التغير المناخي قد يؤدي إلى موجة جديدة من الأوبئة الفتاكة

التغيير المناخي

تسببت احتمالات انتشار مزيد من الأوبئة التي يمكن أن تحصد أعدادا متزايدة من البشر في المستقبل، بإشعال موجة من الخوف غير المسبوقة حول العالم، كما دفع عدداً من العلماء الى إطلاق تحذير جديد من أن التغير المناخي قد يؤدي الى موجة جديدة من الأوبئة التي قد تفتك بالبشرية مستقبلاً.

ولا يزال العلماء ينهمكون في البحث على مدار الساعة من أجل التوصل إلى علاج أو لقاح مضاد لفيروس " كورونا "، في الوقت الذي تجاوز فيه عداد الإصابات مستوى المليوني إصابة حول العالم، فيما سجلت عدد من الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفيات بعشرات الآلاف من المتأثرين بهذا الفيروس، وفق قناة العربية.

يشار إلى أن أعداد الإصابات بفيروس "كوفيد 19" يقترب حالياً من مليونين ونصف المليون، أما عدد الوفيات على مستوى العالم فتجاوز 160 ألفاً، فيما تستحوذ الولايات المتحدة على العدد الأكبر من الإصابات والوفيات على مستوى العالم حالياً.

ونقلت جريدة "ديلي ميرور" البريطانية في تقرير مطول عن مجموعة من العلماء تحذيرهم من أن التغير المناخي الذي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض قد يؤدي إلى ذوبان جبال جليدية متجمدة منذ مئات السنين، وهو ما قد يؤدي إلى ظهور سلالات غير معروفة من الفيروسات والبكتيريا والجراثيم المتجمدة تحت ذلك الجليد، والتي يمكن أن تنتقل إلى البشر ويؤدي إلى موجات جديدة من الأوبئة.

ويسود الاعتقاد في أوساط العلماء والأطباء أن فيروس "كورونا" انتقل إلى البشر لأول مرة من حيوان أليف في الصين إلى المريض الأول الذي كان في إقليم "ووهان" والذي انتشر الفيروس بين البشر بواسطته وسرعان ما تبين أن الفيروس خطير وقد يؤدي إلى وفاة المصاب.

ويشير العلماء الذين نقلت عنهم الصحيفة البريطانية، إلى أن ذوبان الجليد في العالم قد يؤدي إلى ظهور وانتشار فيروسات متجمدة منذ آلاف السنين، ويستشهدون على ذلك بأنه "قبل 4 سنوات توفي طفل يبلغ من العمر 12 عاماً في سيبيريا بعد إصابته بالجمرة الخبيثة حيث يُعتقد أن العدوى انتقلت إليه من حيوان توفي قبل 75 عاما بالمرض وبقيت جثته متجمدة طوال هذه المدة حتى حدوث موجة صيف حارة أدت إلى نشاط الفيروس ومن ثم انتقاله إلى ذلك الطفل".

كما أصيب 20 شخصا آخرون أيضاً بالجمرة الخبيثة واستدعى الأمر تلقيهم العلاج في المستشفى بعد أن انتقلت إليهم العدوى، بحسب الصحيفة.

ويظهر تحليل العلماء أن الجمرة الخبيثة كانت متجمدة في جثة حيوان ميت منذ 75 عاماً، وعند ذوبان الجليد الذي كان يغطي جثة الحيوان عاد فيروس الجمرة الخبيثة إلى الحياة من جديد، حيث يسود الاعتقاد بأن الفيروس تسلل إلى الجليد المذاب والذي وجد طريقه إلى إمدادات المياه ومن ثم دخل في سلسلة غذاء بشري أدى إلى إصابة الأشخاص الذين أصيبوا ومن بينهم الطفل ذو الـ12 عاماً الذي توفي بسبب المرض.

ويقول العلماء إن أكثر من مليون شخص قتلوا بسبب فيروس الجمرة الخبيثة في بدايات القرن الماضي، وهو ما يدفعهم إلى الاعتقاد بأنه يوجد حالياً آلاف الجثث التي تحمل هذا الفيروس في أماكن مختلفة تحت الجبال الجليدية والأماكن المتجمدة من العالم، وفي حال ذوبان الجليد فإن هذه الفيروسات سوف تجد طريقها إلى البشر مجدداً وتعاود الانتشار.

ويعتقد العلماء تبعاً لذلك أن يشكل ارتفاع درجات الحرارة على الأرض وذوبان الجليد بداية لموجة جديدة من الفيروسات القاتلة التي قد تهدد البشرية بأكملها، بحسب تقرير "ديلي ميرور".

وينتهي العلماء إلى الإشارة أيضاً إلى أن ذوبان بعض جبال الجليد والتغير المناخي في بداية القرن الماضي كان أيضاً السبب وراء وباء "الانفلونزا الإسبانية" الذي أدى إلى مقتل نحو 50 مليون شخص خلال الفترة بين العام 1918 والعام 1920.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد