فلسطين للدراسات: الإهمال الطبي أداة القتل البطيء للأسرى في سجون الاحتلال  

الأسرى المرضى

 أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أن سلطات الاحتلال وإدارة سجونها تستخدم سياسة الإهمال الطبي المتعمد كسلاح فتاك وأداة من أدوات القتل البطيء للأسرى جسدياً ونفسياً بترك  الأمراض تنتشر وتزداد خطورتها داخل أجسادهم.

وأوضح الباحث رياض الأشقر الناطق الإعلامي للمركز خلال بيان وصل "سوا" نسخة عنه، أن سياسة الإهمال الطبي سبب رئيس في استشهاد (69) أسيراً في السجون منذ عام 1967، كان آخرهم الشهيد "سعدى الغرابلي" الذى تعرض لإهمال طبي واضح بعد تردي وضعه الصحي نتيجة الأمراض التي عانى منها، وقد امضى 26 عاماً في سجون الاحتلال وسبقه الأسير "سامى أبودياك" والذي تعرض لعملية قتل ممنهجة خلال سنوات معاناته من مرض السرطان.

وبين الأشقر أن الاحتلال يهدف من سياسة الإهمال الطبي المتعمد والمبرمج زيادة وتفاقم معاناة الأسرى وقتلهم ببطء وانعدام الامل في شفائهم، أو تحويلهم لأجساد هزيلة ومريضة وعالة على أسرهم وشعبهم بعد التحرر، بعد أن فشل الاحتلال من إفراغهم من محتواهم الوطني والثوري من خلال الاعتقال.

وعزا الاشقر وجود مئات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال  للأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى، والتي تفتقد للحد الأدنى من المقومات المعيشية والصحية السليمة، إضافة إلى ظروف التحقيق القاسية التي يتعرضون لها في بداية الاعتقال، ثم سياسة الإهمال الطبي التي تتركهم فريسه للأمراض تنهش أجسادهم دون رحمة.

وأضاف أن الاحتلال كذلك يعرض حياة الأسرى للخطر الشديد نتيجة استهتاره بتوفير شروط الحماية والسلامة لهم في ظل انتشار جائحة كورونا ، الأمر الذي يهدد بانتشار هذا الفيروس الخطير داخل السجون مما سيحدث كارثة حقيقة، ومما يدلل على ذلك إصابة عدد من الأسرى بين الحين والآخر، حيث وصل عددهم حتى الآن 9  أسرى ومحررين .

وأشار الأشقر إلى إصابة أكثر من (700 ) أسير بأمراض مختلفة، بينهم حوالى (150) أسير يعانون من أمراض خطيرة كالسرطان والقلب والفشل الكلوي والسكري والضغط، وهناك حالات عديدة مصابة بأمراض عصبية ونفسية وعدد من الجرحى والمصابين بالشلل والمبتورة أياديهم أو أقدامهم ، وهؤلاء جميعاً لا يتلقون الرعاية الصحية المناسبة .

وقال "الأشقر" أن المشاكل الصحية لدى الأسرى تكون بسيطة في بدايتها، ويمكن علاجها و السيطرة عليها  لو توفرت الرعاية الطبية الحقيقية بشكل عاجل،  ولكن الاحتلال يتعمد إهمال علاجها لفترات طويلة تصل لسنوات مما يؤدي الى تفاقم أوضاعهم الصحية ووصولها الى أوضاع صعبة، تتحول مع طول الوقت لأمراض مزمنة و خطيرة يصعب علاجها .

واعتبر الأشقر سياسة الاحتلال بحق الأسرى تنتهك كل الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالرعاية الطبية والصحية للمعتقلين المرضى، وخاصة المادة (92) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على أنه تجرى فحوص طبية للمعتقلين مرة واحدة على الأقل شهريًّا، لمراقبة الحالة الصحية واكتشاف الأمراض في بدايتها، وتوفير العلاج اللازم لها.

وطالب الأشقر كافة المؤسسات الدولية الطبية بضرورة القيام بمسئولياتها وإرسال وفود طبية إلى سجون الاحتلال للاطلاع على الأوضاع القاسية التي تؤدي الى إصابة الأسرى بالأمراض واستشهاد بعضهم فيما بعد، والوقوف على حقيقة  ادعاءات الاحتلال بتقديم خدمات طبية كافية للأسرى.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد