"المعسكر الصهيوني" يأمل بالحصول على 8 وزارات في حكومة نتنياهو
القدس /سوا/ ذكرت تقارير صحفية عديدة، نُشرت في الأيام الماضية، أن قياديين في "المعسكر الصهيوني" لا يستبعدون أو ينفون إمكانية الانضمام إلى حكومة بنيامين نتنياهو المقبلة، رغم تصريحات أطلقها قادة هذا المعسكر، يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني وشيلي يحيموفيتش، بأن "وجهتنا نحو المعارضة".
ورغم أن احتمالات خطوة كهذه تبدو ضئيلة حاليا، وتوجس "المعسكر الصهيوني" من استخدام نتنياهو لأنباء حول ذلك لممارسة ضغوط على أحزاب اليمين لتليين مطالبها، لكن يبدو أنه في حال تأزم المفاوضات الائتلافية مع أحزاب اليمين، كما هو الحال الآن مع حزبي "البيت اليهودي" و"يسرائيل بيتينو"، فإن خطوة كهذه قد تخرج إلى حيّز التنفيذ بعد أسابيع.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، عن قيادي في "المعسكر الصهيوني" قوله إن "احتمالات خطوة كهذه ضئيلة حاليا، لكن ثمة إمكانية معقولة لأن نجد أنفسنا شركاء في ائتلاف نتنياهو بعد شهر ونصف الشهر أو شهرين. الآن، يحظر علينا أن نقدم على خطوة كهذه أو الشروع بمفاوضات لأن الانتخابات انتهت للتو وبسبب التصريحات الواضحة لهرتسوغ ويحيموفيتش بهذا الخصوص. لكن يحظر أن نحطئ، حتى لو كانت الاحتمالات منخفضة، فإن خطوة كهذه ما زالت على الطاولة بالنسبة لنا".
وشددت الصحيفة أن الحديث لا يدور عن تصريح لقيادي واحد فقط في "المعسكر الصهيوني"، وإنما هناك مصادر أخرى في حزب العمل التي قدرت أن مفاوضات مع نتنياهو يمكن أن تتحقق خلال الأسابيع المقبلة.
وقال أحد هذه المصادر إن "عددا ليس قليلا من أعضاء الكنيست يرون بأنفسهم مرشحون لمنصب وزير ولن يتنازلوا عن هذه الفرصة بسهولة. وواضح للجميع إنه ما زال من السابق لأوانه الحديث عن ذلك، لكن هذه خطوة واردة".
وقدّر المصدر نفسه أن "المعسكر الصهيوني" قد يحصل على 8 حقائب وزارية إذا انضم إلى ائتلاف نتنياهو، مضيفا أنه "توجد عدة إمكانيات تسمح للمعسكر الصهيوني بالنزول عن الشجرة. هذه ليست المشكلة. والسؤال هو ما إذا كانت هناك إمكانية حقيقية للانضمام، أم أن الحديث يدور عن خدعة يحاول الليكود من خلالها دحرجة هذا الأمر على حسابنا. ويحظر على المعسكر الصهيوني أن يشكل العجل الخامس (الاحتياطي) في حكومة يمين، لكن في حال بقاء البيت اليهودي وليبرمان خارج الائتلاف، سيسمح للمعسكر الصهيوني بالانضمام إلى نتنياهو من دون تفسير الأمر على أنه خيانة لتصريحات هرتسوغ".
ولفت عضو كنيست من "المعسكر الصهيوني" إلى أن "أي إعلان عن مفاوضات مع المعسكر الصهيوني سيفزع أحزاب اليمين ويخفض الثمن الذي تطلبه مقابل الانضمام للائتلاف... وفي حال اتضح أن نتنياهو جدي في نواياه، فإننا سنستفيد بشكل كبير. إذ أن حزب العمل موجود في المعارضة منذ سنوات طويلة. وعلينا الوصول إلى مواقع تأثير هامة أكثر وإحداث تغيير في الأجندة العامة من أجل تعزيز مكانتنا بين جمهور ناخبينا المحتملين. والانضمام إلى حكومة كهذه، بظروف معينة، من شأنه تعزيز مكانتنا".
ونقلت الصحيفة عن مصادر في حزب الليكود تأكيدها على أن إمكانية تشكيل حكومة مع "المعسكر الصهيوني" ما زالت واردة، رغم أنه لا توجد حاليا نية لإجراء مفاوضات بين الحزبين.
وكان رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، قال أمس إن حزبه لن يمنع ضم "المعسكر الصهيوني" للائتلاف إذا قرر نتنياهو القيام بذلك، رغم أنه اعتبر أن "هذا خيار غير واقعي".
ويشار في هذا السياق إلى أن تحليلات إسرائيلية أشارت إلى أنه على ضوء الأزمة المتصاعدة بين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته، فإن الولايات المتحدة ستكون معنية بتشكيل حكومة وحدة إسرائيلية، يشكل فيها "المعسكر الصهيونية" ما يوصف بأنه "ورقة تين" لحكومة اليمين ومحاولة للجم قرارات إسرائيلية منفلتة في حال تشكيل حكومة يمين ضيقة، وخاصة في مجال الاستيطان والعلاقات مع السلطة الفلسطينية وإدارة الصراع عموما. ووفقا لهذه التحليلات، فإن حكومة يمين ضيقة لن يكون لديها قنوات اتصال ناجعة مع الإدارة الأميركية.