وفد المنظمة يبحث مع حماس الانتخابات وأزمة الموظفين ومقترحات التهدئة

رام الله / سوا / قال مسؤول فلسطيني رفيع في الضفة الغربية أن اتصالات بدأت بالفعل مع حركة حماس ، لترتيب زيارة وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى غزة ، وسيحدد موعد الزيارة غدا الأحد، عقب اجتماع أعضاء هذا الوفد الذي يرأسه عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف المصالحة. 

وأكد المسؤول لصحيفة القدس العربي اللندنية الصادرة اليوم السبت أن الوفد سيناقش عدة ملفات مهمة أبرزها الانتخابات وأزمة موظفي غزة، وكذلك مبادرة "التهدئة الطويلة" التي عرضتها مؤخرا أطراف دولية على حركة حماس.


وقال المسؤول إن أعضاء من الوفد اتصلوا بحركة حماس ليل الخميس، ووضعوهم في صورة قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي أكدت على ذهاب الوفد إلى غزة، مشيرا إلى أن جهات الاتصال هذه سبق وأن قامت بالاتصال في وقت سابق بحركة حماس للتنسيق لهذه الزيارة التي كان من المفترض أن تتم قبل شهرين، غير أنها أجلت بسبب تفاقم الخلافات بين فتح وحماس.


هذا المسؤول أكد أن مسؤولي حماس الذين أجريت معهم الاتصالات رحبوا بالوفد، وعبروا عن أملهم في أن يتم خلال الزيارة العبور بالمصالحة إلى طريق أكثر صلابة، من خلال إتمام باقي ملفاتها. وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية تأمل في أن تكون المصالحة بشكل عام جاهزة في وقت قريب، لمواجهة الضغوط الإسرائيلية، في ظل عودة قوى اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى الحكم.


ورجح هذا المسؤول الكبير في منظمة التحرير أن تشهد الأيام المقبلة، وقفا للتراشق بين حركتي فتح وحماس، خاصة وأن وفد المنظمة سيبحث إلى جانب ملفات المصالحة، تطويق الخلافات القائمة بين الحركتين، التي شهدت الأسبوع الماضي انفجارا جديدا، باتهام أجهزة أمن حماس، أجهزة أمن السلطة، بالعمل على زعزعة أمن غزة وبث حالة من الفوضى، من خلال عمليات تفجير. وتبادلت الحركتان على مدار الأسبوع الماضي الاتهامات بشكل حاد، بعد تفجر الخلاف الجديد.


وكانت اللجنة المركزية لفتح قد أكدت أن خطوة إرسال وفدها لغزة تأتي استنادا إلى ما اتخذه المجلس المركزي من قرارات بشأن المصالحة الوطنية، خاصة تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة عملها وبالذات فيما يتعلق بإعادة الإعمار، وكذلك تفعيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية حسب المرسوم الذي صدر بهذا الشأن.


وعلمت الصحيفة أيضا أن ملف الانتخابات الفلسطينية وكيفية عقدها سيكون حاضرا بقوة على طاولة الحوار الفلسطيني، إلى جانب ملف موظفي حماس التي كانت قائمة منذ الانقسام وقبل تشكيل الحكومة.


وسيكون من ضمن الملفات البارزة للنقاش ملف "التهدئة الطويلة" مع إسرائيل، الذي تقدمت به جهات غربية ودولية لحركة حماس، ويشمل المقترح إنهاء حصار غزة، وفتح ميناء، مقابل تهدئة تمتد لخمس سنوات أو تمدد لأكثر من ذلك، تشمل وقف الهجمات العسكرية من الطرفين.

 ويتوقع مسؤولون في منظمة التحرير أن تعرض عليهم حماس هذا المقترح بشكل رسمي للنقاش، خلال وجود وفد المنظمة في قطاع غزة.


وكان الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم قد قال أول من أمس إن حركته لن ترد على مقترحات التهدئة الأخيرة، التي نقلها مسؤولون غربيون للحركة، وتشمل الدخول في تهدئة طويلة الأمد، وفتح ميناء في قطاع غزة، دون مناقشة الملف بشكل موسع مع الفصائل الفلسطينية، وذلك في ظل أنباء تشير إلى أن قيادة الحركة تدرس هذه المقترحات.


وسيعقد وفد المنظمة الذي يستعد للقدوم إلى قطاع غزة اجتماعا يوم غد الأحد في مدينة رام الله بالضفة الغربية، وذلك من أجل الاتفاق على كيفية نقاش ملفات المصالحة مع حماس، وحركة الجهاد الإسلامي التي سيجتمع معها أيضا وفد المنظمة خلال زيارة غزة.


وفي هذا السياق قال الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية، وعضو وفد المنظمة، أن الوفد سيذهب إلى غزة دون أي لقاءات ثنائية تسبقه.


وكان هذا المطلب قد تقدم به في المرة السابقة وفد الجبهة الشعبية، خلال مشاورات وفد المنظمة في رام الله، غير أن باقي أعضاء الوفد وبالتحديد حركة فتح طالبت بعقد لقاءات ثنائية للتحضير للزيارة، من خلال الأحمد، وجميل شحادة الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية الذي زار غزة وقتها والتقى قادة حماس.


وأكد أبو يوسف على أن اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة أكد على أهمية ذهاب الوفد إلى قطاع غزة للاتفاق مع الفصائل على تطبيق المصالحة، في ظل التداعيات والمخاطر التي تواجه الفلسطينيين. وفي هذا السباق طالب أبو يوسف حماس بـ «قطع الطريق على كل من يرغب في استمرار الانقسام ومنع تحقيق الوحدة الوطنية».


وكان إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد رحب بقرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بإرسال وفد فلسطيني موحد يضم ممثلين عن مختلف فصائل العمل الوطني إلى قطاع غزة للبدء في حوار وطني شامل.


وقال في تصريحات صحافية أن «أي قرار إيجابي من أي مستوى فلسطيني من أجل استعادة الوحدة وتحقيق المصالحة وبناء استراتيجية فلسطينية والخروج من هذا المنعطف الذي نمر فيه هو أمر محل ترحيب بالتأكيد». ودعا إلى بناء استراتيجية وطنية واضحة لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام، للتصدي للمخططات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.


وأضاف هنية «حان الوقت أن نخطو بخطوات صادقة وجدية لبناء إستراتيجية وطنية للرد على الانتخابات الإسرائيلية»، مضيفا «الطريق الوحيد للخروج من الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع هو بإتمام المصالحة الوطنية الحقيقة والشراكة الوطنية لمواجهة الاحتلال وغطرسته».


وكان مقرر أن تتم هذه الزيارة قبل شهرين، غير أن تفاقم الخلاف بين فتح وحماس حال دون ذلك، وسبق وأن شكلت منظمة التحرير وفدا يضم فصائل فلسطينية عدة يرأسه الأحمد، الذي سافر إلى القاهرة للقاء نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الدكتور موسى أبو مرزوق، غير أن الأنباء وقتها أكدت أن الجانب المصري رفض إجراء هذه اللقاء الذي كان يهدف إلى التحضير للزيارة، كون أبو مرزوق انتقل من غزة إلى مصر بغرض العلاج لا عقد لقاءات سياسية.


وسبق أن قدم وفد من منظمة التحرير إلى غزة في نيسان/ أبريل من العام الماضي، وتمكن عقب لقاءات مع قادة حماس من التوصل إلى «اتفاق الشاطئ» الذي أسس بعد أقل من شهرين إلى تشكيل حكومة توافق وطني، هي الأولى منذ الانقسام الذي حدث في منتصف عام 2007.


وكذلك شهدت الحرب الأخيرة على غزة، توجه الفلسطينيين لمباحثات التهدئة في القاهرة ضمن وفد واحد، ممثل من غالبية التنظيمات الفلسطينية.

 ومن المرجح أن تتوجه حكومة التوافق الوطني بكامل أعضائها إلى قطاع غزة، لعقد اجتماع كامل للحكومة، في حال نجحت حوارات وفد المنظمة التحرير، كما كان مخططا في المرة السابقة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد