غزة: سوق الورود يتراجع بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة
تبدو مشاتل الورود في غزة شبه فارغة من الغزيين رغم ميلهم المتزايد لاقتناء الورود في منازلهم ، هناك حيث تنتشر أحواض الورود بألوانها الزاهية ورائحتها العطرة التي تضفي على المكان جمالًا واضحاً مبددة جفاف الصيف الذي بات يغزو الأجواء.
جمال المكان لا يمنع التساؤلات وهي تتدفق في رأس الزائرين، هل وصل تأثير فيروس كورونا الى أسواق الورود، أم أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة ساهمت في ذلك؟
مشاتل فارغة
ويشير المزارع عمراني كرب الذي يوزع الورود على المشاتل في غزة إن أسواق الورود تعاني من تراجع واضح في القوة الشرائية جفاف بالآونة الأخيرة، مرجعاً السبب للأوضاع الاقتصادية السيئة وجائحة كورونا التي لم يسلم منها سوق الورود.
وأكد كرب أن الوضع الحالي لسوق الورود لا يشجع على شراء كميات كبيرة منها، أو إدخال أنواع جديدة في السوق، بسبب تراجع نسبة البيع في العام الحالي.
راحة ملموسة
وأوضح كرب بأن ارتفاع نسبة الملوحة في التربة والمياه ساهمت في ضعف جودة الورود المعروضة في السوق.
سهولة اعتناء
ولا يجد المزارع كرب صعوبة في الاعتناء بالورود، واصفاً العمل بالورود بالمهنة الممتعة والسهلة، مؤكداً أنه يطلع الزبائن على الطريقة الصحيحة للاعتناء بها.
وقال أن هناك نوعان من النباتات الأول يعيش في الظل ويمكن وضعه داخل المنازل في حين أن النوع الثاني يعيش في الشمس ولا يستغني عنها، مشدداً على ضرورة استخدام ماء الشرب في سقي النباتات للحفاظ عليها أكبر وقت ممكن.
ديكور وردي
جاذبية الورد وتوافقه مع الديكور الخشبي دفعت عمر صباح مالك لأحد المقاهي في غزة، إلي نشر الورود في المكان، لكن قلة إقبال الزبائن قللت من اهتمامه لاقتناء الورود التي تتطلب توفير ميزانية خاصة.
هواية حب
حب الاعتناء بالورود وتجميع أنواعها هواية يتشاركها حسن محمد 55 عاما مع زوجته وأولاده، فهو يجد في الاعتناء بها وجمع أنواعها النادرة والمعروفة متعة وراحة نفسية كبيرة، قائلاً أن هذه الهواية أثرت بشكل إيجابي على الأجواء داخل المنزل لتجعله أكثر هدوءاً وجمالاً.
وغالباً ما يعبر محمد عن حبه للأشخاص بإهدائهم بعض الورود التي يعتني بها، لافتاً إلى أن بائعي الورود باتوا يقصدون منزله ليعرضوا عليه أنواعاً جديداً.
ويرفض محمد الرأي السائد عند بعض الناس بأن الاعتناء بالورود يعبر عن ترف زائد وإضاعة للوقت، قائلاً أن عشق الورود والاعتناء بها يعكس الجمال الداخلي للشخص.
ملاحظة : هذا التقرير هو أحد مخرجات دورة فن التحرير الصحفي التي عقدها بيت الصحافة – فلسطين ، مؤخرا