السفير اللوح: تأجيل إحياء ذكرى يوم الأسير في جامعة الدول العربية بسبب كورونا

دياب اللوح سفير فلسطين في القاهرة

أعلن السفير الفلسطيني لدى جمهورية مصر العربية دياب اللوح، اليوم الجمعة، تأجيل إقامة حفل كان مقررًا عقده في مقر جامعة الدول العربية بمبادرة من أمينها العام السيد أحمد أبو الغيط، لإحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، مشيرًا إلى أن تأجيل هذا الحفل جاء بسبب الظروف المتعلقة بجائحة كورونا ، آملًا أن يتمكنون من إقامته العام القادم.

وفيما يلي نص كلمة السفير الفلسطيني كما وصلت وكالة سوا:

بسم الله الرحمن الرحيم

السادة أعضاء لجنة فلسطين الدائمة باتحاد المحامين العرب في القاهرة

الأخ الدكتور سيد عبد الغني رئيس اللجنة

السيدات والسادة..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أتقدم لكم بجزيل الشكر ووافر الامتنان لهذه المبادرة الكريمة لإحياء يوم الأسير، تحت عنوان ( الحرية والعدالة للأسرى)، كما وأتقدم لكم أصالة عن نفسي ونيابة عن سفارة دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبيتها الدائمة لدى جامعة الدول العربية بأحر التعازي بوفاة الأمين العام الأسبق لاتحاد المحامين المغفور له بإذن الله الدكتور فاروق أبو عيسى.

السيدات والسادة..

إن هذه المناسبة الوطنية، يوم الأسير، تعتبر من اهم وأبرز المناسبات الوطنية والقومية، ليس لأن قضية الأسرى والمعتقلين داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، هي قضية إجماع وطني فلسطيني وعامل توحيد للصفوف والجهود والفعاليات والمواقف الوطنية فحسب، وإنما لأنه لا يكاد يخلو بيت فلسطيني من أسير أو أكثر، وقد شارك العديد من الأخوة العرب الأحرار أخوانهم الفلسطينيين هذه التجربة النضالية الفريدة من نوعها، لذلك نحن نتحدث عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ولجأ الاحتلال الإسرائيلي منذ بدايات احتلاله لفلسطين، منذ السنوات الأولى لنكبة عام 1948م، إلى سياسة إسرائيلية ثابتة لقمع الشعب الفلسطيني والسيطرة عليه، وازدادت عمليات الاعتقال بعد عدوان 1967م، لقمع الروح الثورية والكفاحية المتصاعدة لدى جموع الشعب الفلسطيني، ويُقدر عدد من اعتقلتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات الاحتلال أكثر من مليون فلسطيني وعربي، رجالاً ونساء، وشيوخاً وأطفالاً، وحتى يومنا هذا لازالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وبشكلٍ يومي تعتقل العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني من بيوتهم ومن على الحواجز العسكرية، ولا غرابة أن يتم اعتقال الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عشر سنوات، فيما لا يزال يقبع في سجون الاحتلال اكثر من خمسة آلاف أسير وأسيرة موزعين على قرابة ثلاثة وعشرين سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف تفتقر لأدنى الشروط القانونية والإنسانية، ومن بين هؤلاء الأسرى (180) طفلاً، و (41) اسيرة، و (430) معتقلاً إدارياً دون تهمة أو محاكمة، وعدد (6) نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني الأخير، وأبرزهم الأخ القائد مروان البرغوثي (عضو اللجنة المركزية لحركة فتح)، والرفيق القائد أحمد سعدات (الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، والأخ المجاهد حسن يوسف (عضو المكتب السياسي لحركة حماس )، بالإضافة إلى العديد من القيادات السياسية والأكاديمية والمجتمعية، ومن بين الأسرى (700) أسير يعانون من امراض مختلفة من بينهم (300) أسير يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، مثل أمراض القلب والسرطان والفشل الكلوي وضغط الدم والسكري والشلل وضعف البصر، والعشرات من كبار السن واكبرهم سناً شيخهم الأخ القائد اللواء فؤاد الشوبكي (أبو حازم)، الذي يبلغ من العمر (81) عاماً، ويعاني من أمراض عديدة تهدد حياته بالخطر، مما يتطلب تدخل دولي عاجل لإطلاق سراحه وإطلاق سراح هؤلاء المرضى بشكلٍ عاجل.

ومن بين الأسرى (51) اسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من (20) سنة، ومن بينهم (26) اسيراً معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو عام (1993م)، والذين رفضت إسرائيل الإفراج عنهم في النبضة الرابعة من الأسرى القُدامى، من بينهم وأقدمهم الأخ القائد كريم يونس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمعتقل منذ 6 يناير 1983م، والأخ القائد ماهر يونس، والقائمة من هؤلاء القادة من المناضلين تطول وتطول لتسطر أروع الملاحم البطولية والمواقف النضالية، ويُسجل التاريخ قافلة طويلة ممتدة من الأسرى وسنوات الاعتقال، ويقف في مقدمة هؤلاء العمالقة (222) أسيراً استشهدوا داخل السجون الإسرائيلية منذ عام 1967م، وحتى العام الأخير، بالإضافة إلى مئاتٍ أخرين استشهدوا بعد خروجهم من السجون متأثرين بأمراض أُصيبوا بها في السجون،،،

لكل هؤلاء الشهداء الذين قضوا على درب الحرية والنضال العادل، ولأولئك الشهداء مع وقف التنفيذ الذين لازالوا في السجون، ومن هنا، من القاهرة، من مقر اتحاد المحامين العرب، ننحني اجلالاً واكباراً لهم وأمام صمودهم الأسطوري والبطولي، وفي هذه المناسبة الوطنية نستذكر أمير الشهداء الشهيد القائد خليل الوزير (أبو جهاد) في الذكرى الثانية والثلاثين لاغتياله في تونس 1988م، كما ونستذكر شهداء الفردان القادة أبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر في الذكرى السابعة والأربعين على استشهادهم في 10/04/ 1973م، ونستذكر شهداء مذبحة دير ياسين ومعركة القسطل والشهيد القائد عبد القادر الحسيني عام 1948م.

السيدات والسادة..

لان قضية الأسرى هي قضية وطن، وقضية إجماع وطني، وقضية امة، فلقد أقر المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974م باعتباره اعلى سلطة تشريعية في منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في داخل وخارج فلسطين، اقر السابع عشر (17) من نيسان يوماً لنصرة الأسرى، ووفاءً لتضحياتهم، والذي تبنته القمة العربية في دمشق في آذار من عام (2008) ليُصبح يوماً للتضامن العربي مع الأسرى.

ومنذ ذلك التاريخ والشعب الفلسطيني في الوطن والشتات ومعه أبناء الأمة العربية وأحرار العالم يُحيون هذه المناسبة في عواصم عربية وعالمية عديدة بما يليق بالأسرى وتضحياتهم وبالحركة الوطنية الأسيرة.

وهنا لابد من اسجل شكر وتقدير دولة فلسطين لجامعة الدول العربية، وشكر خاص لمعالي الأمين العام السيد أحمد ابو الغيط، الذي بادر مشكوراً وأعطى تعليماته لإحياء هذا اليوم وهذه المناسبة في مقر جامعة الدول العربية بمشاركة هيئة الأسرى والمحررين في دولة فلسطين، وقد تم تأجيل هذا الحفل بسبب الظروف المتعلقة بجائحة كورونا ونأمل أن نتمكن من إقامته في العام القادم.

السيدات والسادة..

تحل ذكرى يوم الأسير الفلسطيني هذا العام والأسرى يواجهون قمع إدارة السجون الإسرائيلية، وخطورة جائحة كورونا، مما فاقم من معاناتهم اليومية، وزاد من قلقنا عليهم وعلى حياتهم، وخاصة في ظل تصاعد الإنتهاكات الإسرائيلية ضد الأسرى وحرمانهم من أبسط حقوقهم القانونية والإنسانية، وقيام إدارة السجون الإسرائيلية بمصادرة العشرات من الأصناف التي كانت مسموحة للأسرى سابقاً وخاصة مواد التعقيم والتنظيف والمواد الغذائية التي كان يشتريها الاسرى من مقصف أو كانتين السجن على حسابهم الخاص، علاوة على رفضها لإدخالها عن طريق الجهات الفلسطينية الرسمية أو حتى عن طريق الأهالي، مما يعكس إمعان اهمال إدارة السجون الواضح واستهتارها المتواصل وغير المبرر بحياتهم وأوضاعهم الصحية، ومازالت الأوضاع على حالها برغم تفاقم وتصاعد جائحة كورونا وتفشي الإصابات في الأوساط الإسرائيلية، ومما زاد من سوء الأحوال لدى الأسرى قيام إدارة السجون بمنع زيارات الأهالي والمحامين للأسرى بذريعة كورونا، فيما لم تقدم بديلاً عن ذلك، ولم توفر آليات للتواصل بين الأسرى وعائلاتهم، مما زاد من حدة التوتر والقلق لدى الطرفين، ومما يتطلب تدخل عاجل وضاغط من المؤسسات الدولية لتحمل مسؤولياتها وخاصة منظمة الصحة العالمية ومنظمة الصليب الأحمر الدولي وتشكيل وفد طبي دولي لزيارة السجون الإسرائيلية واتخاذ التدابير اللازمة وتوفير الإجراءات والأدوات الضرورية لحماية الأسرى من خطر الإصابة بفيروس كورونا، وأدعو اتحاد المحامين العرب ولجنة فلسطين الدائمة في الاتحاد لتبني مبادرة عربية- دولية لإنقاذ حياة الأسرى.

كما ومن هذا المنبر اؤكد وأجدد دعوة فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، ودعوة الحكومة الفلسطينية، بضرورة الأفراج الفوري عن جميع الأسرى والمعتقلين دون استثناء، وضرورة الإفراج العاجل عن حوالي ألف (1000) من الأسرى، من كبار السن والمرضى والأطفال والنساء وإنقاذ حياتهم من خطر الموت المحدق بهم جراء إنتشار هذا الوباء القاتل، واؤكد مجدداً موقف القيادة الفلسطينية الذي أكده الرئيس محمود عباس مراراً وتكراراً بأننا لن نوقع اتفاقاً مع إسرائيل لا يتضمن الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية (تبييض السجون)، ونحن على ثقة بأن هذا اليوم آتٍ لا محالة، وأنه لقريب حتى يأخذ الأسرى الأبطال دورهم الريادي في عملية البناء الوطني الشامل، جنباً إلى جنب مع أبناء شعبهم، لبناء مؤسسات دولتهم، دولة فلسطين ذات السيادة الكاملة المتصلة والقابلة للحياة على أرض دولة فلسطين التي اُحتلت عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وإنجاز الحقوق المشروعة الثابتة للشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال الوطني وحق تقرير المصير والعودة، حسب قرارات الشرعية الدولية ووفقاً لما جاء في المبادرة العربية للسلام.

ختاماً، باسم سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية الشقيقة ومندوبيتها الدائمة لدى جامعة الدول العربية وقنصلية دولة فلسطين في الإسكندرية وعموم ابناء الجالية الفلسطينية في مصر والطلبة الدارسين في جامعاتها نتوجه باسمى آيات الإجلال والإكبار لأسرانا الأبطال داخل السجون الإسرائيلية، ونقول لهم أن قضية تحريرهم تقف على رأس اجندة العمل الوطني الفلسطيني وفي مقدمة أولويات القيادة واهتمامات فخامة الرئيس محمود عباس.

شاكراً لاتحاد المحامين العرب ولجنة فلسطين الدائمة هذه المبادرة الكريمة، شاكراً لجمهورية مصر العربية الشقيقة رئيساً وحكومةً وشعباً رعايتها المستمرة لقضية الأسرى وللكفاح الوطني الفلسطيني، وللمصالحة الوطنية الفلسطينية وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وما جاء في وثيقة الأسرى للمصالحة، والشكر موصول لجامعة الدول العربية ولمعالي الأمين العام لجامعة السيد أحمد ابو الغيط، وللدول العربية الشقيقة كافةً ولكل الأصدقاء المناصرين لقضية الأسرى والمعتقلين.

وأوجه تحية خاصة للأخت المناضلة اللواء فاطمة البرناوي أول أسيرة فلسطينية، وللأخ المناضل اللواء محمود بكر حجازي، وكذلك جموع الأسرى المحررين من السجون والمعتقلات الإسرائيلية من الفلسطينيين والعرب

المجد والخلود للشهداء الأبرار

الشفاء للجرحى والمصابين

الحرية للأسرى والمعتقلين

عاشت فلسطين حرة عربية... عاشت أمتنا العربية المجيدة

والسلامة لكم جميعاً... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ديــاب اللــوح

سفير دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية

ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية

17. ابريل. 2020

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد