أصبحنا تجمعات سكانية و يبدو أن المسؤولين في فتح و حماس يبحثون عن تجسيد شرعيتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة ، الرئيس محمود عباس يطالب بتدخل عربي في قطاع غزة، وردت حماس عليه بالرئيس المنتهية ولايته، والكل يبحث عن ترسيخ شرعيته في منطقة حكمه وتحول الفلسطينيين في أماكن تواجدهم إلى تجمعات سكانية يدافعون عن أنفسهم من دون سند أو دعم إلا التضحية بأنفسهم من أجل البقاء على قيد الحياة.


مخيم اليرموك محاصر منذ 700 يوم ويعاني أهله الجوع والخوف، يموت إخوتنا في الدم واللجوء، أنه الظلم والنقص في الكرامة والعدل والرحمة والتضامن، والمسؤولية الأخلاقية منا قبل غيرنا.


إنها مسؤولية الدم فهم تركوا وحدهم ويدافعون اليوم عن أنفسهم وحيدين، ويبدو أن القدر يحاصرنا دائما، ويقضي أيضاً أن تبقى في المخيم مجموعة فلسطينية مقاتلة تنتمي لحركة حماس وتطلق على نفسها " اكناف بيت المقدس" هي من تدافع عن المخيم بقلة عددها وعتادها وبعض من شباب المخيم، يقاتلون داعش بما تبقى منهم من عزيمة وإرادة في حين ترك المخيم من آخرين تأمروا عليه.


يموت إخوتنا الفلسطينيين، هم من لحمنا ودمنا، لم تختلف ألوانهم وبشرتهم عنا هم منا، كنا وما زلنا نتضامن مع كل المظلومين و الجوعى في العالم، وإن إختلفت ألوانهم وجنسياتهم وهوياتهم، نحزن لظلمهم ونتضامن معهم، ونحاول مد يد العون لهم، فنحن المظلومين نمقت الظلم وغياب العدل والعدالة.


نوهم أنفسنا بأن القيادة قادرة على وضع حد لتجويع أهلنا في اليرموك، والعمل على تحييده وعدم زجه بالقتال، و تحميل طرف بعينه المسؤولية عن ما يجري وجرى من إدخال المساعدات الإنسانية قبل ذلك، منذ إندلاع الثورة السورية، لكن بعض من الفصائل الفلسطينية التابعة للنظام زجت بالمخيم في الصراع.


ليست هي المرة الأولى التي يحاولون تجويع أهلنا وقتلهم وحصارهم، هي لم تستطع حتى الآن وضع حد للأزمة الإنسانية والأخلاقية وتجويع أهلنا وموتهم البطيء.


ما زلنا ننتظر من القيادة التدخل بجدية، فما يجري يدفع للخيبة وعدم الثقة بالمسؤولين من فتح وحماس وبالقيادة وتصديقها، كل هذا الموت والحصار، وما نشاهد ونقرأ عنه في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي يوميا، ونداءات الاستغاثة، هل يجب علينا الانتظار حتى نشاهد مجازر داعشية رهيبة بين صفوف أهلنا في اليرموك؟


هل يجوز كل هذا الصمت الرهيب والمريب، وكأن هذا لا يجري أمام أعيننا، وبقعة جغرافية صغيرة، و كأنها مشاهد من فيلم سينمائي من العصور الغابرة.


مخيم اليرموك ما أبشع ما نرى، جوعى يموتون كل يوم، و برود أعصاب المسؤولين، كيف نكون مع أبناء شعبنا وأن نتألم لهم ونرثي حالهم، والوقت يمر من دون إنقاذهم، كل ما نسمعه من تصريحات ومناشدات المسؤولين بكل أطيافهم السياسية كلام فارغ أمام ناس ينتظرون الموت ذبحا من داعش أو يموتون جوعاً.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد