بالأمس جرى إتصال بين الرئيس أبو مازن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان , بهدف التهنئة المتبادلة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك , وقبل ذلك إتصل رئيس المكتب السياسي ل حماس إسماعيل هنية بأبو مازن لنفس الهدف , وبعده بساعات إتصل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس خالد مشعل لنفس الهدف أيضاً , وربما إتصل بعض القيادات من حماس أو من الدول المحسوبة على الإخوان بالرئيس أبو مازن أو بمن ينوب عنه دون أن نقرأ الخبر على وسائل الإعلام , وكل ذلك بهدف التهنئة بشهر رمضان المبارك , وهذا بالطبع جيد , وربما ي فتح للناس قبص من نور في نفق الإنقسام , ولكن الأمر الملفت للنظر والغير جيد , هو أن هذه الإتصالات العلنية والغير علنية هي محللة للقادة ومحرمة على الناس..
اليوم الموظف في غزة أصبح يجسد الإنقسام رغم عن أنفه , سواء كان موظف حكومة غزة أو موظف حكومة رام الله , لأنه وبكل صراحة محظور من أي إتصال بأي طرف آخر ومعادي بحسب وصف الساسة , ومحظور من أي علاقة سواء إجتماعية أو عملية من أي طرف آخر ومعادي بحسب وصف الساسة أيضاً , فموظف حكومة رام الله أصبح يمشي بجانب الحائط وذلك حفاظاً على راتبه , وموظف حكومة غزة أصبح يمشي فوق الحائط لأنه مطالب منه أن يرى كل شيئ بوضوح , وإن لم يفعل ذلك فهو يعتبر خارج عن النظام الأمني والذي أعطاه الحق في الوظيفة دون باقي الناس , والى جانب الموظف أيضاً فالحظر يطال نسبة كبيرة من الناس وخاصة المنتفعين من المساعدات والشؤون الإجتماعية وما شابه , فاليوم الناس في غزة يمشون بجانب الحائط خوفاً على مصالحهم والتي تعتبر مصدراً وحيداً لرزقهم , وكل ذلك بسبب خلافات سياسية بين القادة لا تظهر إلا وقت التقاسم الوظيفي , أما في المواسم والأعياد , فتتحول هذه الخلافات الى علاقات دافئة وتهاني .
إذا كانت الأتصالات بين القادة والمفترض بأنهم منقسمين تعبر عن الحب والإخوة وتبادل التهنئة بشهر رمضان المبارك , إذاً فالشعب هو السبب في الإنقسام!! وإذا كانت الإتصالات بين القادة لا تعبر عن الحب , وهي مجرد بروتوكولات , فهذا يعني نشر ثقافة الإنقسام والقبول والرضا بما يحدث على أرض الواقع , وبناء على ذلك , وفي كلا الأحوال , فأنا أضع عنواناً مناسباً لهذه الإتصالات , ولا أجد عنواناً سواه , وهو , كل إنقسام وأنتم بخير..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية