غزة: الميزان ينظم ورشة عمل حول الصحافيون وجائحة كورونا واستمرار الانقسام 

الميزان ينظم ورشة عمل حول الصحافيون وجائحة كورونا واستمرار الانقسام 

نظم مركز الميزان لحقوق الإنسان جلسة حوارية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة حول" الصحافيون وجائحة كورونا واستمرار الانقسام " وتأتي الجلسة ضمن مجموعة من الجلسات الحوارية التي تنفذها وحدة التدريب والاتصال المجتمعي.

ونظمت الجلسة عند حوالي الساعة التاسعة من مساء يوم الأربعاء الموافق 6/5/2020، عبر تطبيق (زووم) الالكتروني، ومن خلال البث المباشر على الفيس بوك. وشارك في الجلسة التي استمرت لساعتين (35) شخصاً من الصحافيين والإعلاميين وناشطين في مجال حقوق الانسان.

وشارك في الورشة الاستاذ عصام يونس مدير عام مركز الميزان لحقوق الانسان والمفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين، والدكتور تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، والاستاذ فتحي صباح مدير مركز تطوير الإعلامي في جامعة بيرزيت قطاع غزة ورئيس المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية، والأستاذة وفاء عبد الرحمن مدير عام مؤسسة فلسطينيات ورئيس تحرير شبكة نوى، وأدارت الجلسة منسقة وحدة التدريب والاتصال المجتمعي في مركز الميزان الاستاذة شيرين الشوبكي.

افتتحت الجلسة الأستاذة/ شيرين الشوبكي مرحبةً بالحضور والضيوف المتحدثين وهنأت جميع الحضور والإعلاميين باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من مايو من كل عام، وقدمت نبذة عن موضوع الجلسة الذي يتمحور حول حرية الصحافيين في ظل جائحة كورونا (كوفيد 19) والانقسام السياسي الفلسطيني ، مشيرة الى أنه ووفقا لدراسة أعدتها مؤسسة مراسلون بلا حدود حول حرية الصحافة في الدول لعام 2020 احتلت فلسطين الرقم 137 من أصل 180 وهو مؤشر خطر لاستمرار الانتهاكات بحق العاملين بالحقل الاعلامي، وأكدت على العبئ الواقع على الصحافيين في ظل هذه الجائحة واستمرار الانقسام السياسي وأثر ذلك على العمل الإعلامي. واختتمت بالسؤال الموجه للضيوف هل فعلا الصحافة في فلسطين تعمل بدون خوف أو محاباة في ظل الظروف الطارئة والظرف السياسي من انقسام واحتلال؟

وتناول الأستاذ عصام يونس في كلمته الترحيبية بالضيوف تهنئة عموم الصحافيين والعاملين في القطاع الإعلامي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. مؤكدا على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات واستمرار التواصل وطرح القضايا المهمة في ظل الظروف الطارئة التي يمر بها العالم. كما تناول التطورات التي تمر بها فلسطين من تدهور للحالة العامة في وضع حقوق الانسان والوضع الإنساني والسياسي، والانتهاكات المستمرة من الاحتلال وما نشهده من تطور خطير وحسم قضايا كبرى من تقسيم وضم للأراضي وفصل المناطق، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يبقى شعب واحد ولا يقبل بتلك القرارات او التلويح بأي ضم وتقسيم للأراضي .

وأشار يونس الى دور الصحافيين المهم في صراع الحقيقة التي يسعى لها شعبنا الفلسطيني، حيث دفع الصحافيون ثمنا باهظا جدا منذ سنوات طويلة من انتهاكات وتعرض مباشر لحياتهم وعملهم لإخفاء الحقيقة أمام غياب المحاسبة والفعل الدولي لما يقترفه الاحتلال.

كما تطرق يونس إلى أهمية حماية حرية الصحافيين أيضا في ظل جائحة كورونا، وضرورة الالتزام بالشفافية من قبل الجهات الحكومية ونشر المعلومات الصحيحة والمكتملة بما يقضي على الشائعات ويعزز النسيج المجتمعي وكذلك ضرورة احترام الحقوق والحريات ولاسيما حرية التعبير والنشر وعدم اعتقال أو استدعاء أي مواطن على خلفية ممارسة حقوقه المنصوص عليها في القانون.

وأكد أ.عصام يونس على أن حرية التعبير أصيلة وهي ضمان للمشاركة الفاعلة للمواطنين، وأنه لا يمكن الحديث عن مجتمع ديمقراطي دون إعمال حرية الصحافة فهي نقطة البدء لأي فعل أخر، وبدونها لا يمكن الانخراط في دائرة الفعل السياسي والاجتماعي.

بدوره استعرض الدكتور/ تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين دور النقابة في تعزيز أمنهم وحماية حرية عملهم حيث أكد أن حرية التعبير حق ينتزع ولا يمنح من أحد، ويجب على الصحافيين الحفاظ على حريتهم بكل ما أوتو من قوة.


ووضح د. الأسطل أن الانقسام فرض نفسه على العمل الصحفي وحرية الرأي والتعبير بسبب تعرض الصحفيين للضغوطات والاعتقالات نتيجة عملهم وأن هناك محاولات واضحة لتكميم الأفواه ولا يكاد يخلو أسبوع بدون مضايقات أو استدعاءات للصحفيين.

وأشار الى أنه لا مساومة على حرية العمل الصحفي والإعلامي في فلسطين وستقف النقابة دائما بجانب الصحفي وتنصره وتدعمه في ظل هذا الواقع. مؤكدا أن نقابة الصحفيين لم تنقسم ولم يصلها وباء الانقسام كجسم واحد في كل محافظات الوطن، وأن نقابة الصحافيين تتعامل مع كافة الصحفيين الأعضاء بالنقابة وغير الأعضاء بحيادية تامة ولا تميز بينهم حسب انتماءاتهم السياسية.


وتحدث د. الأسطل عن دور النقابة في ظل جائحة كورونا، حيث توجهت نقابة الصحفيين إلى كافة المؤسسات الإعلامية وسلمتها ملابس ومعدات السلامة والوقاية من فايروس كورونا.

وذكر أن هناك أكثر من 800 انتهاك خلال العام الماضي على الجسم الصحفي مؤكداً أنه رقم كبير ويحمل النقابة واجب الوقوف والمسانده للصحافيين.

فيما تناولت الأستاذة وفاء عبد الرحمن مدير عام فلسطينيات ورئيس تحرير شبكة نوى الحديث حول العقبات والتحديات التي تواجه الاعلاميات الفلسطينيات في ممارسة العمل الصحفي. حيث ذكرت أن الانقسام في جسم نقابة الصحفيين، بالرغم من كل المبادرات التي طرحت لإنهاء هذا الانقسام، يعتبر من أهم التحديات، إضافة الى عدم اجراء انتخابات داخل النقابة يعد أكبر انتهاك للصحفيين والصحفيات.

وأكدت أن الاحتلال هو أصل كل الشرور ويتحمل مسؤولية كل ما يجري، عدا عن تعرضه المتعمد لحياة الصحافيين وحريتهم وتسهيل مهام عملهم وتهديدهم واعتقالهم مقابل صمت دولي وغياب مسائلة حقيقية.

وأشارت أ. عبد الرحمن في نهاية الحديث أن (اليونسكو تقول أن عام 2020 هو عام ممارسة الصحافة بدون خوف وبدون محاباة) فيما نحن لا نمارس الصحافة بدون خوف وبدون محاباة.

واستعرض الأستاذ فتحي صباح مدير مركز تطوير الإعلامي في جامعة بيرزيت قطاع غزة التحديات والعقبات التي تواجه كافة الإعلاميين في العمل الصحفي في فلسطين في ظل حالة الطوارئ، وأعرب عن تخوفه ان تثبت حالة الطوارئ أوضاعاً جديدة تنتهك من حرية الصحافة وحرية التعبير بالإضافة الى ما يعانيه الصحافيين من أثار الانقسام على حرية العمل الصحافي والحق في حرية الرأي والتعبير.

وأشار أن مواجهة فايروس كورونا وطريقة التعامل معه من قبل الصحفيين تعتبر أكبر التحديات التي تواجه الصحفي الفلسطيني اليوم لما يقع عليهم من واجبات الحفاظ على سلامتهم وسلامة عملهم مع ما يضمن حقهم وحريتهم في نقل الحقيقة وأيضا الحصول على المعلومة الصحيحة والشفافية في نقلها وتلقيها. وأكد صباح أنه يجب أن تجرى الانتخابات في نقابة الصحافيين وأن تمثل الصحافيات بقائمة خاصة بهن.

وتخلل الجلسة نقاش مطول ومجموعة من الأسئلة وتفاعل كبير حول حالة حرية الصحافة والعمل الصحفي، وأيضا دور نقابة الصحافيين والمشكلات التي تحول دون إجراء انتخابات لتجديد مجلس نقابة الصحافيين. كما تطرق النقاش للإجراءات التي يجب اتخاذها من قبل السلطة ومنظمة التحرير فيما يتعلق بالانتهاكات الواقعة على الصحافيين داخليا وخارجيا.

وانتهت الجلسة إلى مجموعة من التوصيات أبرزها الحاجة لقانون جديد عصري يوفر كل الحماية للصحافيين بما ينسجم والقواعد الدولية. والإعلان عن خطط واضحة وإجراءات عملية للوقوف على الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيين خاصة الجرحى منهم. وإزالة كل التحديات والمبررات السياسية أو القانونية التي تقف أمام تجديد الانتخابات في نقابة الصحافيين بشكل دوري. وضرورة التنسيق وتجاوز حالة الانقسام السياسي في ظل تحدي الجائحة. وجاءت هذه الورشة ضمن أنشطة المركز الرامية لنشر وتعزيز ثقافة القانون الدولي الانساني وحقوق الإنسان.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد