لعبة الكاراتيه: رياضة ذكورية أبطالها نساء

لعبة الكاراتيه رياضة ذكورية أبطالها نساء

ليس صعباً أن يفهم المرء ما كان يرنو إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال "علموا أولادكم السباحة ورماية وركوب الخيل ".

فالولد وإن لفظاً مذكراً لكنه يشمل الجنسين -وفق قواميس اللغة العربية - وبهذا وضع الفاروق لبنة جديدة في بناء أرسى حجر أساسه الحبيب محمد -صل الله عليه وسلم- حينما سابق زوجته عائشة، وسار الفاروق عمر على خطى قدوته ليوثق مبدأ في العدالة ينص على حق المرأة في ممارسة الرياضة، لكن المرأة لم تكتف بممارسة الرياضة بشكل عام، بل تعدت على رياضات لطالما ظلت حكرا ًعلى الرجال، لتسحب طرف الحزام الذي آثره الرجل لنفسه، واستطاعت أن تتزنر الحزام الأسود في لعبة الكاراتيه لتزيل باقتنائها له شعار هذه اللعبة "للرجال فقط".

وتروي "تسنيم لبد "مدربة الكاراتيه في معهد الشباب الفلسطيني للفنون القتالية، تجربتها مع هذه الرياضة بقولها: "والدي مدرب الكاراتيه شعبان لبد، وكأي طفلة كنت أحب مرافقته في كل مكان واتطلع بشغف إلى هذه اللعبة الشيقة وأرقب حركات اللاعبين عن كثب رغم أنني لم أكن أعرف شيئا ًعن قواعدها".

وتابعت " مع مرور الوقت أصبحت أشعر برغبة كبيرة لتعلم قواعد اللعبة فأخبرت والدي عن رغبتي في التعلم فتشجع كثيراً للفكرة وأخذ على عاتقه مسئولية تدريبي ومن يومها بدأت رحلتي مع هذه الرياضة الحبيبة لقلبي".

وأوضحت "لبد "أنها كانت تعاني من ازعاج بعض الناس الذين كانوا ينظرون إليها أنها عنيدة وتريد منافسة الأولاد في لعبتهم وهذا الأمر زادها تصميماً ورغبة في ممارسة اللعبة ، مضيفةً " أثبت لنفسي وللجميع جدارتي عندما حصلت على الحزام الأسود في اللعبة رغم صغر سنها فقد كنت وقتها في المرحلة الإعدادية وشاركت في كثير من المسابقات ففزت بتفوق لأتقلد الكثير من المداليات والكؤوس".

وذكرت "لبد "أن فوزها بالعديد من المسابقات رشحها للإعطاء دورات كاراتيه للبنات وأهلها لتصبح مدربة في هذه اللعبة منوهة ً" كنت أرغب بشدة بتدريب الفتيات انطلاقا ًمن حاجتهن لهذه الرياضة أكثر من الأولاد للدفاع عن أنفسهن وتمنحها هذه الرياضة الثقة بالنفس".

وتتمنى العشرينية لبد" أن يفهم الناس ضرورة تسلح الفتيات بسلاح الرياضة وعدم التوقف عنها بسبب العادات والتقاليد ".

وتأمل مدربة الكاراتيه أن تأخذ فرصتها كالمدربين الشباب لتشارك في الأولمبياد الدولية لتمثل فلسطين في هذه اللعبة بالمحافل العربية والدولية على حد قولها.

ومن الجدير ذكره أن" تسنيم لبد" ليست الوحيدة التي تمارس رياضة الكاراتيه في القطاع فمثيلاتها كثر لكنهن يرفضن الإفصاح عن اسمائهن بسبب العادات والتقاليد.

ملاحظة : هذا التقرير هو أحد مخرجات دورة فن التحرير الصحفي التي عقدها بيت الصحافة – فلسطين ، مؤخرا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد