إطلاق فعاليات برنامج بناء قدرات معلمي العلوم والرياضيات في أريحا

أريحا/ سوا/ اجمع ممثلون رسميون عن وزارة التربية والتعليم ووكالة الغوث لتشغيل اللاجئين و جامعة بيرزيت ، وباديكو القابضة، على اهمية رفع مستوى مخرجات التعليم في فلسطين لتهيئة الاجيال الناشئة لمتطلبات وحاجات سوق العمل ، وتمكينهم من المنافسة محليا وعربيا وعالميا والرقي بالاقتصاد الفلسطيني – لا المساهمة في رفع مستوى البطالة وحسب.

جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات برنامج بناء قدرات معلمي العلوم والرياضيات في مدارس محافظة أريحا الذي يجري تنفيذه بالتعاون بين جامعة بيرزيت – مركز التعليم المستمر وباديكو القابضة، وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ووكالة الغوث ، تحت عنوان" توظيف لبنات التعلم في اثراء العملية التعلمية".

وجرى افتتاح البرنامج في قاعة مركز اسعاد الطفل في اريحا، بحضور ممثلين رسميين عن الجهات المنفذة والمستفيدة من هذا البرنامج النوعي الذي يهدف الى تمكين معلمي العلوم والرياضيات في المدارس الحكومية والوكالة والخاصة في المحافظة، في مجال استخدام لبنات التعلم في السياق الصفي بمشاركة قرابة 25 معلما ومعلمة تخصص علوم ورياضيات للصفين الثامن والتاسع الاساسيين.

واكد مدير مديرية التربية والتعليم في محافظة اريحا، محمد الحواش، على دعم الوزارة للتوجهات والسياسات والخطط الرامية الى تطوير قطاع التعليم في فلسطين، معبرا عن شكره لمركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت ومؤسسة باديكو القابضة على دعم تنفيذ مثل هذه البرامج النوعية في محافظة اريحا.

وشدد على ضرورة مواصلة عملية التطوير للقطاع التعليمي الفلسطيني على اكثر من مستوى بما في ذلك تطوير قدرات المعلمين والمعلمات وتطوير المناهج التربوية والتعليمية بما يعظم مخرجات التعليم و يلبي احتياجات المجتمع المحلي من جانب ويعزز من قدرة الخريجين الفلسطينيين على المنافسة الخارجية.

و اشار الى حرص وزارة التربية والتعليم على الاستجابة لكل المبادرات الخلاقة التي تساهم في تحقيق رسالة الوزارة في تطوير هذا القطاع الحيوي، مؤكدا ضرورة الاهتمام بتطوير كل مكونات العملية التربوية والتعليمية في فلسطين.

من جانبه اكد مدير مركز التعليم المستمر – جامعة بيرزيت، مروان ترزي، على حرص جامعة بيرزيت التي لعبت دورا بارزا في تطوير التعليم في فلسطين، على بناء قدرات المؤسسات التعليمية منذ سنوات طويلة، مشددا على ان مركز التعليم عمل منذ عام 2003 على تطوير واختبار ونشر نماذج تربوية تعلمية ومنهجيات ابداعية مختلفة مصممة لتلائم بعض التحديات الصعبة التي يواجهها نظام التعليم الفلسطيني، وتعتبر لبنات التعلم من احدث المنهجيات التي تم تطويرها من قبل المركز.

واشار ترزي الى ان اهمية لبنات التعلم تكمن في قدرتها على العمل ضمن نظام التعليم الحالي دون الحاجة الى حصص اضافية، او الخروج عن متطلبات المنهاج الفلسطيني الرسمي وعلى قدرتها في استنهاض طاقات الطالب والمعلم الابداعية، ومساندة المعلمين في تعليم دروس باستراتيجيات متنوعة.

من ناحيته اكد الرئيس التنفيذي لمجموعة باديكو القابضة، د.سمير حليلة، حرص القطاع الخاص على دعم واسناد قطاع التعليم في فلسطين من اجل تحسين مخرجات التعليم التي باتت تواجه تحديات كبيرة خاصة في ظل التطور الهائل على المستوى العالمي الذي يستوجب التخطيط الجيد للتعليم بما يعزز القدرة التنافسية على المستوى الاقليمي والدولي.

واشار الى التطورات والتغييرات الهائلة التي يحدثها التطور التكنولوجي على مستوى العالم وعلى مستوى الاجيال في منطقتنا العربية خاصة ان الاطفال الان يتمتعون بقدرات هائلة في التعامل مع وسائل التواصل والتكنولوجيا بصورة تجعلهم يتفوقون على المعلمين والاباء والامهات في مجالات كثيرة منهم قدرتهم للوصول الى المعلومات والتعلم الفعال من خلال الوسائط غير التقليدية.

واكد على الضرورة المحلة لتظافر الجهود بين القطاع الخاص وقطاع التعليم وغيرهم لرفع مستوى مخرجات التعليم لتمكن طلبتنا من مواكبة التطورات السريعة والملحة من حولهم.

وقال حليلة:" ان شركات القطاع الخاص تبحث عن توظيف القادة ممن لديهم طموح ومبادرات وقدرات ابداعية ومهارات فكرية وتحليلية وقدرات تنافسية عالية"، مؤكدا على ان تلك المهارات تبنى وتتعزز في مراحل مبكرة من تطور الطفل ويصبح اكتسابها اصعب بكثير في مراحل لاحقة من حياة الفرد.

من جانبه اكد ممثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وحيد جبران، على اهمية تعميق الابداع وتعزيز المبادرات الخلاقة في العملية التعليمية ومواصلة عملية التطوير للكوادر والخبرات التعليمية في المدارس.

وقال:" الابداع لا يتم بالحصول على فرصة عمل بل يكمن في ابداع الطالب وقدرته على خلق الوظيفة"، مشيرا الى النتائج المهمة التي تحققت في مجال المشاريع الصغيرة.

واضاف:" ان الصف النشط هو من اهم الوسائل في تطوير العملية التعليمية وتطوير القدرات في المجالات التطبيقية"، مؤكدا ان السر في عمل صف نشط لا يكمن في توفير المصادر، وانما في ابداع المعلم وقدرته على تحفيز الطلبة للبحث والسؤال والتفكير والنقض والتحليل باستخدام المصادر المتوفرة اي كانت.

وتابع:" من الضروري توفير المتطلبات الاساسية لانجاح عملية التعلم النشط من اجل ان نحدث فرقا جوهريا في عملية التعليم وهذا هو الهدف التي يجب ان نسعى اليه جميعا".

وقدم وائل كشك من وحدة الابداع في التعلم في مركز التعليم المستمر شرحا موجزا عن لبنات التعلم وعن كونها مجموعة من الأنشطة والمصادر المرتبة بطريقة تحقق تعلما ذات معنى. موضحا ان هذه اللبنات تتوافق مع الكتاب الرسمي أهدافا ومحتوى، تغنيه ولا تلغيه. هي مبنية على سياقات واقعية وديناميكية، الأنشطة تستحضر مستويات تفكير عليا كالتفكير الناقد بكافة مستوياته، والمصادر فيها متنوعة فمن أفلام على اليوتيوب الى مقال في كتاب الى صورة الى لعبة الى رسالة، الخ. في كل الأحوال الطالب فيها هو الفاعل دائما وهو المحور فعلا لا قولا فهو: يعمل، يبحث، يستقصي، يتحاور، يكتب، يسجل، يقابل،..وغير ذلك.

وأضاف أن من أهم نتائج استخدام منحى لبنات التعلم أثرها الايجابي على ممارسات المعلمين الصفية، ويعود ذلك على كون البرنامج التمكيني الذي يخوضه المعلمون وقبل الشروع في استخدام اللبنات في صفوفيهم يركز على استراتيجيات تعلم حديثة، وبما أن لبنات التعلم وفق بنيتها وتركيبتها على مستوى الأنشطة والمصادر والاستراتيجيات لا تعتمد على سرد وتلقين الحقائق العلمية للطلبة، فان المعلمين الذين ينخرطوا في جلسات تدريبية يكتسبوا مهارات تدريس تتناسب مع بنية اللبنة الديناميكية وبعيدا عن نمط الشحن والتلقين الأمر الذي له أثرا كبيرا في تعميق تعلم طلبتهم. وقد أكد أن البرنامج الذي تم اطلاقه اليوم مبني على تلك الرؤيا ويهدف إلى بناء قدرات المشاركين على تلك المنهجية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد