غزة: التجارة الالكترونية تنتعش في مواجهة شبح البطالة
يعاني الخريجون في قطاع غزة من ندرة فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة في صفوفهم، مما دفع الكثير منهم الى التجارة الإلكترونية في محاولة لمواجهة هذه المشكلة المتفشية.
وقالت مصادر متعددة ان الانتعاش الذي تشهده التجارة الالكترونية بين الشباب جاء بسبب قلة التكاليف وعدم الحاجة لراس مال كبير.
وتؤكد المصادر نفسها ان التجارة الإلكترونية أصبحت أكثر دقة وسهولة في السنوات الأخيرة مع انتشار فرق التسويق المحترفة التي تركز على فهم سلوكيات المستخدمين.
ويتعلم المبتدئون في هذا المجال عبر الانترنت (اليوتيوب) والدورات المتخصصة لتعزيز مهاراتهم في التسويق وانجاح مشاريعهم.
وتشير ليال السعدي 23 عاما من مدينة الزهراء وسط قطاع غزة احدى العاملات عن بعد ان قلة فرص العمل في القطاع دفعها الى مجال التجارة الإلكترونية، مؤكدة انها تحاول كسب الزبائن بطرق متعددة من خلال صفحات التواصل الاجتماعي.
وتحدثت السعدي عن الصعوبات التي تعترض عملها خاصة دفع الضرائب واستغلال التجار للحصار المفروض على القطاع والتغاضي عن ارسال بعض الطلبيات او ارسال كل طلب بمفرده.
بدوره يؤكد عبدالرحمن الجديلي 27عاما انه اتجه للعمل عن بعد لتوفير حياة كريمة لاسرته في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة لافتا الى ان تخصصه الجامعي "وسائط متعددة" ساعده في تصميم صفحات لمواقع التواصل الاجتماعي وشعار خاص لشركات خارج القطاع.
ونوه الجديلي بأن العمل عن بعد يعتبر النافذة الوحيدة لتصدير الايدي العاملة في قطاع غزة والتعرف على مهاراتهم داعيا الجامعات الفلسطينية الى تحديث الخطة الدراسية والتركيز على التعليم المهني والتقني والتعليم التطبيقي لكي يستطيع الخريج مواكبة التطورات الحديثة.
وبالرغم من سلبيات العمل عن بعد كما يقول الا انه منفذ مهم للتواصل مع العالم الخارجي وتوفير فرص عمل للعاطلين للتخلص من البطالة.
ونوه الى ان التجارة الالكترونية تلعب دورا في التنمية الاقتصادية بشكل مباشر حيث يتراوح متوسط دخل العاملين عن بعد ما بين 500_1000دولار شهريا.
من جهته يؤكد الخبير الاقتصادي سمير أبو مدللة المحاضر في جامعة الازهر ان محدودية فرص العمل في القطاعين العام والخاص دفعت الشباب الى العمل بالتجارة الإلكترونية او ما يسمى "العمل عن بعد" للتخلص من شبح البطالة.
ونوه أبو مدللة الى تعدد اشكال التجارة الإلكترونية مثل المبرمج والمصمم وخدمة العملاء وإدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي.
ملاحظة : هذا التقرير هو أحد مخرجات دورة فن التحرير الصحفي التي عقدها بيت الصحافة – فلسطين ، مؤخرا