يبدو ومن خلال تصريحات الدكتور محمود الزهار ، ان وضع حماس يتحسن مع مصر والسعودية ، وحتى بنسبة ما مع اسرائيل ،
وهو امر وان كان لي تحفظات على رسوخه في الواقع، الا ان صموده وتطوره مرتهن للاجابة عن سؤال... ماذا ستفعل حماس في امر الوحدة مع «فتح»؟، اي ماذا ستفعل غزة مع الضفة؟ هذا هو بيت القصيد وهذا هو المفتاح السحري، ليس لتحسن وضع حماس وحدها، وانما لتحسن اوضاع الجميع وخصوصا وضع القضية الوطنية المفترض انها اكثر اهمية من الحسابات الخاصة لاي فصيل فلسطيني مهما كبر او صغر .
في زمن ما كانت «حماس» تلقى تساهلا كبيراً من مصر ايام عهد مبارك ، ولقيت وعداً استراتيجياً من عواصم " الربيع العربي" وخاصة القاهرة ابان حكم الاخوان، وكانت على علاقة حميمة مع الامبراطورية الايرانية ودولة حزب الله في لبنان، وكان الغنوشي في تونس يفرد بساطاً ورديا تحت اقدام اي زائرحمساوي، فالى اين أدّى كل هذا؟؟
لقد انهار حكم الاخوان في مصر، باتصال هاتفي من السيسي الى رئيس الحرس الجمهوري، فوضع مرسي في غرفة الحرس، لينتقل بعد ذلك الى ذات القفص الذي ضم مبارك طيلة عهد محاكمة القرن ، وادار حزب الله ظهره عتباً على الحليف الذي طعن نظام بشار الاسد في ظهره وغادر سورية، معلنا تحالفه مع خصوم النظام هناك، وخفضت طهران منسوب الدعم المالي الى الصفر او الى ما فوقه بقليل، اما الغنوشي صاحب تونس، فقد نصحهم بالتعقل مثلما لام اخوان مصر على تهورهم في امر السلطة.
وحين قامت اسرائيل بعدوانها المجرم الراشح بالدم والدمار ، وجدت حماس نفسها وحيدة على ارض المواجهة ، وحلفاء الامس ليس لهم الا لسان حال يقول...
لا خيل عندي اهديها ولا مال فليسعف النطق ان لم يسعف الحال .
وتعالوا الآن نناقش الوضع بروية وهدوء، فهل يمكن الاطمئنان الى تحسن العلاقة مع اسرائيل في امر الغاز، او مضاعفة عدد الشاحنات العابرة الى غزة، او حتى في تلميحات الميناء والمطار ، اليس هذا الامر خليقاً بأن يبعث الشكوك في نفوسنا حول ما ورائه من اهداف خطيرة كدويلة في غزة مثلا ، ثم وهل هنالك ضمانة من ان دعوة مشعل مثلا الى السعودية ، تعني ان حماس قلبت الموازين التحالفية وجمعت في قبضة واحدة كل النقائص ؟ وهل استئناف او طعن الحكومة المصرية بقرار المحكمة اعتبار حماس حركة ارهابية، سيؤدي الى فتح معبر رفح كما كان في زمن السلطة الشرعية ، وحتى لو حدث ذلك فهل هذا يغني عن معبر الوحدة الوطنية المغلق تماما مع رام الله بما تمثله في الواقع الفلسطيني ؟
انها اسئلة يتعين على «حماس» ان تجيب عنها اليوم قبل الغد ، فلا احد يكفي «حماس» كي تتجاوز المآزق الصعبة سوى التحصن في البيت الفلسطيني بكل مقوماته الجغرافية والبشرية والسياسية ، دون هذا التحصن يبقى الجميع في مهب الريح ، ويبقى الجرح الفلسطيني مكشوفا على كل مسببات النزف والتسمم.
في هذا الزمن الذي نعيش وحولنا تشتعل النار في الهشيم العربي بلا هوادة ، فلا مستقبل لأحد دون تحصين بيته والاعتصام فيه، فمن ترك بيته مشرعة ابوابه امام الرياح العاتية ، فسيحدث له عاجلا ام اجلا ان يجد نفسه في العراء، وساعتها لا ينفع الندم ولا تشفع الاعذار.
في حالات كثيرة يؤدي الحصار المحكم، الى تخيلات لا صلة لها بالواقع، وأسأل الله ان يجنب الجميع هذه التخيلات فهي الاكثر تضليلاً للحسابات والسياسات.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية