عبدربه: السلطة ستعيد طرح المبادرة العربية لسلام في القمة العربية

رام الله /سوا/ كشف امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أمس الثلاثاء، بأن القيادة الفلسطينية تطالب القمة العربية المرتقبة في شرم الشيخ المصرية بالدعوة لعقد مؤتمر دولي مصغر للسلام برعاية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، وذلك استنادا للمبادة العربية للسلام التي طرحتها السعودية في القمة العربية ببيروت عام 2002.

ونفى عبد ربه إمكانية ان يتم سحب المبادرة العربية للسلام في القمة المنتظرة، مشددا على انه سيتم إعادة طرحها لتكون اساسا لعقد مؤتمر دولي مصغر للسلام.

وقال عبد ربه خلال تصريحات لصحيفة القدس ، "نحن نريد التأكيد على مبادرة السلام العربية لتكون هي الاساس لعملية السلام لأنها تشتمل على كل العناصر المطلوبة لعملية سلام متوازنة، خاصة وأنها تؤكد على ضرورة الوقف التام للاستيطان ودولة مستقلة على اساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وعلى ان تعطي الدول العربية مصادقتها على أية عملية سياسية تؤدي لتحقيق هذه الاهداف، ولذلك ما نطلبه هو التأكيد على هذه المبادرة التي ربما ينقصها الفاعلية السياسية التي تتطلب موقفا عربيا للدعوة لمؤتمر دولي مصغر للسلام يضم الدول الخمس دائمة العضوية وعددا من الدول الاوروبية ودول العالم ذات التأثير"، وذلك بمشاركة عدد من الدول العربية ذات الصراع المباشر مع إسرائيل.

وأضاف أمين سر اللجنة التنفيذية "هذا المؤتمر الدولي يجب ان يكون ذات طابع مستمر وان يكون في مقدمة اعماله المصادقة على مبادرة السلام العربية واعتمادها كمنطلق اساسي لكل العملية السياسية".

واشار عبد ربه إلى ان مؤتمر السلام الدولي المصغر بمشاركة ورعاية الدول الخمس دائمة العضوية هو جزء من المطالب الفلسطينية للقمة العربية المرتقبة في 28 و29 الشهر الجاري في مدينة شرم الشيخ المصرية، موضحا بان "هناك شبه اجماع دولي على عقد المؤتمر حتى الان، باستثناء غموض الموقف الاميركي والرفض الاسرائيلي".

وأوضح، ان موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاخير بشأن رفضه اقامة دولة فلسطين ليس غريبا كون ذلك الرجل حسم امره سابقا بانه سيعمل على منع قيام دولة فلسطين ما دام هو في السلطة، مستغربا ردود بعض الافعال سواء الفلسطينية او الدولية المستغربة موقف نتنياهو، مضيفا "كل سلوك حكوماته في السابق قائمة على هذا الاساس" .

وشدد عبد ربه على ضرورة ان تتوجه المجموعة العربية في الامم المتحدة لمجلس الامن "للمطالبة بقرار ملزم يصدر عن المجلس من اجل وقف النشاطات الاستيطانية وإلزام إسرائيل به".

مشيرا إلى ان "الاستعصاء السياسي" على صعيد عملية السلام بالمنطقة نتيجة ممارسات نتنياهو لا يمكن كسره إلا من خلال تدخل دولي متمثل بـ "قرار دولي ملزم بوقف الاستيطان وقرار يعترف بدولة فلسطين على اساس حدود عام 1967، وان تشكل مظلة دولية لعقد مؤتمر سلام محدود وفعال ودائم الانعقاد لمتابعة العملية السياسية".

وتابع عبد ربه قائلا "هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى نأمل من جميع الدول العربية ان تسعى من جانبها لإزالة اية عوائق وعقبات تقود لاستمرار الانقسام، لأننا يجب ان نسعى لتحقيق المصالحة الوطنية وترتيب البيت الداخلي، وبدون ذلك لا جدوى من اية عملية سلام او أي تحرك سياسي دولي"، مشيرا إلى ان هناك اتفاقيات وقعت للمصالحة الداخلية يجب ان تنفذ، ومتابعا " لا تزال هناك سياسات عربية متناقضة باتجاه الوضع في غزة و المصالحة الفلسطينية "، مضيفا "على تلك الدول ان تعمل على ان تقوم حماس بتنفيذ ما عليها ونحن نقوم بما علينا للوصول إلى صيغة شاملة لإنهاء الانقسام".

وأضاف،" لان ما هو ماثل امام اعيننا بان هناك مشروعا يجري تطبيقه باسم الهدنة والتهدئة لعدة سنوات، وذلك من اجل تحقيق حالة من الانفصال التام لقطاع غزة عن الضفة الغربية، وبهذا تحقق اسرائيل لنفسها هدفا ديمغرافيا وعدة اهداف سياسية".

وحول ما إذا تراهن القيادة الفلسطينية مرة اخرى على الادارة الاميركية، وخاصة على ضوء ما صدر من تصريحات بشأن إمكانية عدم عرقلة إدارة باراك اوباما استصدار قرار من مجلس الامن بالاعتراف بدولة فلسطين، قال عبد ربه " الموضوع ليس موضوع رهان على المواقف الاميركية، الموضوع ان الادارة الاميركية اصبحت تتحدث علنا بان سياسة نتنياهو تقوم على المراوغة والخداع وإضاعة الوقت" مضيفا "هذه اللغة يجب ان تتحول لأفعال حقيقية بالممارسة"، محذرا من خطورة ان تتحول عملية اللوم الاميركية لإسرائيل لعملية محدودة زمنيا وعمليا".

وعبر عبد ربه عن رفض القيادة الفلسطينية لما يشاع حول خطة اميركية لتقديم مشروع قرار لمجلس الامن الدولي بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية للانتقاص من السقف السياسي للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

وقال "نحن لسنا بحاجة لمقترحات اميركية للحل والتسوية وخفض مستوى العملية السياسية عبر ما يسمى بمشروع اميركي يقدم لمجلس الامن. نحن لسنا بحاجة لذلك على الاطلاق، نحن بحاجة ان تشجع الولايات المتحدة المجتمع الدولي على اتخاذ قرار قاطع وملزم بوقف الاستيطان وتشجع على تشكيل إطار وحشد موقف دولي لبدء عملية سلام حقيقية تحت مظلته".

واستبعد عبد ربه ان تتحول التصريحات الاميركية المنتقدة لنتنياهو وسياسته لمواقف عملية تنفذ على ارض الواقع خاصة وان إدارة اوباما في سنتها الاخيرة من ولايتها الثانية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد