"مدى": انتهاكات إسرائيلية للحريات الإعلامية الشهر الماضي

رام الله / سوا/ رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية ’مدى’ انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للحريات الإعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الشهر الماضي.

 وأوضح المركز في تقرير له اليوم الأربعاء، أن هذه الانتهاكات تمثلت في الاعتداء الجسدي والاحتجاز والمنع من التغطية والاقتحام، رغم أن الشهر الماضي شهد احتفالات كثيرة لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في معظم بلدان العالم، ومنها فلسطين.

وتطرّق التقرير إلى اقتحام قوات الاحتلال لمؤسسة ’الأيام’ للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع بمدينة رام الله وتهديدهم، لوقف إعادة طباعة الصحف التي تصدر في قطاع غزة، واصفا ذلك ’بالتدخل السافر في الشأن الفلسطيني المتعلق بإصدار وطباعة الصحف، وانتهاكا فظا للحريات الإعلامية’.

وبهذا الصدد، قال التقرير ’إن طباعة الصحف سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة هو شأن فلسطيني داخلي، ولا يحق لإسرائيل التدخل فيه، في محاولة لحرمان المواطنين الفلسطينيين من الوصول إلى المعلومات من خلال منع طباعة وتوزيع بعض الصحف’.

وأشار إلى أنه بالرغم من إعلان اتفاق المصالحة أواخر نيسان الماضي، إلا أن انتهاكات الأجهزة الأمنية الفلسطينية تواصلت للحريات الإعلامية، من ضمنها الاعتداء بالضرب على مجموعة من الصحفيين من قبل الأمن الداخلي في القطاع، واستدعاء عدد من الصحفيين للتحقيق في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وحول الانتهاكات بحق الصحفيين، أوضح أن قوات الاحتلال اعتدت على مجموعة من الصحفيين بقنابل الغاز والصوت أثناء مشاركتهم في مسيرة سلمية احتجاجاً على انتهاكات الاحتلال بحقهم وتقييد حريتهم في الحركة لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من أيار الماضي على حاجز بيت أيل قرب مدينة رام الله، ما أسفر عن إصابة قدم مدير تحرير موقع مفوضية العلاقات الوطنية زاهر أبو حسين بإحدى القنابل، وتعرّض عدد كبير من الصحفيين للاختناق، والاعتداء على مصور صحيفة الحياة الجديدة عصام الريماوي.

كما حاولت منع الصحفيين من تغطية مواجهات اندلعت بالقرب من حاجز ’عوفر’ عقب تشييع جثماني شهيدين سقطا في أحداث الذكرى الـ 66 للنكبة، في السادس عشر من أيار الماضي.

فيما قام المستوطنون وجنود الاحتلال بالاعتداء على مجموعة من الصحفيين أثناء تغطيتهم لمسيرة نظمها المستوطنون في ذكرى ’توحيد القدس ’، في الثامن والعشرين من أيار الماضي، وهم: مراسلة ومصورة وكالة ’القدس نت’ ديالا جويحان، ومراسل قناة فلسطين اليوم أحمد البديري، وطاقم قناة الميادين (المراسلة هناء محاميد والمصور أيمن أبو رموز)، وطاقم رامسات: المصور عادل عبد القادر والفني وليد مطر، وطاقم تلفزيون فلسطين: المراسل نادر بيبرس والمصور عبد الله النتشة، ومراسل ’بال ميديا’ سري النشاشيبي، ومهندس البث في قناة الجزيرة نادر صليبا، فيما اعتدت الشرطة على مصور قناة الأردن رامي الخطيب واحتجزته من الساعة الرابعة بعد الظهر لغاية 11:30 ليلاً.

وأشار التقرير إلى اعتداء قوات الاحتلال على مجموعة من الصحفيين واعتقال أحدهم، أثناء تغطيتهم مسيرة للمقاومة الشعبية  تضامنا مع الأسرى في مخيم العروب، في الواحد والثلاثين من الشهر الماضي، وهم: مصور القدس دوت كوم عبد الرحمن يونس، ومصور وكالة بيت لحم للأنباء ومحيسن عمارين، ومصور وكالة الأناضول مأمون وزوز، ومصور الوكالة الفرنسية حازم بدر.

كما احتجزت سلطات الاحتلال رئيسة قسم الإعلام بدائرة العلاقات العربية في صحيفة السفير اللبنانية مجدولين حسونة أثناء عودتها إلى الضفة الغربية عبر معبر الكرامة في الخامس من الشهر الماضي  من الساعة التاسعة صباحاً لغاية الرابعة عصرا، بالإضافة إلى احتجازها لمجموعة من الصحفيين أثناء تصويرهم لضباط الاحتلال الإسرائيلي وهم يقومون بتفتيش المواطنين في بلدة الخضر في محافظة بيت لحم في الحادي عشر من الشهر ذاته، وهم: مصور وكالة بال ميديا سامر حمد، مصور تلفزيون بيت لحم محيسن عمار، ومصور القدس دوت كوم عبد الرحمن يونس، واحتجاز طاقم قناة رؤيا (المصور والمخرج مؤمن شبانة، والمراسلة زينة صندوقة)، أثناء تغطيتهما لاعتداءات المستوطنين المتكررة على الأهالي في البلدة القديمة بالقدس في الواحد والعشرين من الشهر المذكور.

وأدان المركز في تقريره كافة الانتهاكات بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في فلسطين، مطالبا المجتمع الدولي بالإدانة العلنية للتدخل الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية والإعلامية وحماية الصحفيين الفلسطينيين، وبممارسة ضغط دولي فعّال على الاحتلال لإجباره على وقف انتهاكاته للحريات الإعلامية، وإطلاق سراح الصحفي محمد منى المعتقل إدارياً منذ السابع من أب 2013، الذي يخوض إضراباً عن الطعام منذ 42 يوماً مع باقي الأسرى الإداريين في السجون الإسرائيلية.

 هذا ورحب مركز مدى ’بتشكيل حكومة الوفاق الوطني كخطوة أساسية وعملية لإنهاء الانقسام البغيض’، وبعودة الصحف للتوزيع في شطري الوطن، مؤكدا على ضرورة إنهاء كافة تداعيات الانقسام على الإعلام، ووقف الانتهاكات بحق الصحفيين، وضمان حقهم في التعبير دون أية مضايقات.
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد