رفض الاعتراف مقابل السجن سنوات
محامي الأسير الحلبي يكشف لسوا تفاصيل أطول محاكمة بالعالم ويصفها بـ "الفضيحة العالمية"
كشف ماهر حنا محامي الأسير محمد الحلبي من غزة ، تفاصيل وآخر تطورات جلسات المحاكمة له، مشيرا إلى أن أقل إشكالية بهذا الموضوع تتمثل بالمدة التي وصلت إلى أكثر من 4 سنوات، حيث تعتبر أطول محاكمة منذ قيام إسرائيل.
وأشار حنا في تصريح خاص لوكالة سوا الإخبارية، إلى أن هناك 4 قرارات في ملف الأسير محمد الحلبي أسوأها هو القرار الأخير الذي أصدرته المحكمة بالحد من إمكانية كتابة المحامي للمرافعات داخل المكتب نفسه، مشيرا إلى أن ذلك لم يحدث في تاريخ إسرائيل وهو شيء لا يُصدق.
وأكد أن هناك 3 قرارات قبل ذلك تُشكل سوابق قانونية لم تحدث في تاريخ إسرائيل منذ قيامها، مضيفا: "أحد القرارات تسمح للدولة باستعمال نسخ عن ملفات، بادعاء أن هذه الملفات الأصلية منها هي سرّية".
وأوضح المحامي حنا أنه من الواضح جدا أن هذه الملفات "مزوّرة ومّغير فيها" وهذا يمكن ملاحظته بالعين المجردة، فيما يتحجج الإسرائيليون بأن النسخ الأصلية من تلك الملفات "سرية".
وتابع: "محاضر جلسات المحكمة التي أتواجد بها وأسجل شهود فيها، ومحاضر شهادة الأسير محمد الحلبي نفسه تم منعي من الاطلاع عليها وأخذها"، مؤكدا أن ذلك لم يحدث في التاريخ.
وقال إن ملف الحلبي لم يبرز فيه بيّنة موضوعية واحدة تدين الأسير، في المقابل أحضر محمد جميع الأدلة الموضوعية من خلال كل الشهود والأرقام والمستندات والتقارير العالمية والمحلية وللرقابة ولأشخاص داخل المؤسسة وخارجها، وكل ذلك يشهد بأن جميع ما يُنسب إليه غير صحيح.
وتابع حنا، إنه رغم كل ذلك ما زالوا مصممين على التمادي بالمحاكمة وبأن هذه القضية خطيرة، مؤكدا أن الإسرائيليين اقترحوا على الأسير محمد الحلبي منذ البداية أن يعترف مقابل اصدار حكم بالسجن 4 سنوات.
وأكد أن الحلبي رفض الاعتراف بأي من التهم الموجهة له، منوها إلى أن المحاكمة من الممكن أن تمتد لسنوات قادمة، وذلك من باب الضغط عليه وسحب اعتراف معين، فيما يتمادون بقرارات غريبة جدا. وفق تعبيره
وقالت عائلة الأسير محمد الحلبي إن المحكمة الإسرائيلية تنوي محاكمته فيما يُسمى بـ "الملف السري" في ظل عدم اعترافه بأي من التهم الموجهة له، فيما اعتبر المحامي حنا حدوث ذلك بمثابة "فضيحة عالمية"، مؤكدا أن إسرائيل تتجه إلى ذلك.
كما أكد حنا أن الأسير الحلبي تعرض للتعذيب وفي وضع صحي متدهور، حيث فقد 40% من السمع، ووضعه النفسي أيضا متدهور بسبب التمادي في الضغط عليه.
وأردف: "هناك منظمة في الخليل تعنى بتعذيب الموقوفين، زارت الأسير محمد الحلبي واستمعت منه، وأصدرت كتابا بأن ادعاءات الأسير لها أساس من الصحة وواضح أنها صحيحة".
وحسب المحامي حنا، فإن لائحة الاتهام تدعي أن الحلبي قام بتحويل 60% من كل برامج "وورد فيجن" لصالح حركة حماس ، معتبرا أن ذلك الاتهام غير مقبول وغير منطقي للغاية.
من جهته، أكد والد الأسير محمد الحلبي أن نجله المعتقل لدى الاحتلال الإسرائيلي تعرض إلى أطول محاكمة لأسير في العالم، حيث عُقدت له محكمة رقم 139 يوم 17 يونيو الجاري، موضحًا أن المحكمة رفضت إطلاع نجله والمحامي الخاص به على أي تفاصيل من المحاكمة.
وشدد الحلبي في حديث لوكالة سوا، على أن المحكمة الإسرائيلية أفادت بأن محاكمة محمد ستكون على ملف سرّي "لا يجوز لأحد الاطلاع عليه".
وقال والد الحلبي: "المحامي الخاص بمحمد توجه للعديد من الجهات القضائية والقانونية والهيئات للاعتراض على ما يجري"، مبينًا أن هذا الأمر مخالف لكافة القوانين والأعراف الدولية.
وجدد التأكيد على أن نجله تعرض للضرب والتعذيب ما أثّر على صحته وأدى لنقص نحو 20 كيلو من وزنه بشهادة مندوبة الصليب الأحمر في تل أبيب بعد زيارته في السجن، وهو ما قامت المحكمة بنفيه رافضة كل هذه الأدلة.
ومن المقرر أن تعقد المحكمة جلستها رقم 140 للنظر في قضية محمد في 30 يونيو الجاري، موضحًا أن آخر زيارة للعائلة كانت قبل حوالي 6 شهور ولم يسمح لها برؤية نجلها مجددًا.
وطالب الحلبي بالإفراج عن نجله "لأن ما يجري هو غير قانوني"، مجددًا مناشدته لكافة الجهات الدولية بالتحرك العاجل قائلًا: "ناشدت كل العالم وناشدت منظمات حقوق الانسان والامم والمتحدة وحتى أمينها العام غوتيريش ومنسق عملية السلام نيكولاي ملادينوف ، وطلبت منهم التدخل ولكن لا حياة لمن تنادي"."