المفاوضات ما زالت بعيدة
إسرائيل تعرض الإفراج عن أسرى بتهم بسيطة وحماس تُطالب بالمزيد
لا يزال ملف صفقة تبادل الأسرى بين حركة و حماس وإسرائيل يلوح في الأفق، دون كشفٍ مباشر عن تفاصيل ما يدور في كواليس المفاوضات.
تقارير إعلامية عبرية ذكرت خلال الأيام الأخيرة، أن فرص إتمام صفقة تبادل الأسرى تتصاعد، في ظل تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة وانتشار فيروس كورونا .
لكن تلك التقارير يُقابلها نفيٌ من مسؤولي حركة "حماس" مؤكدين أنها مضللة وتخاطب عائلات الجنود الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة في قطاع غزة ، بالإشارة أيضًا، إلى تلكؤ حكومة الاحتلال في إنجاز الصفقة.
وأخيرًا، قال مسؤول قريب من ملف مفاوضات الأسرى في حماس فضل عدم الكشف عن اسمه : "لا تقدم حقيقيا حتى الآن، هناك خطوات تحققت في الأسابيع الأخيرة"، وفق ما نقله موقع "عرب 48".
وتشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن المفاوضات تجري بين الجانبين، بوساطة ألمانية وروسية ومصرية أيضا، في حين تحدثت مصادر دولية عن الجهود الذي يبذلها المبعوث السويسري لعملية السلام في الشرق الأوسط، رولاند ستايننغر.
وقالت حماس إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية ، أكد في اتصال هاتفي الشهر الماضي مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أنها "مصممة على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في إطار التبادل الذي يمكن إنجازه إذا استجابت إسرائيل لمتطلبات هذا الأمر".
المسؤول المقرب من حماس، قال في تصريحات لـ"فرانس برس" إن العديد من الوسطاء "تواصلوا مع الحركة بهدف دفع المفاوضات لإنجاز صفقة تبادل بعد مبادرة الحركة الإنسانية"، التي أطلقها رئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، الشهر الماضي.
وكان السنوار قد طالب بالإفراج عن كل الأسيرات والأطفال والمرضى من سجون الاحتلال الإسرائيلي، مقابل إعطاء معلومات حول ما إذا كان الجنديان أحياء أم أموات.
وأعلن السنوار في مقابلة بثتها فضائية الأقصى التابعة لحماس في وقت سابق "يمكننا أن نقدم تنازلًا جزئيا في موضوع الجنود الأسرى، مقابل إفراج الاحتلال عن الأسرى كبار السن والمرضى، كمبادرة إنسانية في ظل أزمة كورونا".
مصدر في حماس، عقّب قائلاً: "إذا تم التوافق بشأن هذه الخطوة يمكن إرسال تسجيل صوتي أو فيديو، مثلما حصل في صفقة شاليط".
وأشار المصدر إلى "تقدم أكبر من أي فترة سابقة يمكن البناء عليه، وإذا التزم الاحتلال بمبادرة السنوار يمكن أن تتم خطوة عملية أولى بأقرب وقت ممكن".
فيما تقول مصادر فلسطينية إن إسرائيل عرضت على الوسطاء إدخال تسهيلات إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، مقابل معلومات حول حياة الجنديين.
ويؤكد المسؤول القريب من ملف مفاوضات الأسرى في حماس إنه وعلى الرغم من إنجاز خطوات إلا أن المفاوضات "ما زالت بعيدة". ويضيف "هناك خطوة يمكن البناء عليها لكنها بحاجة إلى تحرك من إسرائيل لإتمام الصفقة".
وبحسب مصدر من حماس قريب من المفاوضات، فإن العرض الإسرائيلي حتى الآن يشمل الإفراج عن عشرات الأسرى بتهم بسيطة، لكن حماس تطالب بالمزيد، فهي تريد الحرية للأسرى الذي يقضون أحكاما لفترات أطول.
ويقول الباحث المتخصص في "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" في معهد الدراسات الإسرائيلية التابع لمعهد أبحاث الأمن القومي، كوبي مايكل، إن إسرائيل فسرت مبادرة السنوار على أنه يشير إلى رغبة جديدة للتوصل إلى صفقة تبادل.
ورأى مايكل أن كلا الجانبين "يبديان جدية في المفاوضات" بشأن صفقة التبادل وأنهما "على استعداد لتقديم تنازلات"، ويضيف "أعتقد أنه في ظل الظروف الحالية لأزمة (كورونا)، نحن أقرب من ذي قبل".
ويؤكد المحلل السياسي المتخصص بشؤون حركة حماس، حمزة أبو شنب، أن لدى إسرائيل "عقبة كبيرة وهي أنها لا تملك معلومات حقيقية حول هدار غولدن وآرون شاؤول (الجنديان الإسرائيليان المعتقلان لدى حماس)".
ويضيف أن " بنيامين نتنياهو خائف من دفع ثمن كبير" في الصفقة. لكن "نتانياهو وغانتس مجبران على حل معضلة الأسرى لأنهما كانا مسؤولين خلال حرب 2014".
ويرى أبو شنب أن مبادرة السنوار أظهرت "مرونة" متزايدة لدى حماس تجاه إسرائيل. بينما يرى مايكل أن إسرائيل تأمل في أن يؤدي تبادل الأسرى إلى هدنة تضمن الهدوء على "حدود القطاع".
"إذا توصل الجانبان إلى مثل هذا الاتفاق، فسيكونان قادرين في النهاية على التوصل لاتفاقية أمنية أطول تستمر لبضع سنوات، يقول أبو شنب.