التقرير الأسبوعي للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية

بؤر استيطانية في القدس - أرشيف

رصد تقرير الاستيطان الأسبوعي الذي يعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، اليوم السبت، مخططات سلطات الاحتلال الإسرائيلي لضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس من جهة، واتخاذ الخطوات التمهيدية لبسط السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت من جهة أخرى.

وأشار التقرير الذي يغطي الفترة من (11-17 نيسان الجاري) بهذا الخصوص، إلى أن حكومة الاحتلال تواصل استغلال أزمة " كورونا "، لتثبيت أقدامها ومخططاتها، حيث تعتزم الربط بين مستوطناتها في مدينة القدس المحتلة عبر مد خط سكة حديد للقطار الخفيف.

وتفيد المصادر بأن مداولات أجرتها ما تسمى "باللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" تظهر دخول القطار الخفيف لمستوطنة (أرمون هنتسيف) المقامة على جبل المكبر شرق القدس في خطة، تهدف إلى زيادة وتكثيف البناء الاستيطاني بنسبة كبيرة، وجذب مزيد من المستوطنين عن طريق توسيع بناء المنازل الاستيطانية.

وكان "المركز العربي للتخطيط البديل" داخل أراضي عام 1948 قد كشف قبل أيام عن مخطط تهويدي بدأ الاحتلال التحضير له لبناء خطي سكة حديد تربط التجمعات اليهودية بتخوم المسجد الأقصى المبارك ، الخط الأول تحت الأرض يصل ما بين الجزء الغربي من مدينة القدس المحتلة ومنطقة باب المغاربة، وصولا إلى تخوم المسجد الأقصى، والثاني سكة حديد فوق الأرض تجوب أحياء القدس المختلفة، وفق وكالة وفا.

وينضم هذا المخطط إلى سلسلة مشاريع أخرى تنفذ بالخفاء في القدس، مثل "نفق الهيكل" الذي يمتدّ تحت أحياء البلدة القديمة ويهدد سلامتها واستقرارها ، ومشروع "مدينة داوود" الذي تهدد منشآته المختلفة حيّ سلوان ومنطقة باب المغاربة ".

وكشفت بلدية الاحتلال في القدس عن مشروع استيطاني على أراضي جبل المكبر جنوب القدس المحتلة بواقع 410 وحدات استيطانية، ومرافق عامة وفندق 100 غرفة، وربط الحي الاستيطاني الجديد بشبكة القطار الخفيف وتلك الشبكة العامة بسكة الحديد حتى 2024.

كما قررت ضمن مخططاتها الاستيطانية التي لا تتوقف ايداع مخطط استيطاني في مستوطنة "جيلو" جنوب المدينة.

ويتضمن المخطط الذي يركز على بناء 1300 وحدة سكنية استيطانية، و 100 الف متر مربع للمباني العامة، و25 الف متر مربع مناطق تجارية، و20 الف متر مربع لمشاغل و15 الف دونم مناطق مفتوحة، ومخطط بمساحة 83 دونما شمال شرق المستوطنة قرب مسارين للقطار الخفيف لاقامة مدرسة ونادي رياضي وثقافي.

كما يتضمن المخطط اقامة ثلاثة "دواوير" تشكل مدخل الحي الجديد تقام في محيطها محال تجارية ومشاغل، ويتضمن المشروع بناء 10 مبان سكنية بارتفاع 10-12 طابقا، وسبعة ابراج من 25-35 طابقا تشكل بديلا عن مركز الاستيعاب القديم المكون من حوالي 290 وحدة سكنية.

في الوقت ذاته، تواصل سلطات الاحتلال سياسة التضييق على المواطنين الفلسطينيين في القدس. فقد حررت شرطة الاحتلال نهاية الأسبوع مخالفات مالية للمشاركين في المظاهرة الأسبوعية في حي الشيخ جراح بقيمة خمسة آلاف شيقل.

وكانت الشرطة قد حاصرت سبعة متظاهرين واستولت على هوياتهم وحررت لكل واحد منهم مخالفة قيمتها 5 آلاف شيقل، بمجموع 35 الف شيقل. ويتظاهر اهالي الحي منذ عام 2009 مع نشطاء من اليسار الاسرائيلي ومتضامنين اسبوعيا، ضد سياسة الاستيلاء على المنازل في الحي لصالح المستوطنين ، واستمرت التظاهرة خلال الشهرين الأخيرين "منذ الاصابات في الفيروس" وضمن الشروط والاجراءات المتبعة.

وكان المتظاهرين تواجدوا ضمن الاجراءات الوقائية من فيروس كورونا بوضع الكمامات والحفاظ على مسافة تتجاوز المترين، علما أن كافة القرارات التي اتخذت لتقييد الحركة خلال الأسابيع الماضية لم تمنع التظاهر.

وفي القدس كذلك وعلى خلفية الكثير من ممارسات الاحتلال، حذرت قيادات مقدسية من استغلال الاحتلال الإسرائيلي وصول فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" إلى الفلسطينيين في القدس الشرقية؛ لإعلانها مناطق "موبوءة" وبالتالي إغلاقها بشكلٍ كامل، الأمر الذي يمكن ان يمهد في المستقبل لتطهير عرقي وديمغرافي صامت للفلسطينيين في عدد من أحياء المدينة على ايدي سلطات الاحتلال، حيث ان هناك مناطق مستهدفة على المستوى السياسي والأمني في القدس الشرقية، كـمنطقة سلوان، والبلدة القديمة، والطور، ومناطق مكتظة أخرى ومساحاتها ضيقة في مخيم شعفاط وقلنديا وكفر عقب، هذه المناطق بالتحديد، اضافة إلى كافة الأحياء العربية الفلسطينية في القدس تسعى اسرائيل للوصول الى إفراغها من سكانها بمبررات كثيرة، ولكن الخطر الكبير هو استغلال الاحتلال فيروس "كورونا"، وانتشاره في هذه المناطق للإعلان عنها كمناطق موبوءة، وصولا الى مبرر لتطهير عرقي واسع وسريع لهذه المناطق.

ويواصل المستوطنون استفزازاتهم ضد المواطنين الفلسطينيين مستغلين في ذلك حالة الطوارئ التي تعيشها الاراضي الفلسطينية.

ففي الوقت الذي يتم فيه تقييد حركة المواطنين في وادي قانا في ضوء تعليمات حالة الطوارئ، التي اعلنتها الحكومة الفلسطينية ومنعت الفلسطينيين من التنزه في الوادي وذلك ضمن الإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس كورنا الخطير، إلا ان المستوطنين من المستوطنات المحيطة يستغلون ذلك للتواجد المكثف في الوادي، ما بات يشكل خطرا على صحة المواطنين في تلك المنطقة، التي تقع بين ثلاث محافظات، هي: نابلس ، وقلقيلية، وسلفيت، ويزيد من احتمالية نقل الفيروس للمزارعين الفلسطينيين، الذين صمدوا بالوادي، بالرغم من كل محاولات الطرد المستمرة لهم من قبل قوات الاحتلال.

وبهذا الصدد، نوه التقرير إلى أن المستوطنات المحيطة بالوادي قد أصبحت وفقا لرئيس بلدية دير استيا بؤرا لفيروس "كورونا"، وهو ما تؤكده الإحصائيات في هذا المجال فضلا عن ان المستوطنين في المستوطنات المجاورة لا يلتزمون بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، ويتجولون في الوادي بشكل استفزازي على شكل جماعات ما يشكل خطرا على المزارعين الفلسطينيين الذين يزيد عددهم على 70 مزارعا من أصحاب بيارات، ومن مربي النحل والرعاة.

ويقول المواطنون في الوادي والمناطق المحيطة أنهم اصبحوا يعيشون في حالة من الخوف عند القدوم إلى الوادي للعناية بمزروعاتهم الشتوية فما يشاهدونه من المستوطنين يثير قلقهم خاصة أن الوادي محاط بثماني مستوطنات انتشر فيها الوباء.

وفي تطور لافت، اعتدى مستوطنون ينتمون الى منظمة "شبيبة التلال" الإرهابية على فلسطينيين الاسبوع الماضي وأحرقوا مركبتين كانتا في المكان قرب "شارع 90" في الأغوار المحتلّة.

وكان أعضاء "شبيبة التلال" ملثّمين وقذفوا حجارة على الفلسطينيين ورشّوا عليهم غازًا مسيلا للدموع. وكان جيش الاحتلال قد جمع عشرين عضوًا في هذه المنظمة الإرهابية، ووضعهم في الحجر المنزلي، في منشأة تابعة له قرب مكان الاعتداء، بسبب احتمال تعرّضهم للإصابة بالفيروس، وقد زوّدهم بالأسرّة والطعام ومولّد كهرباء ومعدات إضافيّة، وقبل أن يصلوا إلى المنشأة فروا من الحافلة العسكريّة التي كانت تقلّهم، وقاموا بالاعتداء على الفلسطينيين.

ومن الجدير ذكره، أن اعتداءات المستوطنين تتم بغطاء وإسناد من جيش وحكومة الاحتلال، وأسفرت خلال السنوات الأخيرة عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين في عمليات منظمة وقف خلفها ما يعرف بتنظيم "شبيبة التلال"، وحركة "تدفيع الثمين" الإرهابية، وكان أبرزها جريمة إحراق منزل عائلة دوابشة في قرية دوما، ما أدى إلى استشهاد سعد دوابشة وزوجته وطفلهما، وخطف وإحراق الطفل المقدسي محمد أبو خضير، واستشهاد المواطنة عائشة الرابي. وحظي الإرهابيون مرتكبو هذه الجرائم المعروفون جيدا لجيش الاحتلال وشرطته بإعفاءات وشهادات براءة من المحاكمة.

وفي سياق آخر، تتوالى ردود الفعل على الاتفاق الذي توصل اليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع شريكه المعارض بيني غانتس بشأن ضم إسرائيل للأغوار الفلسطينية ومنطقة شمال البحر الميت، وهو الاتفاق الذي أشار اليه تقرير الاستيطان الاسبوعي الأخير.

وتتوالى ردود الفعل الدولية على سياسات اسرائيل وانتهاكات سلطات الاحتلال لحقوق الفلسطينيين. فقد قد أكدت الأمم المتحدة رفضها أي توجه لاتفاق بين "إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية بشأن ضم مزيد من الأراضي الفلسطينية، معتبرة ذلك "تقويضا لعملية السلام".

كما حذر المجلس النرويجي للاجئين من أن استمرار السلطات الإسرائيلية في هدم واستهداف المنازل ومرافق المياه والصرف الصحي في الضفة الغربية المحتلة، يقوض الجهود المبذولة للحد من إنتشار فيروس كورونا "كوفيد 19".

وفيما يلي مجمل الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها "المكتب الوطني" خلال الفترة المرصودة:

الخليل

أغرق مستوطنو "غوش عصيون" بالمياه العادمة أراضي المواطنين في منطقة وادي اشخيت شمال بيت أمر المزروعة بالعنب، والتي تعود لعائلتي صبارنة وعوض للمرة الثانية خلال أسبوع، وتقدر مساحة الأرض التي تم إغراقها بأكثر من 20 دونماً.

فيما أصيب مواطنان في اعتداء للمستوطنين بالبلدة القديمة في الخليل، ونجح الأهالي والنشطاء في شباب ضد الاستيطان من منع المستوطنين من اقامة بؤرة استيطانية جديدة في حي تل الرميدة وسط مدينة الخليل، كما أصيب رعاة أغنام برضوض في اعتداء للمستوطنين لمنطقة الحمرة التابعة لقرية تواني شرق يطا جنوبا.

بيت لحم

أقدم مستوطنو "سيدي بوعز" المقامة على أراضي المواطنين عين القسيس ببلدة الخضر جنوب بيت لحم على تكسير 50 شتلة زيتون، في أراضي تعود للمواطن صفي الدين محمد دعدوع.

كما اقتلع مستوطنو "سيدي بوعز" 350 شتلة زيتون في منطقة الشعف من أراضي البلدة، واستولوا عليها، وهي تعود للمواطن خلدون إبراهيم صبيح.

ونصب مستوطنون يوم امس بيتا متنقلا "كرفانا" في أراضي " جب الذيب " قرب قرية الفرديس شرق مدينة بيت لحم مستغلين حالة الطوارئ في المحافظة، في إطار محاولاتهم توسيع حدود مستوطنة ازديبار المقامة على اراضي المواطنين

سلفيت

ألقى مستوطنون "بركان" المقامة على أراضي محافظة سلفيت بعامل يبيت في المستوطنة منذ عدة أيام، على قارعة الطريق، لأن عليه أعراض فايروس كورونا.

ورصدت لجنة الحماية المجتمعية إعتداء قوات الاحتلال على مشروع "حماية حقوق وكرامة السكان الفلسطينيين الخاضعين للاحتلال وفقا للقانون الانساني الدولي، حيث قامت بإيقاف العمل في المشروع في البلدة، ومصادرة المعدات وهي عبارة عن جرافتين تعودان للمواطنين ماجد صبحي أحمد و رامي تحسين أحمد.

نابلس

قام مستوطنون بقطع عدد من أشجار الزيتون مزروعة ضمن أراضي قرية قريوت، جنوب غرب نابلس، مستخدمين مناشير آلية. تعود للمواطن محمود راتب حسين، وتقع في (منطقة الخلة) غرب القرية، وعلى مقربة من مستوطنة "عيليه".

وتم اكتشاف هذا الاعتداء على الأشجار، بعد أن سمحت قوات الاحتلال للمزارعين، وعبر التنسيق، بالوصول إلى أراضيهم في تلك المنطقة لحرثها. المستوطنون قطعوا نهاية الاسبوع كذلك نحو 36 شجر زيتون معمرة في اراضي قريوت. فيما وضع مستوطنون "شيلو"، منزلا متنقلا في منطقة راس مويس التابعة لأراضي قريوت.

الأغوار

اقتحمت قوات الاحتلال حاجزين أقيما في منطقتي عين البيضا وبردلة بالأغوار الشمالية، للحد من حركة المواطنين، في إطار خطة مواجهة تفشي وباء "كورونا".

واعتدت مجموعة من المستوطنين على عدد من المواطنين في الأغوار بالحجارة والغاز المسيل للدموع. وتركوا أبقارهم ترعى محاصيل القمح والشعير لعدد من المواطنين في منطقة "أم القبا". كما اخطرت سلطات الاحتلال بإزالة عدد من المنشآت الزراعية في قريتي الجفتلك، وفروش بيت دجن بالأغوار. وألصقت أوامر إزالة منشآت في الأغوار.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد