محمد حمدان من عاشق للحياة البرية إلى صيد الأفاعي
التقرب من الطبيعة والحياة البرية يحتاج الكثير من الحب والشجاعة، فلا يكفي أن تجيد الجلوس أسفل الشجرة، قد تصادف أفعى سامة على سبيل المثال.
وقال الشاب محمد حمدان الذي يهوي صيد الأفاعي :" في أول لقاء بيني وبين الأفعى، تمالكني الخوف، وهو نفس الشعور الذي دفعني لالتقاطها، لتكون أول أفعى أحتفظ بها في منزلي داخل صندوق للأسماك، أغلقته بشكل محكم، رغم إلحاح والدي علي بأن هذا كائن مخيف وقد يلحق بي الأذى"
يعيش حمدان"27عاما" في مخيم جباليا المكتظ بالسكان، يلجأ للحياة البرية ليلتقط أنفاسه بحرية أكبر من زحام الأنفاس في المخيم، رأى الأفعى في الطبيعة للمرة الأولى في سن الثاني عشر، ولكن حب الطبيعة داخل الصغير كان يرفقه الشجاعة الكافية ليصطادها، ويعود بها للمنزل، وبذلك تجاوز مرحلة متابعة برامج الحياة البرية ليعيش التجربة على الواقع ويتفاعل مع البيئة بفعالية.
وأضاف: توجهت للمناطق البرية، في بيت لاهيا، ووداي غزة ، وخانيونس، ورفح، رغم ضيق ومحدودية المساحات البرية في قطاع غزة، كنت ألتمس الاختلاف في طبيعة المكان بين المناطق التي أزورها سواء في نوعية التربة أو حتى الحيوانات التي توجد بها.
تقرب حمدان من الطبيعة جعله يستشعر الفرق بين "الحرذون والسحالي" في الملمس، "فالحرذون" ذات جلد خشن و"السحلية" جلدها ناعم، ومع التأمل في الحياة البرية، لاحظ الفرق بين السحالي التي توجد في المناطق الرملية والمناطق الطينية، وثم أكتشف "ابن عرس أو نسناس" وهو حيوان يعيش في فلسطين، وكانت الصدمة عندما رأى الثعالب في أحد جولاته البرية فكان ذلك بمثابة اكتشاف جديد بالنسبة له حيث اعتاد دائماً على مصادفة الطيور والزواحف.
من عاشق للطبيعة لخبير في الأفاعي
واستكمل حمدان: "الأفاعي جزء من الطبيعة، كنت أمتلك العام السابق أكثر من 75 أفعى، أضعها في صناديق شفافة بين الأزهار والصخور في حديقة المنزل، وهذا المشهد يسعدني كثيرا، ثم أعيدها للطبيعة ، أما هذا العام فالانتشار محدود للأفاعي بسبب تأخر فصل الصيف".
كما يوفر حمدان للأفاعي وجباتها من الفئران والصيصان والعصافير بكل بساطة في فصل الصيف على عكس فصل الشتاء، وذلك وفق احتياجات كل أفعى بناء على حجم الفك لكل نوع، وفي الشتاء تحتاج الضوء للحصول على بعض الدفء.
وتابع: أعمل في بيع الأسماك وطيور الزينة، من المنزل وأذهب لسوق اليرموك وسوق الأربعاء في خانيونس، كما أخرج كل أسبوع مرة للمناطق البرية لصيد الأفاعي، أو بشكل مفاجئ عن طريق إبلاغي بوجود أفعى لدى أحد الأشخاص.
ويصيد حمدان الأفاعي غير السامة بيديه أما السامة فيستخدم العصا الخاصة بصيدها أو أي أداة أخرى تسهل المهمة عليه.
الأفاعي في فلسطين
وطالب حمدان بضرورة التوقف عن قتل جميع أنواع الأفاعي، مثل نوع "العربيد" الغير سام، ولكن هناك أنواع من الأفاعي التي يجب أن يعرف الناس خطورتها لكونها قاتلة، مؤكداً وجود نحو 27نوع من الأفاعي في فلسطين أخطرها "أفعى فلسطين".
وزاد: دائماً نحذر الناس منها وندعوهم لتجنب سمها القاتل، فهي منتشرة في كل مدن فلسطين، وفي قطاع غزة تنتشر في المناطق الشرقية والوسطى والمناطق الجنوبية، أما الأفعى الحمراء فتوصف بخفيفة السمية فلدغتها كلدغة الدبور.
توثيق رقمي للجولات البرية
أوضح حمدان :"في بداية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، شعرت ببعض التردد جراء ردة الفعل التي تنفر من كل عمل أو ممارسة غير مألوفة، ولكن سرعان ما تشكل لدي قاعدة من المعجبين والهواة للحياة البرية، كما تعرفت على مختلف أنواع الأفاعي الموجودة في فلسطين، من خلال التواصل مع المهتمين في هذا المجال ، وبذلك كانت مواقع التواصل الاجتماعي وتوثيق جولاتي البرية بالصوت والصورة الأثر الأكبر في خلق بيئة تواصل لعشاق الطبيعة في فلسطين"
هناك الكثير من المهتمين في عالم الحياة البرية الذين يتواصلون مع حمدان عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليرافقهم في رحلة، رغم أنه اعتاد على الخروج وحيداً والتوثيق بمفردة، ألا أنه أتاح الفرصة لمجموعة من الشباب وعمل على تنظيم رحلة بمسار منظم تشمل مناطق الأشجار ومناطق الثعالب.
يتمنى حمدان أن يمتلك مكان مخصص كمحمية يشمل جميع أنواع الزواحف في فلسطين، لحماية النوع، ليتعرف المواطنين على الأنواع المختلفة من الزواحف الطيور والحيوانات التي تعيش في فلسطين.
ملاحظة : هذا التقرير هو أحد مخرجات دورة فن التحرير الصحفي التي عقدها بيت الصحافة – فلسطين ، مؤخرا