معاريف: إسرائيل بعثت رسالة حازمة ورادعة لحزب الله والأخير رد بجراءة
قال صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الجمعة، إن إسرائيل بعثت رسالة حازمة ورادعة لحزب الله باستهداف سيارة تقل نشطاء من الحزب يعملون على تهريب العتاد المتطور من إيران عبر سوريا إلى لبنان، ولكن هذه الرسالة انتهت برد جرئ من الحزب اللبناني ليؤكد أن إسرائيل أيضًا مردوعة.
جاء ذلك في مقال نشرته "معاريف" للكاتب الإسرائيلي ألون بن دافيد، تحدث فيه عن التطورات الميدانية الأخيرة على الجبهة الشمالية خلال الأيام الماضية، والتحركات العسكرية لمقاتلي حزب الله اللبناني.
وقال ابن دافيد إنه "بعد أن نتفرغ من فزع كورونا ، سنجد أن حزب الله يتحدى ردعنا أكثر فأكثر"، مشددا على ضرورة أن "يعيد الجيش الإسرائيلي النظر في سياسته على الحدود الشمالية".
أقرأ/ي أيضاً: يديعوت: الجيش الإسرائيلي يستعد لعمليات تسلل مُسلحة من غزة
وأشار بن دافيد إلى أن حادثة الأسبوع الماضي، جاءت كتذكير لميزان "الردع المتبادل الهش"، الذي نشأ مع حزب الله، معتبرا أنه تحت غطاء وباء كورونا الذي يلقي بظلاله على الجميع، اختفت الرسالة الخطيرة التي كانت تنطوي عليها أحداث قطع السياج من قبل عناصر حزب الله.
وأكد الكاتب الإسرائيلي أن حزب الله فرض منذ آب/ أغسطس الماضي معادلة ردع ضد إسرائيل، نجحت في منع تل أبيب من المس بنشطاء الحزب، حتى لو وقع الهجوم على الأراضي السورية، مشيرا إلى أن مشاهد استهداف السيارة، أظهرت أن عناصر حزب الله ينزلون من المركبة بارتياح وليس فزع، ما يعني أنهم لم يتفاجؤوا من القصف.
ولفت إلى أن المشاهد أظهرت عناصر الحزب يعودون إلى المركبة، لإخراج الحقائب التي تركوها خلفهم، وكأنها يقولون: "نحن نثق من أطلق الصاروخ الأول، لأنه لم يقصد المس بنا".
وذكر أن حزب الله استغرق 48 ساعة لإخراج الرد إلى حيز التنفيذ، مبينا أنه "بعد غروب ليل السبت الماضي، تقدم ثلاثة من عناصره في مسارات خفية نحو الحدود، وفتحوا ثلاث ثغرات في السياج، دون ملاحظة نقاط المراقبة التابعة للجيش الإسرائيلي".
واستكمل قائلا: "انصرفوا مخلفين وراءهم أكياس نايلون، مع عقدة من الأسلاك الكهربائية وبقايا آلة شفط الغبار، ووصلت قوات الجيش الإسرائيلي بسرعة إلى الثغرات، لكنها لم تجد أحد"، موضحا أنه "ينبغي عدم المفاجأة من قدرة حزب الله على تحليل النقاط الميتة في الرقابة الإسرائيلية، والاقتراب من السياج دون انكشاف".
وأرجأ ابن دافيد ذلك إلى أن رجال حزب الله معظمهم من أبناء المنطقة، ويعرفون كل سبيل وقناة حول قراهم، معتقدا أن الرسالة التي نقلها الحزب، أنه "يمكن الوصول إلى البلدات الإسرائيلية".
وزعم أن حزب الله كان يتطلع إلى إنتاج الصواريخ الدقيقة من الألف إلى الياء على الأراضي اللبنانية، لكن استهداف إسرائيل لخلاطة وقود صلب في آب/ أغسطس الماضي، بالعاصمة بيروت، عرقل هذا الطموح، ولكن هذه الأحداث لم تردع الحزب عن خططه، والتنازل عنها. وفقاً لما اورده موقع "عربي21"
بالمقابل، فإن إسرائيل أيضا لا يمكنها التنازل في هذا الموضوع، لأن قدرة حزب الله على توجيه ضربة دقيقة للمنشآت الاستراتيجية، ستخلق ميزان رعب، لن تتمكن تل أبيب من التعايش معه، بحسب الكاتب الإسرائيلي الذي لفت إلى أن الطرفين يفهمان بأن الصراع على مشروع الدقة كفيل بـن يحملهما إلى المواجهة.
وأشار الكتاب الإسرائيلي إلى أن ضباط البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ينشغلون في الوقت الحالي بتحليل مراكز نقل عدوى مرض كورونا، لكنهم مطالبون بالعودة للانشغال بما يعتبر التهديد الأهم والأكثر جدية على إسرائيل، والمتمثل بتحركات حزب الله اللبناني.