لرفض قرار المحكمة التي اعتبرت حماس "إرهابية"، وشكر الحركة الرسمي للسعودية على هذا الدور.
يذكر أنه من أبرز أسباب توتر العلاقة بين النظام السعودي وحركة حماس ارتباط الأخيرة بإيران، وعدم تبني الحركة لمبادرة الملك عبد الله للسلام، والتلميح إلى أنها تحمل اعترافاً غير مقبول بإسرائيل، وفشل اتفاق مكة للمصالحة الفلسطينية في تنفيذه على الأرض، وما نتج عنه من سيطرة الحركة على القطاع في العام 2007.